قطر تواجه الحصار بمسارات بديلة وعقود جديدة

FILE PHOTO: A general view of the Doha port container terminal in Doha, Qatar May 8, 2006/FILE PHOTO
الخطوط الملاحية بإمكانها الوصول إلى ميناء الدوحة عبر مسارات عدة (رويترز)
بدأت دولة قطر والمتعاملون معها من شركات عالمية وخطوط ملاحية وموردين اتباع مسارات بديلة والاتفاق على صفقات جديدة لمواجهة الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين.

ورغم التحديات التي فرضتها الأزمة فإنها شكلت فرصا في بعض القطاعات، ودفعت شركات الشحن البحري إلى دراسة المسارات البديلة.

وقد أعلنت شركة "ميرسك" الدنماركية، أكبر شركة في العالم لنقل الحاويات، يوم الجمعة أنها ستبدأ في شحن الحاويات إلى قطر من سلطنة عمان لتجنب الحصار.

وقالت الشركة إن من المفترض أن تغادر أولى شحنات الحاويات ميناء صلالة في سلطنة عمان في 19 يونيو/حزيران الجاري، على أن تصل إلى الدوحة يوم 25 من الشهر نفسه. وستنقل الحاويات من صلالة على سفن أصغر حجما، وستكون هذه الخدمة متاحة كل عشرة أيام.

بدائل ملاحية
وقال خبراء ملاحيون إن المسارات الأخرى التي يمكن أن تعتمدها الدوحة يمكن أن ترتكز على ميناء صحار العماني -وهو أقرب إلى قطر من صلالة- وموانئ الكويت وموانئ إيران لا سيما بندر عباس.

وقد أغلقت السعودية والإمارات موانئهما أمام السفن التي تنقل بضائع إلى قطر، إذ كانت هذه السفن ترسو هناك لنقل الحمولة إلى سفن أصغر وإرسالها إلى الدوحة.

وفي موازاة ذلك، قال التجار القطريون إن أمامهم العديد من البدائل التي تغني عن الاستيراد من الدول الثلاث المقاطعة وإنهم بدؤوا بالفعل بالتعاقد مع موردين من دول عدة لضمان استمرار تدفق المواد الغذائية إلى السوق القطرية بشكل طبيعي.

ودار الحديث حول تركيا وإيران على وجه الخصوص، كما أعربت روسيا عن استعدادها لإمداد السوق القطرية بمزيد من السلع الزراعية. وتقول وكالة رويترز إن قطر كانت تستورد نحو 40% من المواد الغذائية من السعودية.

منتجات تركية وإيرانية
واستقبلت الأسواق القطرية بنهاية الأسبوع الماضي أولى شحنات منتجات الألبان التركية المنقولة جوا، التي حلت محل المنتجات السعودية بشكل رئيسي.

وبحسب تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الإيرانية اليوم الأحد، أرسلت إيران أربع طائرات محملة بالسلع الغذائية إلى قطر انطلاقا من مدينة شيراز في جنوب إيران. ووفقا لما نقلته وكالة تسنيم للأنباء، فإن المصدرين الإيرانيين ينوون تصدير مئة طن يوميا من الفواكه والخضراوات إلى قطر.

وبالإضافة إلى ذلك، قال رئيس جمعية مصدري الماشية في إيران منصور بوريان إن الإيرانيين صدروا 66 طنا من اللحوم إلى قطر في اليومين الماضيين، وأضاف أنه من المقرر إرسال تسعين طنا من اللحوم في الأسبوع المقبل.

وكان رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني قد أكد الأسبوع الماضي أن قطر لديها مخزون إستراتيجي من السلع الأساسية يكفي حاجة السوق لأكثر من 12 شهرا.

وقال الشيخ خليفة إن القطاع الخاص القطري أبرم اتفاقيات وتعاقدات مع العديد من الشركات لضمان تدفق السلع والمواد الأولية وبأسعار تنافسية، ورأى أن المتضرر من المقاطعة سيكون الشركات ورجال الأعمال والمصانع في الدول المقاطعة التي ستخسر السوق القطري.

وأشار رئيس غرفة قطر إلى أن أكثر من 95% من السلع الغذائية والمواد الأولية تصل إلى قطر عن طريق البحر والجو وإن نسبة 5% فقط تصل عبر الحدود البرية.

صادرات الغاز والنفط
من ناحية أخرى، أكدت قطر أن عمليات الإنتاج والتصدير في قطاع النفط والغاز مستمرة كالمعتاد، وأنها مستعدة لاتخاذ كل القرارات والإجراءات الضرورية لضمان وفائها بالتزاماتها بحق العملاء والشركاء.

وقالت شركة قطر للبترول أمس السبت في بيان إنها وشركاتها التابعة قامت فورا "بحشد جميع الموارد المتاحة وتفعيل خطط استمرارية العمل المعتمدة للتخفيف من أثر أي إجراء يمكن أن يعيق جهودها الرامية إلى ضمان استمرار إمدادات الطاقة".

وذكرت وكالة بلومبرغ الإخبارية في تقرير أن صادرات النفط والغاز الطبيعي المسال من قطر لا يفترض أن تتأثر بالأزمة الخليجية حتى لو منعت السعودية والإمارات السفن من الإبحار في مياههما.

وأوضحت أن الناقلات يمكن أن تبحر عبر المياه الإيرانية ثم مضيق هرمز والمياه العمانية. وأضافت بلومبرغ أن أي محاولة لإيقاف الصادرات القطرية ستحدث أزمة هائلة وستؤدي إلى ردود خطيرة من المشترين الكبار للغاز المسال، اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند.

وقطر هي أكبر دولة منتجة ومصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم حيث تبلغ حصتها منه في التجارة العالمية 30%.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية