أطباء بريطانيون يحذرون من مخاطر الاستنساخ البشري

undefinedقال أطباء بريطانيون إن استنساخ كائن بشري ينطوي على مخاطر طبية وأخلاقية جمة من التشوهات والشيخوخة والموت المبكرين, إضافة إلى أنه سيؤدي إلى استخدام النساء كحيوانات اختبار ومادة للاتجار. وجاءت هذه التصريحات ردا على إعلان طبيب الأمراض النسائية الإيطالي سيفيرينو أنتينوري عن أول حالة حمل لجنين بشري مستنسخ.

وقد أثار إعلان الطبيب في مؤتمر عقد بدولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي أن امرأة من بين آلاف الأزواج الذين يشاركون في برنامج لحل مشكلات العقم تحمل جنينا مستنسخا منذ ثمانية أسابيع، مخاوف في الأوساط الطبية والعلمية. ونشر النبأ الموقع الإلكتروني لمجلة "نيو ساينتست" الطبية البريطانية، بيد أن الطبيب رفض تأكيد تصريحاته.

وفي السياق ذاته قالت مجلة "ساينتيفيك أميركان" في عددها للشهر الجاري إن الطبيب الإيطالي تمكن من الحصول على جنين بشري مستنسخ حتى مرحلة 20 خلية في إحدى دول آسيا التي لم يكشف عنها ولا عن تاريخ حدوث ذلك. وهي المرة الثانية التي يعلن فيها مثل هذا الإجراء بعدما أعلنت شركة "أدفانست سيل تكنولوجي" الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنها استنسخت أجنة بشرية لاستخراج خلايا جذعية لأهداف علاجية. لكن تم تدمير الأجنة عند مرحلة 6 خلايا.

وقال أنتينوري إنه يتقدم كثيرا في أبحاثه لكنه رفض التصريح عما إذا قام بزرع جنين مستنسخ في رحم امرأة. وقال وزير الصحة الإيطالي جيرولامو سيركيا إن هذا الحمل في حال التحقق منه "سيكون من وجهة النظر الطبية قفزة في المجهول ومن وجهة النظر القانونية عملا غير شرعي أبدا ومن وجهة النظر الأخلاقية عملا مشينا".

يشار إلى أنه تم حتى الآن استنساخ العديد من الثدييات كالفئران والأبقار والخنازير والخراف والقطط والأرانب. لكن العلماء حذروا مرارا من المخاطر العديدة للاستنساخ بدءا بتشوهات القلب والرئتين وجهاز المناعة والسمنة والموت قبل الولادة أو بعدها والسرطانات.


undefinedويقوم الاستنساخ الإنجابي نظريا على نزع نواة بويضة أخذت من امرأة وإحلال المادة الوراثية المأخوذة من أحد الأبوين محلها. ويمكن أخذ النواة من خلية جلد مثلا. ويقول الأطباء إنه ينبغي عمل الكثير قبل فهم المشكلات التي تواجه الاستنساخ لدى الحيوانات. وقال الطبيب أنتينوري إنه قادر على تخفيض التشوهات عبر إجراء فحوصات على الأجنة. لكن هذا لا يسمح سوى بالكشف عن التشوهات الكبيرة وليس عن كل شيء وخصوصا السرطانات.

وقال عضو لجنة المناقب الفرنسية البروفيسور أكسيل كان إن الاستنساخ يتطلب عددا كبيرا من البويضات "ومن هنا تظهر مخاطر الاتجار بنساء يتم تحويلهن إلى مصانع للبويضات". وكان أنتينوري نجح في دفع الحدود الطبيعية لسن الحمل إلى أبعد مدى عندما ساعد امرأة تبلغ 63 عاما على إنجاب طفل عام 1994. وأسس أنتينوري مع الطبيب الأميركي بانوس زافوس لجنة دولية تضم حوالي 20 خبيرا بالإنجاب أعلنوا في يناير/كانون الثاني 2001 عزمهم على استنساخ كائن بشري لمساعدة الأزواج العاقرين.

وتعمل اللجنة في ظروف شبه سرية في مختبرات غير معروفة بالعالم. وقال أنتينوري لمجلة "ساينتيفيك أميركان" إن مستثمرين عربا وآسيويين يمولونه، مضيفا أن حوالي 6600 زوج غير قادر على الإنجاب أبدوا استعدادهم لخوض التجربة.

المصدر : الفرنسية