1.3 مليون حالة سرطان قابلة للعلاج سنويا

اختبار بالصبغة لاكتشاف مدى نجاح العلاج الكيماوي لمرضى السرطان

 

مازن النجار
كشفت دراسة طبية عن إمكانية علاج 1.3 مليون حالة سرطان في السنة أو حتى منعها عبر استهداف وتدمير الفيروسات المسببة لها.

ويقول علماء كلية طب ألبرت أينشتاين بجامعة يشيفا في نيويورك إن حصيلة دراستهم قد تمهد السبيل للتغلب على السرطانات البشرية المترتبطة بعدوى التهابات فيروسية موجودة مسبقا.

ومن بينها سرطان الكبد (الناجم عن العدوى بفيروسي "بي" و"سي") وسرطان عنق الرحم (الناجم عن فيروس الورم الحليمي البشري) والورم اللمفي (لمفوما) الناجم عن فيروس إبشتاين- بارّ.

لكن مفتاح ذلك هو العثور على الفيروسات وتدميرها قبل أن تصبح سرطانية.

وفي محاولة للقيام بذلك، استخدم الباحثون تقنية تعرف باسم "العلاج المناعي الإشعاعي" حيث يحقن الجسم بنظائر مشعة (عناصر غير مستقرة تطلق إشعاعا) محملة على أجسام مضادة، وهي جزيئات بروتينية تشبه صواريخ "بحث وتدمير" لعدوى الفيروسات.

وجد الباحثون أن الأجسام المضادة بمجرد دخولها تقوم بالتصويب على أهدافها من مستضادات فيروسية، وتدمر النظائر المشعة خلايا سرطانية مجاورة دون إعطاب الأنسجة السليمة المحيطة.

المستضادات الفيروسية
والمستضادات الفيروسية هي بروتينات تنتجها الخلايا المصابة بعدوى الفيروس، ويمكن أن تهيج هذه الخلايا بحيث تبدأ في تكاثر منفلت من السيطرة، وتصبح بذلك سرطانية.

بدورها الأجسام المضادة هي بروتينات مناعية بمواقع مقيّدة -كقطع اللغز- إلى مواقع مقابلة على المستضادات الفيروسية أو البكتيرية الدخيلة، فتقوم الأولى بتعطيل الثانية مطلقة استجابات مناعية أخرى.

معضلة هذه الفيروسات التي عادة ما تسبب السرطان على أي حال، هي أنها تميل إلى الاختباء بعيدا عن متناول العلاجات والمضادات إلى داخل الخلايا بدلا من المكوث على سطحها. لكن الباحثين وجدوا طريقة للالتفاف حولها.

ويقول معد الدراسة ورئيس قسم الأحياء المجهرية والمناعة أرتورو كاساديفال إن الباحثون خمنوا أن الأورام متسارعة النمو قد تفوق نمو إمداداتها من الدم مما يسفر عن خلايا أورام ميتة، يتسرب منها مستضدات فيروسية بين خلايا السرطان الحية.

لذلك رجحوا أن ضخ أجسام مضادة مرفقة بنظائر مشعة إلى مجرى الدم سيحملها إلى عمق كتلة الورم، وهناك سوف تمسك بتلابيب هذه المستضادات المكشوفة. ثم يدمر انفجار الاشعاع المنبعث من النظائر المشعة خلايا الورم المجاورة.

مقاومة دون إضرار
اختبر الباحثون نظريتهم على فئران المختبر، فأرفقوا نظيرا مشعا (رينيوم 18) إلى الأجسام المضادة التي تهاجم المستضاد الفيروسي E6 الذي تنتجه تقريبا جميع خلايا سرطان عنق الرحم.

كما أعدوا سلاحا مماثلا ضد سرطان الكبد بإرفاق رينيوم 18 بأجسام مضادة تستهدف المستضاد الفيروسي HBx الذي تفرزه خلايا الكبد السرطانية. وهكذا عولجت الفئران التي حُقِنت بخلايا سرطان بشرية لسرطاني عنق الرحم والكبد بالعلاج المناعي الإشعاعي المناسب.

وفي كلتا الحالتين يذكر فريق البحث أن العلاج قد أبطأ نمو الورم بدرجة كبيرة مقارنة بنتائج الفئران غير المعالجة. وفي حالات الحيوانات المصابة بسرطان عنق الرحم، لم يتوقف نمو الأورام فقط بل تقلص بعضها بالفعل.

وتشير أستاذة الطب النووي والأحياء المجهرية إيكاترينا داداتشوفا إلى أن العلاج المناعي الإشعاعي لم يقاوم هذه السرطانات فحسب، بل اقتصر النشاط الإشعاعي بالكامل على كتل الأورام دون الإضرار بالأنسجة السليمة أيضا.

المصدر : الجزيرة