مركب في الفواكه يكافح سرطانات الرأس والعنق

تصميم فني عن استخلاص علاج لسرطان الدماغ من القنب الهندي

 

مازن النجار
اكتشف باحثون أن مركبا شائع الوجود في المانجو والعنب والفراولة وغيرها من الفاكهة، ويدعى لوبيول lupeol، يمثل مفتاحا واعدا لمكافحة سرطانات الرأس والعنق، إذ يؤمل أن يوفر وصفة علاجية جديدة، ويجدد الأمل لدى مرضى السرطان، كما ذكرت صحيفة "ذا ستاندرد" بهونغ كونغ.

أجرى الدراسة فريق بحث من جامعة هونغ كونغ، ونشرت حصيلتها بمجلة "أبحاث السرطان"، وهي دورية علمية دولية متخصصة.

يرى الباحثون أن تغييرا غذائيا طفيفا يمكن أن يكون له تأثير مذهل في علاج سرطانات الرأس والعنق، مثل تلك التي تصيب الأنف وتجويف الفم والحلق والحنجرة والغدد الدرقية واللعابية.


استخدام فاعل وآمن
ويعتقد أن مركب لوبيول له القدرة على مكافحة كرسينومة (سرطانة) الخلية الحرشفية بالرأس والعنق، إما باستخدامه منفردا أو مع العلاج الكيميائي.

يستهدف مركب لوبيول ويقتل -انتقائيا- الخلايا المصابة بكرسينومة (سرطانة) الخلية الحرشفية بالرأس والعنق، مع التسبب بالحد الأدنى من التأثير على خلايا اللسان السليمة. كما ثبط لوبيول إمكانية انبثاث خلايا السرطان.

وطبقا لما أورده الباحثون في الدراسة تعتبر سرطانات الرأس والعنق ثالث أكثر أشكال السرطان شيوعا.


ممارسات خطرة
تسهم في زيادة مخاطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق عوامل مثل تعاطي الكحول والتدخين وانخفاض الكميات المستهلكة من الفاكهة والخضروات، إضافة إلى الأمراض الجنسية التي ينقلها فيروس الحُليْموم البشري.

رغم ازدياد الوعي بأهمية النظام الغذائي جيد التوازن والفحص البدني الروتيني، يقول الباحثون إن الجمهور يفتقر للأدلة الدقيقة على فوائد مواد محددة في الغذاء ومعرفة الكيفية التي يساعد بها الاختيار السليم للغذاء على اتقاء وعلاج السرطان.


علاج مزودج
يقول الباحثون إن لوبيول قد خفض دراماتيكيا حجم الأورام وكبت انبثاث خلايا السرطان محليا، بينما تسبب بالحد الأدنى من التأثير (الضار) على الأنسجة المحيطة والأعضاء الحيوية الأخرى.

وقد وجدوا أن لوبيول يكون أكثر فعالية وقدرة بثلاثة أضعاف من عقار العلاج الكيميائي المعروف بـ"سيسبلاتِن"، المستخدم تقليديا في علاج سرطانات الرأس والعنق.

يقول الخبراء إنه بصرف النظر عن استخدام لوبيول عاملا علاجيا وحيدا فإن بإمكانه أيضا تعزيز مفعول "سيسبلاتن" مضادا للأورام السرطانية بنحو 40 ضعفا، ما يؤدي إلى تراجع دراماتيكي أكبر للأورام التي ربما تكون قد نشأت بالفعل.

وقد بدأ الإعداد مؤخرا بتشكيل فريق بحثي جديد يضم علماء وباحثين من مختلف الكليات والأقسام ذات الصلة لمواصلة تطوير مركب لوبيول إلى عقاقير مضادة للسرطان وصالحة إكلينيكيا.

المصدر : الجزيرة