بتكوين.. اهتمام متزايد واستمرار التحذيرات

بدأ هذا الأسبوع تداول العقود الآجلة بعملة بتكوين الرقمية في بورصة شيكاغو بعد موافقة السلطات على تداولها من خلال مجموعة "سي أم أي" بينما استخف البيت الأبيض بمخاطرها رغم تنبيه من مؤسسات مالية وخبراء اقتصاد ومستثمرين عالميين إلى مخاطر الاستثمار بهذه العملة المشفرة واحتمال انهيارها.

وأثارت هذه العملة اهتماما واسع النطاق من قبل المستثمرين في ظل الصعود القياسي في قميتها من نحو ألف دولار مطلع العام الحالي إلى نحو 18 ألفا في الوقت الراهن، وسط تزايد لهجة التحذير.

ويعتقد مراقبون أن الشكوك المحيطة بعملة بتكوين مشروعة لأنه يصعب فهم الصعود الذي شهدته، في حين يؤكد بعضهم بأن قرار مجموعة "سي أم أي" يعد خطوة إضافية لتنظيم التعامل بـ "بتكوين" كسلعة، ومحاولة لضمان عدم التلاعب بسعرها بغرض تغيير قيم عقودها الآجلة.

واعتبر نايجل غرين من شركة ديفيري غروب الاستثمارية أن "بتكوين ما زالت رهانا كبيرا لأنها أصول مجهولة إلى حد كبير" وأوضح أن "أي أصول تتصاعد عموديا يفترض بالعادة أن تدق نواقيس الإنذار لدى المستثمرين" وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

قلق
ففي سنغافورة وضمن مسلسل التحذيرات المتواصلة من التعامل بالعملات الرقمية، أوصى البنك المركزي المستثمرين بالتحلي بالحرص البالغ، وإدراك كم المخاطر التي تحيط بالاستثمار في العملات الافتراضية أو المشفرة، وبينها بتكوين.

كما أعربت سلطة النقد (المركزي) اليوم الأربعاء عن قلقها من اندفاع العديد من الأشخاص العاديين نحو الاستثمار في هذه العملات على خلفية الارتفاعات الكبيرة في أسعارها.

وأضافت في بيان أن "العملات الافتراضية ليست قانونية ولا تصدر عن أي حكومة وليست مضمونة بأي أصول أو جهة إصدار" وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية

ويوم الجمعة الماضي، قال الاتحاد الأوروبي في بيان إن الدول الأعضاء ومشرعي الاتحاد اتفقوا على قواعد أكثر صرامة لمنع غسل الأموال وتمويل الإرهاب على منصات تداول بتكوين وغيرها من العملات الرقمية.

وفي ألمانيا، طالب رئيس معهد "إيفو" للأبحاث الاقتصادية بتشديد الرقابة على "بتكوين" في حين حذرت عدد من البنوك المركزية العربية من التعامل بهذه العملة.

وبتكوين عملة رقمية تعتمد على التشفير، وتتميز بأنها لا مركزية، أي لا يتحكم بها غير مستخدميها.

ولا تملك العملات الرقمية المشفرة رقما متسلسلا، ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت دون وجود فيزيائي لها.

المصدر : الجزيرة + وكالات