كردستان العراق.. المقومات الاقتصادية وخيار الانفصال

A flame rises from a chimney at Taq Taq oil field in Arbil, in Iraq's Kurdistan region, August 16, 2014. REUTERS/Azad Lashkari/File Photo
النفط يشكل المورد الرئيسي لإقليم كردستان (رويترز-أرشيف)

معبر الخابور الحدودي (تركيا) (رويترز) – هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بفرض عقوبات على إقليم كردستان العراق بسبب اعتزامه إجراء استفتاء على الاستقلال، مشكلا ضغطا اقتصاديا على السلطات الكردية بعد نشره قوات قرب المعبر التجاري الحدودي الرئيسي.
وكانت تركيا، التي تضم أكبر عدد من السكان الأكراد في المنطقة، قد حذرت من أن أي انقسام في العراق أو سوريا يمكن أن يثير صراعا عالميا. ومن المقرر أن تعد ردا رسميا يوم الجمعة أي قبل ثلاثة أيام من الاستفتاء.
وقال إردوغان إن مجلس الوزراء ومجلس الأمن في تركيا سيدرسان الخيارات المتاحة. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عنه قوله للصحفيين في نيويورك حيث يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن المجلسين ”سيعرضان موقفهما بشأن نوع العقوبات الذي يمكننا أن نفرضه، إن كنا سنفعل.“
وأضاف أن العقوبات في هذه الحالة ”لن تكون عادية“.
وتتحدى السلطات الكردية العراقية الضغوط الدولية المتنامية لإلغاء الاستفتاء الذي تخشى دول الجوار أن يذكي الاضطرابات بين الأكراد على أراضيها، ويخشى الغرب أن يصرف الانتباه عن قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وبدأ الجيش التركي يوم الاثنين تدريبا عسكريا كبيرا بالقرب من معبر الخابور الحدودي قالت عنه مصادر عسكرية إن من المقرر أن يستمر حتى 26 سبتمبر أيلول، أي بعد يوم على الاستفتاء المزمع.
وانتشرت نحو 100 دبابة ومركبة عسكرية تدعمها قاذفات صواريخ وأجهزة رادار في أراض زراعية مفتوحة قرب الحدود، وصوبت المدافع فوهاتها جنوبا باتجاه الجبال الكردية.
وأضر الحشد العسكري بالعملة التركية التي تراجعت أمام الدولار يوم الثلاثاء لتتجاوز 3.5 ليرة مقابل العملة الأمريكية قبل أن تتحسن يوم الأربعاء إلى حوالي 3.4465 ليرة للدولار. إلا أنه لم يترك حتى الآن أثرا يذكر على صفوف الشاحنات المتراصة للعبور إلى المنطقة الواقعة تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان بشمال العراق.
وتعتبر تركيا منذ سنوات الوصلة الرئيسية بين حكومة إقليم كردستان والعالم الخارجي. وقد أقامت روابط تجارية قوية مع المنطقة شبه المستقلة التي تصدر مئات الآلاف من براميل النفط يوميا للأسواق الدولية عبر تركيا.
وستستثمر أيضا شركة روسنفت النفطية الروسية العملاقة في شبكة أنابيب لتصدير الغاز إلى تركيا وأوروبا.
* ”فناء“ العقوبات
لم يحدد إردوغان العقوبات التي قد تبحثها بلاده لكن سائقي شاحنات متوقفة عند معبر الخابور يوم الأربعاء عبروا عن خشيتهم على مصدر رزقهم إن توقفت التجارة عبر الحدود والتي تمثل أهمية قصوى بالنسبة للاقتصاد المحلي.
قال أحدهم، ويدعى عبد الرحمن يكتي، ”لدي أربعة أطفال وعمري 35 سنة. والمنطقة تخلو من فرص العمل ومن المصانع“.
وأضاف يكتي الذي ينقل كميات من النفط الخام من العراق إلى مصفاة الإسكندرونة في إقليم خطاي بجنوب شرق تركيا ”التصقنا بهذا العمل، وفي إغلاق هذه البوابة فناؤنا“.
أما فرهات الذي ينقل شحنات جافة عبر الحدود منذ عشر سنوات فقال إن إغلاق المعبر سيشل الحركة في جنوب شرق تركيا.
قال ”إنه لن يضر بمن هم مثلي ممن يعملون مقابل 1500 ليرة (430 دولارا) في الشهر، لكنه سيؤثر أيضا على رجال الأعمال. نجلب النفط الخام من العراق، لكن شاحنات كثيرة تحمل أيضا سلعا من اسطنبول ومن جميع أنحاء تركيا إلى العراق“.
ويعكس استعراض القوة العسكرية على الحدود والتلويح بالعقوبات مدى القلق الذي ينتاب تركيا من أن يقوي الاستفتاء المقرر يوم الاثنين شوكة حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا.
ويحدث بين الحين والآخر أن تضرب القوات الجوية التركية وحدات لحزب العمال الكردستاني تعمل من جبال في شمال العراق. كما سبق وأن نفذت مجموعات محدودة من قوات المشاة التركية هجمات عبر الحدود.
ونشرت تركيا قوات في بعشيقة بالقرب من الموصل متجاهلة احتجاجات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وذلك قبل الحملة العسكرية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة الواقعة في شمال العراق.
وترى تركيا أيضا نفسها حامية للأقلية التركمانية بالعراق وتركز على نحو خاص على مدينة كركوك النفطية التي سيطر عليها الأكراد عام 2014 مع تقهقر القوات العراقية أمام تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية.
وقال إردوغان إن الاستفتاء الذي يعتزم الأكراد إجراءه يغفل دعم تركيا لزعامة حكومة إقليم كردستان حتى الآن.
وقال ”سنعلن أفكارنا النهائية بشأن هذا الأمر مع اجتماع مجلس الوزراء وقرار مجلس الأمن القومي“.
إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني
https://ara.reuters.com/article/ME_TOPNEWS_MORE/idARAKCN1BV0RY

