خسائر كبيرة لحملات الحج القطرية بسبب الحصار

قلق وسط الحجاج وأصحاب حملات الحج القطرية بسبب الحصار
حملات الحج القطرية تشعر بالقلق بسبب خسائرها الناتجة عن الحصار (الجزيرة)

محمد أزوين-الدوحة

 تعرضت حملات الحج والعمرة القطرية لخسائر مادية كبيرة بعد منعها من تنظيم موسم الحج هذا العام نتيجة للعراقيل التي وضعتها سلطات الحج في السعودية أمام الحجاج القطريين.

وقد دفع ذلك حملات الحج المتضررة إلى التوجه إلى لجنة التعويضات التي أنشأتها قطر لاسترداد حقوق القطريين المهدورة نتيجة الحصار الذي فرضته عليها كل من السعودية والإمارات والبحرين.

وأوضح أصحاب تلك الحملات أنهم قاموا بدفع تكاليف حجوزات الفنادق وشركات النقل في المشاعر المقدسة استعدادا لتنظيم موسم حج ناجح، لكن تلك المبالغ ذهبت أدراج الرياح بعد الإجراءات التي اتخذتها الرياض.

وكشفوا عن إفلاس حملات حج قطرية في السنوات الماضية بعد تقليص عدد حجاج البلاد بحجة توسعة الحرم، حيث خرجت حملات من الخدمة.

لكن نتائج الحصار والإجراءات المتبعة حاليا تسببت في خسارة ما تبقى من الحملات، وأشار أصحاب الحملات القطرية إلى أنهم يثقون بلجنة التعويضات القطرية لاسترداد أموالهم التي دفعوها للفنادق وشركات النقل السعودية.

وأعرب عدد منهم عن مخاوفهم من الحديث لوسائل الإعلام حتى لا يتم وضع حملاتهم في القائمة السوداء التي لا تتردد سلطات الحج السعودية في رفعها بوجه كل حملة تطالب بحقها أو تشكو من ظلم وقع عليها، حيث وقعت حملة قطرية ضحية للقائمة السوداء قبل سنوات قليلة لمجرد تقديم صاحبها شكوى من ظلم وقع عليه.

أمل تلاشى
وقال مدير إحدى حملات الحج والعمرة إنهم تعرضوا لخسائر كبيرة منذ سنوات، لكن الأمل بدأ ينتعش مع بداية العام الهجري الجديد الذي استبشرت الحملات فيه خيرا بعد انتهاء توسعة الحرم وزيادة عدد الحجاج المسموح لهم بأداء مناسك الحج من قطر.

وأضاف عبد الناصر إبراهيم فخرو أن حملتهم كانت قد شرعت في حجز غرف في فندق فيرمونت بمكة، وقامت بحجز عدد من حافلات النقل الحديثة من شركة سابتكو السعودية، في انتظار استكمال إجراءات الحج من قبل لجنة شؤون الحج القطرية.

وأوضح -في تصريح للجزيرة نت- أن مكتب الحملة بدأ في استقبال ضيوف الرحمن الذين حصلوا على موافقات الحج، حيث أحضر ثلاثمئة حاج أوراقهم المطلوبة وسددوا رسوم الحج، على أمل الانطلاق إلى الديار المقدسة.

عبد الناصر فخرو: سنتوجه للجنة التعويضات القطرية لاسترجاع حقوقنا
عبد الناصر فخرو: سنتوجه للجنة التعويضات القطرية لاسترجاع حقوقنا

ونظرا للظروف والأحداث التي عصفت بموسم الحج، بدأ الخوف يتسلل إلى نفوس الحجاج فطلبوا استعادة المبالغ التي دفعوها للحملة التي أعادتها لهم رغم ما يعنيه ذلك من تحملها خسارة كبيرة.

ولفت فخرو إلى أن الجهود المضنية التي بذلها الفريق الإداري للحملة، والمبالغ التي دفعتها لقاء الإجراءات والحجوزات في مكة، كلها ذهبت أدراج الرياح. ويضيف "نحن مطالبون بإعادة المبالغ للحجاج لكن في المقابل ننتظر من يعيننا على استرجاع المبالغ التي دفعناها مقابل حجوزات الفنادق والباصات في مكة كي تعيننا على دفع رواتب الموظفين والعمال وإيجارات المكاتب".

وأكد أن الخسائر التي تكبدتها الحملة لا تقل عن مليوني ريال قطري عدا خسارة الأرباح المتوقعة، والتي تؤمن دفع رواتب الموظفين والعمال وإيجارات المكاتب "وهو ما جعلنا نقوم بتجهيز الوثائق اللازمة والتوجه إلى لجنة التعويضات التي نثق في أنها ستنتزع لنا حقوقنا ممن ضيعوها".

سابقة خطيرة
بدوره أكد صاحب إحدى الحملات المتضررة أن حملتهم خسرت ما لا يقل عن ثلاثة ملايين ريال حتى الآن، مشيرا إلى أن حملات الحج القطرية خسرت عشرات الملايين نتيجة منع السلطات السعودية حجاج قطر بعد الحصار الجائر التي فرضته من جانب واحد، واستغرب من إقحام الحج في السياسة، مشيرا إلى أنها سابقة خطيرة في التاريخ حيث يمنع ضيوف الرحمن من زيارة البيت العتيق وتلبية نداء إبراهيم عليه السلام.

وقال أبو عبد الله "ما يحز في النفس هو أننا قد دفعنا مبالغ كبيرة للفنادق في مكة والمدينة، ودفعنا مبالغ لشركات النقل مقابل تقديم خدمات مريحة لحجاجنا، لكن الإجراءات التي قامت بها السلطات السعودية جعلت تنظيم حج آمن من قطر مستحيلا".

ويضيف "نحن قد تابعنا الشحن السلبي ضد مواطنينا، ورأينا سعوديين يرفسون سيارات تحمل لوحات قطرية، فكيف نستطيع تنظيم حج آمن لمواطنينا في ظل هذا الوضع القائم.. لذا سنقدم للجنة التعويضات الأوراق والمستندات التي تثبت خسائرنا في السعودية لاسترداد حقوقنا من الفنادق وشركات النقل".

المصدر : الجزيرة