النساء النحيفات أكثر عرضة لمخاطر الإجهاض

قيام المرأة بتدريبات أثناء الحمل له تأثير محدود على الإنجاب

 
 

مازن النجار
أفادت دراسة طبية بريطانية جديدة بأن النساء النحيلات منخفضات الوزن جدا هن أكثر عرضة لمخاطر الإجهاض خلال فترة الحمل.

قام بالدراسة فريق بحث من كلية لندن للصحة العامة والطب المداري بقيادة الدكتورة نورين ماكونوتشي أستاذة الأوبئة والإحصاء الطبي، ونشرت نتائجها في "المجلة البريطانية للولادة وطب النساء"، وعرضتها نيوزمديكال.

ووجد الباحثون أن النساء النحيلات هن بالفعل أكثر عرضة بنسبة 72% لإجهاض أجنتهن خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، مقارنة بالنساء ذوات الوزن الطبيعي.


الوحام واكتمال الحمل
وبتعريف الخبراء، تعتبر النساء منخفضات الوزن إذا كانت قيمة "مؤشر كتلة الجسم" أو (BMI) أقل من 18.5، ويتم حساب المؤشر بقسمة وزن الشخص (بالكيلوغرامات) على مربع طوله (بالأمتار).

وصل الباحثين لهذا الارتباط بين النحافة ومخاطر الإجهاض بعد دراسة حالات مجموعة من 603 نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و55 عاما، وأجهضن أجنتهن في الأشهر الثلاثة الأولى بعد بدء الحمل؛ ومجموعة أخرى من 6 آلاف سيدة، استمر حملهن إلى ما بعد الأسبوع الثاني عشر.

كما وجدوا أن النساء اللاتي عانين من غثيان ومرض (وحام) خلال الأسابيع الاثني عشر الأولى، كن أقل عرضة بنسبة 70% للإجهاض، وكلما اشتدت حدة وحام الحمل تحسنت العوامل المرجحة لاكتمال الحمل.


مسببات غير واضحة
تشير هذه الدراسة الجديدة، التي نظرت في غذاء وأنماط معيشة النساء، أيضا إلى أن غذاء صحيا يضم الفاكهة والخضراوات والشوكولاتة، قد ساعد على خفض مخاطر الإجهاض.

ووجدت الدراسة أن النساء اللاتي تناولن مكملات فيتامينات، خاصة حمض الفوليك أو حديد وفيتامينات، خلال فترة الحمل الأولى قد انخفضت لديهن مخاطر الإجهاض بنسبة 50%.

وبحسب تقديرات أوردتها الدراسة، فإن حالة واحدة من بين كل خمس حالات حمل في بريطانيا تجهض (عرضيا) قبل اكتمالها، وهذا يشمل -على وجه الإجمال- نحو ربع مليون امرأة سنويا.

ورغم أن عوامل المخاطر معروفة جيدا، مثل ارتفاع سن المرأة لدى الحمل وخبرة سابقة في الإجهاض والعقم، فلا تزال مسببات معظم حالات الإجهاض غير واضحة. كما أن العوامل المشتبه في دورها في زيادة مخاطر الإجهاض، كاستهلاك الكحول والتدخين ومستوى تعاطي الكافيين، لا تزال غير مؤكدة.


اعتبارات متعددة
كذلك، وجد الباحثون أن النساء اللاتي انفصلن أو افترقن عن شركائهن بعد بدء الحمل قد ازدادت العوامل المرجحة لحدوث إجهاضهن بنسبة 60%، أما غير المتزوجات – أو اللاتي يعشن مع مجرد شريك- فقد كن أيضا عرضة لمخاطر إجهاض أكبر، مقارنة باللاتي "خططن" لحملهن.

بل إن حالات الحمل المخطط لها كانت أقل عرضة للإجهاض بنسبة 40% مقارنة بحالات الحمل العرضية (العشوائية). لكن النساء اللاتي احتجن أكثر من عام ليحملن كانت مخاطر إجهاضهن ضعف مخاطر إجهاض اللاتي حملن خلال ثلاثة شهور من بدء المحاولة.

تقول الدكتورة نورين ماكونوتشي إن النتائج المستخلصة، خاصة المتصل منها بانخفاض وزن المرأة الحامل، وعدم اكتمال الحمل سابقا، والكرب وتغير الشريك؛ تستحق كلها مزيدا من البحث.

وقالت ماكونوتشي إن مشورة الاستشاريين بتشجيع الغذاء الصحي، ومحاولة خفض الإجهاد والكروب، وتعزيز الاستقرار العاطفي، قد يساعد النساء -في بدايات الحمل أو اللاتي يخططن للحمل- على خفض مخاطر إجهاضهن.

المصدر : الجزيرة