الصين تبادل أميركا فرض الرسوم وتوتر بالأسواق

BEIJING, CHINA - NOVEMBER 9: Chinese President Xi Jinping and U.S. President Donald Trump attend a welcoming ceremony November 9, 2017 in Beijing, China. Trump is on a 10-day trip to Asia. (Photo by Thomas Peter-Pool/Getty Images)
لخطوة فرض عقوبات تجارية على الصين ردود فعل متناقضة مع بعض الدعم بين المشرّعين الأميركيين والهيئات الصناعية (غيتي)

طغت تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على أسواق الأسهم والسندات اليوم الأربعاء، وفتحت الأسواق الأميركية التعاملات بهبوط بلغ 2% أو 480 نقطة لداو جونز، فيما انخفض أيضا مؤشرات ستاندرد أند بورز وناسداك بسبب خشية المستثمرين، وهبطت الأسواق الأوروبية.

وقال محللون إن المستثمرين يشعرون بالقلق بسبب السرعة التي اتسم بها رد فعل الصين على الرسوم الأميركية.

وكشفت الصين اليوم عن خطط لفرض رسوم استيراد على سلع أميركية تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار تشمل واردات فول الصويا والسيارات والطائرات الصغيرة، في مبارزة تجارية متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.

أتت الخطوة الصينية بعد ساعات من نشر إدارة الرئيس دونالد ترمب قائمة بسلع صينية تبلغ قيمتها أيضا 50 مليار دولار، ستخضع لرسوم جمركية أميركية كإجراء عقابي، على ما تقول الولايات المتحدة إنه سرقة بكين للملكية الفكرية الأميركية.

وتبادلت القوتان مؤخرا التصريحات الساخنة والإجراءات الانتقامية، مما أثار قلق الأسواق العالمية التي تخشى اندلاع حرب تجارية تلوح بوادرها في الأفق.

ومن منطلق رفض التهديد، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن الصين تبقى منفتحة على الحوار، "لكن الجانب الأميركي أضاع مجددا فرصة الاستشارات والمفاوضات". وأضاف غينغ متوجها إلى الصحفيين قبل إعلان الصين لرسومها اليوم "لا يجب على الجانب الأميركي محاولة تهديد الصين بطريقة لدفعها إلى التنازل. يجب أن نتبادل الأخذ والعطاء بدلا من تهديد الآخرين بطريقة لا معنى لها".

وأكد أن "أي محاولة لإركاع الصين من خلال التهديدات والتخويف لن تنجح أبدا، وهي لن تنجح هذه المرة أيضا".

لائحة
وأعدت وزارة التجارة الصينية لائحة تضم 106 سلع ستخضع لرسوم بنسبة 25% وتضم منتجات كيميائية ولحوما مجمدة، بدون أن تحدد موعدا لدخول هذا القرار حيز التنفيذ.

وتصدّر الولايات المتحدة ثلث إنتاجها من فول الصويا إلى الصين بقيمة إجمالية بلغت العام الماضي 14 مليار دولار.

وتشمل الرسوم الصينية أيضا الطائرات التي لا تزن أكثر من 45 ألف كيلوغرام، مثل طائرات غالف ستريم الخاصة التي تقتنيها النخبة الصينية، والطائرات المستهدفة هي أصغر حجما من الطائرات التجارية التي تصنعها بوينغ.

وقالت بكين إنها ستلجأ أيضا إلى آليات منظمة التجارة العالمية لتسوية الخلافات.

وتشكل البضائع المستهدفة بالرسوم التي تبلغ قيمتها الإجمالية 100 مليار دولار 17% من حجم التبادل التجاري بين البلدين البالغ 580 مليار دولار العام الماضي.

ويوم الاثنين الماضي فرضت بكين ضرائب على صادرات أميركية بقيمة 3 مليارات دولار، مثل لحوم الخنزير والنبيذ والفاكهة، في رد على رسوم الولايات المتحدة على الحديد والألمونيوم.

وتتضمن القائمة الأميركية سلعا إلكترونية وقطع الطائرات والأدوية والمعدات وبضائع أخرى، وستستكمل القائمة لاحقا وتصدر بشكل نهائي.

وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر في بيان إن "قائمة البضائع المقترحة تستند إلى تحليلات اقتصادية مكثفة داخل الوكالة، وتستهدف منتجات تستفيد من خطط الصين الصناعية في الوقت الذي تقلل فيه التأثير على الاقتصاد الأميركي".

وتحدد القائمة 1300 سلعة قد تواجه رسوما بنسبة 25%. لكن تبقى قابلة للمراجعة خلال مايو/أيار على الأقل قبل أن تصبح نافذة.

ترمب يوقع مذكرة لفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية (الأوروبية)
ترمب يوقع مذكرة لفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية (الأوروبية)

ردود متناقضة
وكان لخطوة فرض عقوبات تجارية على الصين ردود فعل متناقضة، مع بعض الدعم بين المشرّعين الأميركيين والهيئات الصناعية.

وقال مجلس الأعمال الصيني الأميركي إنه يوافق على أن الشركات الأميركية تعاني من نقل التقنية الأميركية بالإكراه، لكنه حذّر من فرض رسوم على البضائع الصينية.

وقال رئيس المجلس جون فريزبي في بيان إن "مجتمع الأعمال الأميركي يريد أن يرى حلولا لهذه المشكلات لا عقوبات فقط".

وفي الأيام الأخيرة هدأت التوترات التجارية بشكل عام مع طمأنة المستثمرين من خلال الأخبار عن بدء واشنطن مباحثات لحل الاختلافات التجارية مع الاتحاد الأوروبي والصين.

لكن في سلسلة من التغريدات الغاضبة هذا الأسبوع جدد ترمب تهديداته بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) التي يعتبر أيضا أنها من الاتفاقات التجارية القاتلة للوظائف الأميركية.

وقال ميكي ليفي كبير الاقتصاديين الأميركيين في مؤسسة "بيرينبيرغ" إن سياسة ترمب التجارية تنتقل من "الفوضوية" إلى التركيز، وقد ينتج عنها بعض النجاحات.

وأضاف "النتيجة الأكثر ترجيحا للمفاوضات الأوسع قد تكون تخفيفا لعوائق تجارية واستثمارية مختارة يؤدي إلى نتائج إيجابية للتجارة العالمية".

لكن بحسب ليفي فإنه مع تركيز ترمب على التجارة الثنائية وصناعات محددة بدلا من عقد اتفاقات تجارية متعددة فإن أي نتيجة إيجابية "من المرجح أن تكون محدودة".

خاسرون
في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن الاقتصادات الآسيوية الوسيطة بين الاثنتين ستكون خاسرة رئيسية، وسيقع عليها عبء كبير في الحرب التجارية.

يقول ستيفن شوارتس مدير قسم التقييم السيادي لآسيا في مؤسسة فيتش للتقييمات إن كوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام وماليزيا وهونغ كونغ -وكلها تصدر أجزاء ماكينات وأجزاء لمعدات اتصال تستخدمها الصين في منتجات أخرى تصدر للولايات المتحدة- تعد كلها قابلة لتحمل خسائر. فيما يقول تومو وو كبير الاقتصاديين في مؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس الاستشارية إن اليابان -وهي من كبريات القوى المصدرة في العالم- ستعاني أيضا، فقد صدرت اليابان ما قيمته نحو 700 مليار دولار إلى الصين في العام الماضي.

يشار إلى أن الصين اشترت ما قيمته 200 مليار دولار من رقائق الكمبيوتر في العام الماضي من كوريا الجنوبية واليابان وتايوان.

المصدر : وكالات