زيادة الوزن قد تؤدي لضعف القدرات العقلية

البدانة وتأثيرها على التحصيل الدراسي

 

قال باحثون إن هناك ارتباطا بين زيادة الوزن لدى البالغين في منتصف العمر وبين تحقيق نتائج أقل من أقرانهم النحاف في اختبارات الذاكرة والانتباه والقدرة على التعلم.

وأوضحت الدراسة التي نشرها عدد من الباحثين في دورية "نيورولوجي" أنه كلما زاد الوزن في منتصف العمر كلما ارتفع معه خطر تعرض المرء لضعف القدرات الذهنية في مراحل تالية في الحياة.

وقال الباحثون إن المعدلات العالية من الإصابة بأمراض القلب والشريان التاجي أو داء السكري ربما تساعد على تفسير هذه الصلة، لكن من الممكن أيضا أن تؤثر بشكل مباشر مواد تفرزها الخلايا الدهنية مثل هرمون ليبتين على المخ.

وأوضح الباحث ماكسيم كورنوه من مستشفى جامعة تولوز في فرنسا أن البدانة واختلال العقل ومرض الزهايمر أصبحت مشاكل يزداد انتشارها بين الناس، وأضاف "توضح النتائج التي توصلنا إليها بالإضافة إلى دراسات سابقة أن خطر الجنون يتعاظم لدى أصحاب الوزن الزائد في منتصف العمر".

وشملت الدراسة 2223 فرنسيا بالغا سليم البدن تتراوح أعمارهم ببن 32 و62 عاما سنة 1996 وفي ذلك الوقت أجريت لهم عدة اختبارات معرفية تتضمن قياس قدرات مثل الذاكرة والانتباه وسرعة التعلم وبعد خمس سنوات خضعوا لنفس الاختبارات مرة أخرى.

وبشكل إجمالي اكتشف الباحثون أن أصحاب مؤشر كتلة الجسم الأكبر حققوا الدرجات الأقل بالمقارنة بمن ينخفض المؤشر لديهم، كما أن أصحاب الوزن الزائد حدث لديهم تدهور معرفي أكبر خلال الفترة بين إجراء الاختبارين.

ويحسب مؤشر كتلة الجسم بقسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع طول القامة بالمتر. ولم يبد أن عوامل مثل السن والتعليم والصحة العامة تفسر هذه العلاقة.

ويقول فريق البحث إن من الممكن أن يكون لخلايا الدهون الزائدة عن حاجة الجسم تأثير مباشر على وظائف المخ، فعلى سبيل المثال تقول بعض الدراسات إن هرمون الجوع (ليبتين) الذي تنتجه خلايا دهنية يلعب دورا في التعلم والذاكرة.

ورغم أن المشاركين في الدراسة كانوا يتمتعون بصحة جيدة بشكل إجمالي فإن اضطرابات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري يمكن أن تكون همزة الوصل بين زيادة مؤشر كتلة الجسم وتضاؤل القدرات المعرفية.

وقال كورنوه إن زيادة سمك وصلابة الأوعية الدموية المؤدية إلى المخ يمكن أن تساهم في الإصابة بضعف القدرات الذهنية وبشكل مشابه يمكن للسكري أن يضر بالقدرات المعرفية عن طريق إما الإصابة بأمراض الشرايين أو عن طريق آثار مباشرة لهرمون الأنسولين على خلايا المخ.

المصدر : رويترز