محتوى دعائي

لندن (رويترز) – تسعى شركة روسنفت الروسية لتنفيذ استثمارات في خطوط أنابيب الغاز في إقليم كردستان العراق شبه المستقل بهدف التوسع في أنشطتها هناك قبيل استفتاء على الاستقلال بما سيساعدها على أن تصبح مصدرا رئيسيا للغاز إلى تركيا وأوروبا.
ووافق برلمان الإقليم على خطة يوم الجمعة لإجراء استفتاء بشأن الانفصال في الخامس والعشرين من سبتمبر أيلول متجاهلا معارضة بغداد والمنطقة عموما والمخاوف الغربية من أن الاستفتاء ربما يؤدي إلى تنامي التوترات في المنطقة.
ويصدر إقليم كردستان النفط بشكل منفصل عن الحكومة المركزية في بغداد منذ 2014. وانضمت روسنفت التي يسيطر عليها الكرملين إلى قائمة المشترين هذا العام حيث أقرضت الإقليم مئات الملايين من الدولارات بضمان مبيعات نفط في المستقبل.
وقالت روسنفت وحكومة كردستان العراق في بيان إن الشركة الروسية تتوسع الآن في الاستثمارات لتشمل الغاز من خلال الاتفاق على تمويل خط أنابيب للغاز الطبيعي في الإقليم. وقال مصدران قريبان من الصفقة إن الاستثمارات ستتجاوز المليار دولار.
وتحتاج أربيل، مقر حكومة كردستان في شمال العراق، إلى الأموال لتمويل الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية وتخفيف أزمة الميزانية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط.
واعتمد الإقليم على صفقات نفط ممولة مسبقا لتحسين وضعه المالي لكنه يواجه صعوبات في تطوير احتياطياته الكبيرة من الغاز.
وبالنسبة لروسنفت، أكبر شركة نفط مدرجة في العالم من حيث الإنتاج، تعطي الصفقة دفعة قوية لطموحاتها في سوق الغاز العالمية. وتسعى روسنفت منذ فترة طويلة لمنافسة جازبروم، التي تحتكر صادرات الغاز الروسية، في إمداد أوروبا بالغاز.
وبالنسبة لتركيا، يعني ذلك وصول إمدادات جديدة لاقتصادها المتعطش للطاقة وإمكانية أن تصبح مركزا رئيسيا لإمدادات الغاز إلى أوروبا.
ومن المتوقع أن تصل طاقة خط الأنابيب إلى 30 مليار متر مكعب من صادرات الغاز سنويا بالإضافة إلى إمداد المستخدمين المحليين. ولدى كردستان بعض أكبر احتياطيات الغاز غير المستغلة على مقربة من أوروبا.
والكميات التي تريدها روسنفت لمساعدة كردستان على إمداد أسواق التصدير تعادل ستة بالمئة من إجمالي الطلب على الغاز في أوروبا ونحو سدس حجم صادرات الغاز الحالية من روسيا أكبر مورد للغاز إلى أوروبا حتى الآن بفارق كبير.
وسيجري مد الخط في عام 2019 لخدمة إقليم كردستان ومن المقرر أن يبدأ التصدير في 2020.
وقالت روسنفت ”سيُمَكن نجاح تنفيذ المشروع… روسنفت من الاضطلاع بدور ريادي في بناء وتطوير البنية التحتية لنقل الغاز في إقليم كردستان وتدعيم المشروعات القائمة لتطوير موارد النفط والغاز في المناطق الخمس التي فازت بها الشركة“.
وأبرمت روسنفت اتفاقا لتطوير خمسة حقول واتفقت أيضا على مساعدة الإقليم في توسعة البنية التحتية لخطوط الأنابيب التي تنقل الخام عبر تركيا إلى الأسواق العالمية.
ويسعى الإقليم لزيادة صادراته من النفط إلى مليون برميل يوميا بنهاية العقد الحالي من 650 ألف برميل يوميا حاليا.
وقال البيان إن روسنفت وحكومة إقليم كردستان أتمتا فحص خطوط أنابيب تصدير الخام في الإقليم وإن روسنفت ستستكمل قريبا الوثائق النهائية لمشروع التوسعة.
وقادت شركات نفطية متوسطة الحجم، مثل جينل ودي.ان.أو بشكل رئيسي إنتاج النفط بالإقليم في السنوات الماضية بينما لا تزال شركات كبرى مثل إكسون موبيل وشيفرون تعمل في مرحلة التنقيب.
إعداد علاء رشدي للنشرة العربية – تحرير أحمد إلهامي

