عوقبت إيران فتضررت كردستان العراق

ستير حكيم-أربيل

بات إقليم كردستان العراق من أكثر المتضررين من تراجع العملة الإيرانية إلى مستوى قياسي، بعد دخول العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، خصوصا أن حجم التجارة بين إيران وكردستان العراق بلغ في الأعوام الماضية أكثر من ستة مليارات دولار سنويا.
 

وقد استهدفت تلك العقوبات مشتريات إيران من السيارات والنقل، فضلا عن نشاطاتها التجارية ومشترياتها من الذهب والمعادن الأساسية الأخرى، التي تعتبر من أهم المواد المستوردة إلى محافظات إقليم كردستان العراق من إيران، نظرا لما يعانيه الإقليم من إنتاج محلي محدود وضئيل واعتماده على الاستيراد من دول الجوار، وعلى رأسها إيران.

تجار إقليم كردستان العراق أوقفوا التعامل بالعملة الإيرانية خشية المزيد من الخسائر (الجزيرة)
تجار إقليم كردستان العراق أوقفوا التعامل بالعملة الإيرانية خشية المزيد من الخسائر (الجزيرة)

تراجع الحركة التجارية
وتتصدر السلع الإيرانية واردات الإقليم، من عدة منافذ حدودية رسمية هي باشماخ وبرويز خان وحاجي عمران، لذلك كان وقع العقوبات الأميركية وانخفاض سعر صرف العملة الإيرانية (الريال) أمام الدولار الأميركي سلبا على واقع التجارة والاقتصاد في الإقليم.

فبعد أن فقدت العملة الإيرانية أكثر من نصف قيمتها خلال الأشهر الأخيرة تراجعت الحركة التجارية في أسواق إقليم كردستان بالعموم وصرف العملة الأجنبية بشكل خاص، وأصبحت أغلب المعامل والمصانع الإيرانية التي تصدر المواد الاستهلاكية والمواد الغذائية ترفض بيع إنتاجها بالريال الإيراني باعتبارها تستورد المواد الأولية الخام بالعملة الصعبة، ما سبب تراجعا واضحا في حجم التبادلات التجارية بين الإقليم وإيران.

ويبدو أن تذبدب سعر الريال الإيراني وانخفاض قيمته فجأة أربك التجارة وأثار مخاوف وقلق التجار في إقليم كردستان بعدم تمكن التجار الإيرانيين من دفع الديون المتراكمة عليهم جراء الانخفاض الحاد في قيمة العملة الإيرانية.

يؤكد التاجر شورش عبد الله أن تجار كردستان العراق تربطهم علاقات وطيدة مع إيران، ومع التهاوي الحاد في قيمة الريال الإيراني تدهورت الحركة التجارية بشكل مباشر في كل محافظات الإقليم ولحقت بهم خسائر كبيرة.

العملة الإيرانية تعد إحدى أكثر العملات رواجا في كردستان العراق (الجزيرة)
العملة الإيرانية تعد إحدى أكثر العملات رواجا في كردستان العراق (الجزيرة)

خشية من التدهور
ويخشى التجار الأكراد أن يستمر هذا التدهور، في حين يتوقع خبراء أن تتفاقم هذه الوضعية في حال استمرار العقوبات، لذلك قرر كثير من التجار في الإقليم تجميد التعامل بالعملة الإيرانية تجنبا لمزيد من الخسائر.

ويتوقع كثيرون أن تؤدي هذه الوضعية إلى إضعاف أو حتى شل حركة التجارة في الإقليم وحرمان عشرات العمال من مورد رزقهم، ويرى مصطفى عبد الرحمن رئيس اتحاد مستوردي ومصدري إقليم كردستان أن الحركة التجارية في بداية العام كانت في تصاعد ملحوظ مع إيران.

ويضيف أن اعتماد الإقليم بالدرجة الأولى في منتجاته الغذائية على إيران، و"مع هذا الوضع الجديد على تجارنا البحث عن خيارات وبلدان أخرى للاستيراد، قد تكون دول الخليج أو الصين أو حتى أوروبا، تجنبا لتوقف أسواقنا وتجارنا، خاصة أن الليرة التركية أيضا انخفضت".

من جانب آخر يتخوف البعض في إقليم كردستان العراق من أن تشديد الحصار الأميركي على إيران سوف يزيد نسبة البطالة أيضا في الإقليم بسبب نزوح الأيدي العاملة الإيرانية إليه، خاصة في المناطق الحدودية.

مواقف المسؤولين في كردستان العراق حتى الآن غير واضحة المعالم، فرئيس حكومة الإقليم نيجرفان بارزاني كان قد صرح قبل فترة أن موقف حكومته تجاه العقوبات الأميركية على إيران سيكون في إطار الموقف العراقي.

المصدر : الجزيرة