حاملو فيروس شلل الأطفال يعرقلون جهود القضاء عليه

undefinedتحتاج الحملة العالمية للقضاء على شلل الأطفال إلى جهود مستمرة لمواصلة عمليات التحصين لا سيما بسبب مخاطر بقاء الفيروس حيا داخل أمعاء بعض الأشخاص لسنوات عدة بحيث يمكن أن ينقلوه إلى أشخاص لا توجد لديهم مقاومة للمرض.

وذكرت مجلة نيوساينتست الأسبوعية البريطانية أن المخاطر التي يمثلها الأشخاص الذين يحملون الفيروس، والذين يعرف منهم 17 شخصا بينهم شخص يسمى "الرجل البوليو" (نسبة الى الفيروس) لا يزال يفرز الفيروس في برازه منذ عشرين سنة.

ويؤكد العلماء أن عدد حاملي الفيروس الحي أكثر من ذلك بكثير. وفيروس الشلل الذي يدخل الفم عن طريق يدين ملوثتين يتكاثر في الأمعاء. وتؤدي إصابة واحدة من كل 200 إلى الإصابة بالشلل، كما يموت ما بين 5 الى 10% من المصابين.

وعثر لدى "الرجل البوليو" على نسخة مخففة من الفيروس بعد تلقيه لقاحا عبر الفم، لكن الفيروس تحول لاحقا وأصبح معديا. وقالت نيو ساينتست إن الظاهرة غير جديدة حيث إنها اكتشفت في مصر عام 1982، لكن القلق ازداد أخيرا بعد اكتشاف حالات من الشلل ناجمة عن فيروس متحول عن فيروس الشلل المخفف الذي يعطى عن طريق الفم.

ويحتوي لقاح الشلل الذي يعطى عن طريق الفم على فيروس مخفف، في حين أن اللقاح الذي يعطى بالحقنة يحتوي فيروسا ميتا، وبالتالي لا يمثل أي خطورة. وبعد أخذ اللقاح عن طريق الفم لدى الأطفال الرضع يمكن أن يستمر هؤلاء في إخراج الفيروس المخفف لستة أسابيع وأحيانا ستة أشهر.

ولكن العلماء قلقون من إمكانية أن يصيب الأشخاص الذين يستمرون في إفراز الفيروس خارجا آخرين بالعدوى في حال وقف حملة التلقيح. ويقول البروفيسور رادو كرينتيش رئيس مختبر الأوبئة في معهد باستور بباريس إن "عدد حاملي الفيروس ليس أمرا مهما. يكفي أن يكون هناك شخص واحد" حتى لا يكون القضاء على المرض تاما.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أوروبا رسميا خالية من الشلل في يونيو/ حزيران الماضي لتنضم إلى الولايات المتحدة ومنطقة غرب المحيط الهادى اللتين أعلنتا خاليتين من الشلل عام 1994 و2000 تباعا. ولا يزال الشلل ينتشر على مستوى وبائي في عشر دول بينها مصر وإثيوبيا والهند ونيجيريا والنيجر وباكستان. وأعاقت النزاعات في دول مثل أنغولا وأفغانستان والسودان والصومال حملات تلقيح الأطفال لسنوات.

المصدر : الفرنسية