Mohammed Afzaz

وبالأضافة إلى النفط والغاز والزراعة تتوفر الإقليم على إمكانات سياحية كبيرة حولته إلى وجهة لآلاف العراقيين والأجانب.

السياحة في العراق.. فرص ضائعة وواقع متعثر

—-

كردستان العراق إقليم غني بالنفط

إقليم كردستان العراق الذي ينظّم في 25 أيلول/سبتمبر الجاري استفتاء على الاستقلال هو منطقة غنية بالنفط تتمتع بالحكم الذاتي منذ 1991 وحليف أساسي في التحالف الدولي ضد الجهاديين.

– إنتاج نفطي وركود اقتصادي –

يبلغ عدد سكان الاقليم الواقع في جبال شمال العراق والغني بالنفط 4,69 مليون نسمة (ما بين 15 الى 20% من اجمالي سكان العراق)، غالبيتهم العظمى من الاكراد، بالاضافة الى اقلية من التركمان، وأكثريتهم الساحقة من المسلمين السنة.

وللاقليم لغتان رسميتان هما العربية والكردية، اما المحافظات التي يتشكل منها فثلاث هي دهوك واربيل والسليمانية، علما بأن الاكراد يتنازعون مع بغداد على مناطق اخرى أبرزها كركوك، المحافظة المتعددة الاعراق والغنية بالنفط والتابعة للحكومة الاتحادية.

وسيطرت قوات البشمركة الكردية عمليا على محافظة كركوك بعد انهيار قوات الجيش في 2014 اثر هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية.

وعلى الرغم من ثرواته النفطية الا ان الاقليم يواجه أوضاعا اقتصادية صعبة مردها خصوصا الى انهيار اسعار الذهب الاسود بالاضافة الى ازدياد الانفاق العسكري لتلبية احتياجات الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي.

– حرب ضد الجهاديين –

تعتبر القوات الكردية "البشمركة" حليفا اساسيا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وقد تمكنت هذه القوات بدعم من التحالف من دحر الجهاديين من المناطق الحدودية مع اقليم كردستان.

وشاركت قوات البشمركة خصوصا في المعارك التي جرت ضد الجهاديين في محافظة نينوى (شمال العراق) وعاصمتها مدينة الموصل التي اندحر التنظيم الجهادي منها في 10 تموز/يوليو بعد قتال عنيف استمر اشهرا بينه وبين القوات العراقية.

