جنوب أفريقيا تدخل مرحلة الموت بتفشي وباء الإيدز

الإيدز في جنوب أفريقيا

قال علماء إن جنوب أفريقيا تدخل مرحلة الموت بتفشي وباء مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، إذ فاقت الوفيات حالات الإصابة الجديدة مما يمثل تحديا جديدا لنظام الرعاية الصحية الذي يبذل قصارى جهده لمكافحة والتعايش مع المرض.

ويقول العلماء إنه يصعب حصر العدد الحقيقي لوفيات الإيدز في جنوب أفريقيا لأن إحصاءات الحكومة تدرج كثيرا من حالات الوفيات المحتملة للإيدز على أنها ناتجة عن الدرن وغيره من الطفيليات الشائعة المرتبطة بفيروس إتش آي في.

وقالت الباحثة بجامعة ناتال قريشة عبد الكريم أمام أول مؤتمر قومي عن الإيدز في البلاد "إن جنوب أفريقيا تواجه وباء مدمرا هو الأسوأ من نوعه في العالم وهذه مجرد البداية".

وأوضحت أنه سيتعين على جنوب إفريقيا مضاعفة جهودها في الوقاية وفي علاج المرض والفيروس المسبب له. وخلصت إلى أن هذه فترة حرجة إلى أقصى حد، مضيفة أن نشر الحكومة السريع للعقاقير المعالجة لهو أمر لا يقبل التفاوض.

وتتعرض حكومة جنوب أفريقيا لهجمات متكررة من نشطاء يتهمونها بالإخفاق في التحرك على نحو كاف لمجابهة مرض أصاب بالفعل 4.7 ملايين جنوب أفريقي وهو أكبر عدد من المصابين بالمرض ببلد واحد في العالم.

ويلقي النشطاء المعنيون بمواجهة هذا المرض باللائمة علي وزيرة الصحة مانتو تشابالالا مسيمانغ بسبب تأخير توفير العقاقير المضادة لفيروس الإيدز على نطاق واسع في المستشفيات العامة، وقوطعت كلمتها في المؤتمر الذي ينعقد لمناقشة المرض أكثر من مرة.

وتبرر مسيمانغ موقف حكومتها بأنه لن يتسنى توزيع كميات كبيرة من العقاقير بدون تحضير كاف. ويقول النشطاء إن هذه السياسة توقع بالفعل شهادة وفاة لمئات الآلاف من مواطني جنوب إفريقيا الذين كانوا سيتمكنون من التعامل مع الفيروس المسبب للإيدز في حال توفر الأدوية.

ويتهم النشطاء الحكومة بمخادعة الناس وبالتباطؤ المتعمد في توفير الدواء، وأكدوا أن الإيدز يقتل نحو 600 جنوب أفريقي كل يوم وهو عدد قابل للزيادة مع بلوغ عدد أكبر من المرضى المراحل المتأخرة للمرض بدون عقاقير معالجة.

وفي علامة أخرى على الخسائر الناجمة عن الإيدز في البلاد يزيد معدل وفيات الرجال والنساء بشكل حاد. وقال باحثون إن معدل الوفيات زاد بنسبة 150% بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والأربعين ويزيد المعدل أكثر بين النساء من سن العشرين وحتى الخامسة والثلاثين.

المصدر : رويترز