رغم قضية خاشقجي.. أوبر تصر على إشراك السعودية بمجلس إدارتها

Uber's logo is displayed on a mobile phone in London, Britain, September 14, 2018. REUTERS/Hannah Mckay
"أوبر" حصلت على 3.5 مليارات دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي (رويترز)

أثرت قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على العلاقات الاقتصادية التي تربط المملكة العربية السعودية بالعديد من الشركات العالمية، على غرار شركة "أوبر تكنولوجيز" العالمية.

وتطرقت الكاتبة شونا غوش في مقالها بموقع "بزنس إنسايدر" في نسخته الفرنسية إلى مصير شركة "أوبر"، وهي شركة أميركية متعددة الجنسيات نشاطها الرئيسي على شبكة الإنترنت، وهي ثاني أكبر شركة خاصة في العالم من حيث القيمة السوقية التي بلغت 72 مليار دولار. وقد حصلت الشركة على 3.5 مليارات دولار في إطار تمويل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وتعتبر مجموعة "سوفت بنك" أكبر مساهم في شركة أوبر، كما أن الصندوق الاستثماري "رؤية-سوفت بنك" تلقى دعما ماليا من قبل السعودية. وبناء على ذلك -تقول الكاتبة- منحت هذه الشركة مقعدا للسعودية في مجلس إدارتها يشغله ياسر بن عثمان الرميان، وهو المستشار الشخصي لولي العهد محمد بن سلمان والمدير العام لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وأوردت الكاتبة أن المدير التنفيذي للشركة دارا خسرو شاهي أعرب عن ترقبه لمعرفة المزيد من التفاصيل المتعلقة بعملية اغتيال خاشقجي، والكشف عما إذا كانت القيادة السعودية متورطة في هذه الجريمة. كما أوضح أن الشركة ترى أنه من الأجدر التريث وعدم التسرع حتى يكشف النقاب عن حيثيات هذه الجريمة.

ونقلت تصريحا لخسرو شاهي أثناء مؤتمر نظمته "وول ستريت جورنال" قبل أيام، قال فيه "بمجرد أن نحصل على الحقائق التي ستوضح لنا الرؤية بشكل أفضل، سنبذل قصارى جهدنا للتعامل مع الأمر كشركة، وهذا يتوقف على الرؤية التي نعتمدها للحكم على الأمور، ولكن لا تزال هذه الوضعية غير واضحة تماما في الوقت الحالي".

وأضاف المدير التنفيذي أن الشركة لديها واجب تجاه السعودية نظرا لكونها "مستثمراً ذا أهمية بالغة في الشركة".

تنديد
وتعليقا على الاشتباه في تورط القيادة السعودية في مقتل خاشقجي، أشار خسرو شاهي إلى أن الشركة تندد بهذه الجريمة البشعة، ولا يسع مجلس إدارتها في الوقت الراهن اتخاذ أي إجراء بخصوص مصير الشراكة السعودية حتى تظهر نتائج التحقيقات.

وقالت الكاتبة إن السعودية من أكبر الأطراف الممولة للشركات الناشئة في وادي السيليكون، إما من خلال صندوق الاستثمارات العامة السعودي أو من خلال صندوق "رؤية-سوفت بنك".

وأكدت أن الاستثمارات السعودية تمثل ما يناهز نصف الأموال المخصصة لتمويل الصندوق، مشيرة إلى أنه بغض النظر عن شركة "أوبر"، منحت الرياض أموالا لتمويل شركتي "وي وورك" و"سلاك"، وجميع هذه الشركات البارزة على وشك أن تطرح أسهمها للعموم.

وأشارت الكاتبة إلى أن المدير التنفيذي لشركة أوبر أعلن انسحابه -برفقة العديد من القادة البارزين في المجال التكنولوجي- من المؤتمر الاستثماري التي استضافته المملكة بعد مرور أسبوعين على مقتل خاشقجي.

وقال خسرو شاهي لصحيفة وول ستريت بعد انسحابه من المؤتمر "عندما انسحبت من المؤتمر، لم أكن أتبع في ذلك بقية الشخصيات التي قاطعته، ولم نكن نعرف ما حصل بالضبط آنذاك، لكن استنادا إلى ما حدث ارتأينا عدم الحضور، ونحن الآن في انتظار الحصول على الحقائق".

وكانت آخر مرة شوهد فيها خاشقجي عند دخوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأكدت الحكومة التركية أن عملاء سعوديين يعملون لصالح الحكومة قتلوه وقطعوا جثته التي لم يُعثر عليها حتى الآن.

وقد اعترفت السعودية بمقتله، وأكدت أن الجريمة كانت عن سبق إصرار وترصد، لكنها في المقابل نفت تورط القيادة العليا في النظام السعودي.

المصدر : الصحافة الأميركية