ويؤوي الاقليم ايضا عشرات آلاف النازحين ممن فروا من ديارهم بسبب سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها او بسبب المعارك التي جرت لدحره منها.

– حكم ذاتي منذ 1991 –

اصبح اقليم كردستان العراق، وعاصمته اربيل، منطقة تتمتع رسميا بحكم ذاتي بموجب الدستور العراقي الذي اقر في 2005 وحوّل العراق الى جمهورية فدرالية.

ولكن هذه الوضعية لم تستجد على الاقليم، فهو عمليا يتمتع بحكم ذاتي منذ حرب الخليج في 1991 والهزيمة التي منيت بها قوات الرئيس الراحل صدام حسين والتي استغلها الاكراد للانتفاض على النظام الذي رد عليهم بحملة قمع ادت لعمليات تهجير واسعة اضطرت معها الولايات المتحدة والدول التي كانت متحالفة معها لفرض منطقة حظر جوي فوق مناطق الاكراد لحمايتهم من بطش قوات صدام.

واعتبارا من 1992 انتخب اكراد الاقليم برلمانا وشكلوا حكومة، ولكن سرعان ما اصيبت هاتان المؤسستان بحالة شلل استمرت من 1994 ولغاية 1998 وذلك بسبب المعارك الدامية التي اندلعت بين الحزبين الرئيسيين في الاقليم: الحزب الديموقراطي الكردستاني ومنافسه الاتحاد الوطني الكردستاني.

وفي 2003 انضم الاكراد الى التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بنظام صدام حسين. وبعد نيل الاقليم رسميا الحكم الذاتي في دستور 2005 تشكّل اعتبارا من 2006 ادارة موحدة.

وفي آب/اغسطس 2015 انتهت ولاية مسعود بارزاني الذي انتخب رئيسا للاقليم في 2005، لكن زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني لم يتنح عن السلطة على الرغم من انتقادات المعارضة. اما برلمان الاقليم فعلّقت اعماله في 2015.

– "الوقت حان"-

في 3 شباط/فبراير 2016 أكد مسعود بارزاني ان "الوقت حان" لكي يقرر اكراد العراق مصيرهم في استفتاء على الاستقلال عن بغداد. وقال يومها ان "هذا الاستفتاء لن يؤدي بالضرورة فورا الى تشكيل دولة (كردية) لكنه سيتيح معرفة ارادة ورأي شعب كردستان بشأن مستقبله".

وفي 7 حزيران/يونيو 2017 حدد بارزاني يوم 25 ايلول/سبتمبر موعدا لاجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم، في خطوة رد عليها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالقول انه يتفهّم رغبة الاكراد ولكن عليهم في الوقت نفسه احترام الدستور.

وفي 15 ايلول/سبتمبر صادق برلمان الاقليم على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر.

وأعلنت دول عدة ابرزها الولايات المتحدة وتركيا وايران رفضها لمشروع الاستفتاء.

وفي 12 ايلول/سبتمبر صوت البرلمان الفدرالي العراقي ضد اجراء الاستفتاء ثم اقال بعد يومين من ذلك محافظ كركوك نجم الدين كريم لانه وافق على إشراك المحافظة المتنازع عليها في الاستفتاء.

دوك/بم/نور

تلفزيون: وزير عراقي يقول مستعد للحوار مع كردستان بشأن النفط

دبي 19 سبتمبر أيلول (رويترز) – نقل تلفزيون سي.إن.بي.سي عربية
عن وزير النفط العراقي جبار اللعيبي قوله اليوم الثلاثاء إنه مستعد
للحوار مع إقليم كردستان العراق لتسوية الملفات النفطية.

وقال اللعيبي إن بلاده بحاجة إلى أسعار نفط بين 55 و60 دولارا
للبرميل من أجل الوصول إلى وضع مالي أفضل وذلك بحسب الموقع
الإلكتروني لتلفزيون سي.إن.بي.سي.

وخلال مؤتمر للطاقة في الإمارات في وقت سابق من اليوم قال
اللعيبي إن العراق لا يرى أن منتجي النفط بحاجة لمزيد من الخفض في
إنتاج الخام.
(تغطية صحفية على عبد العاطي – إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية –
تحرير أحمد إلهامي)

المصدر : الجزيرة