ماذا وراء الصعود القياسي لبورصة الكويت ببداية 2017؟

Kuwaiti traders sit on the trading floor of the Kuwait Stock Exchange, Kuwait, 16 January 2017. Kuwait's stock market index is up by over 8 percent since the beginning of the year.
قيمة التداول اليومي تجاوزت 97 مليون دينار كويتي (الأوروبية)

تصدرت بورصة الكويت أسواق المال الأفضل أداء في العالم في يناير/كانون الثاني الجاري حيث ربحت أكثر من 16% منذ بداية العام، وزادت أحجام التداول فيها إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات.

وارتفعت الأسهم الكويتية اليوم الاثنين لليوم الـ14 على التوالي، وتجاوز عدد الأسهم المتداولة في جلسة اليوم مليار سهم، وهو أكبر حجم تداول بين البورصات العربية.

وذكرت وكالة بلومبرغ أن البورصة الكويتية هي الأفضل أداء هذا العام من بين أكثر من تسعين مؤشرا تراقبها الوكالة في أنحاء العالم. وبلغت قيمة التداول في الكويت اليوم أكثر من 97 مليون دينار (318 مليون دولار)، بعد أن كانت قد انخفضت إلى 2.8 مليون دينار (9.2 ملايين دولار) في سبتمبر/أيلول 2016.

وجاء هذا النشاط في بورصة الكويت خلال الأشهر الأخيرة بعد أعوام من الخمول والأداء الباهت ترجع إلى عام 2008. ويعزو المحللون هذه العودة إلى عوامل عدة، أبرزها دخول المحفظة الوطنية الحكومية بقوة للاستثمار في بعض الأسهم، وتراجع القطاع العقاري، وتعافي أسعار النفط، وتوقعات بصدور نتائج إيجابية للشركات المدرجة وصفقة بيع شركة "أمريكانا".

التدخل الحكومي
والعامل الأهم في رأي المحللين هو تدخل الحكومة التي تقول وسائل إعلام محلية إنها منحت شركات استثمارية محلية عشرات الملايين لاستثمارها في البورصة الكويتية ابتداء من أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعد أن تراجعت قيم التداول إلى مستويات تاريخية.

المحفظة الوطنية الحكومية استثمرت بقوة في بعض الأسهم بحسب تقارير الإعلام المحلي (الأوروبية)
المحفظة الوطنية الحكومية استثمرت بقوة في بعض الأسهم بحسب تقارير الإعلام المحلي (الأوروبية)

وقال مدير مركز الجمان للاستشارات ناصر النفيسي لوكالة رويترز إن نشاط البورصة جاء بعد "الشرارة التي أطلقتها الحكومة لدعم البورصة بشكل معلن وقوي"، وهو ما أشاع نوعا من التفاؤل لدى متوسطي وصغار المتداولين والمضاربين.

وأضاف أن الهدف غير المعلن لهذه الخطوة الحكومية هو دعم قيم الأسهم التي تحتفظ بها البنوك كضمانات مقابل قروض، ولا سيما بعد أن أظهرت نتائج الأشهر التسعة الأولى من عام 2016 انخفاض أرباح البنوك التقليدية.

ويشير المحللون أيضا إلى انتقال بعض المستثمرين إلى البورصة من القطاع العقاري بعدما تراجعت أسعار العقارات التجارية والاستثمارية تدريجيا منذ نحو عام بسبب قلة الطلب.

وقال مدير المجموعة المحاسبية في شركة الصالحية العقارية محمد المصيبيح إن الإجراء الأساسي الذي ساهم في انخفاض أسعار العقارات بنسب تتراوح بين 10% و15% هو قرار زيادة أسعار الكهرباء بنسبة كبيرة للعقارات الاستثمارية والتجارية والذي سيدخل حيز التنفيذ في مايو/أيار المقبل.

صفقة أمريكانا
وأثرت أيضا صفقة بيع الشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا) بشكل إيجابي على السوق، ومن المتوقع إتمام كل عناصرها خلال الأسابيع المقبلة.

وكانت شركة أدبتيو للاستثمار التي يقودها رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، استحوذت في أكتوبر/تشرين الأول 2016 على حصة مجموعة الخير للأسهم والعقارات المملوكة لعائلة الخرافي والبالغة 66.79% في أمريكانا مقابل 711.5 مليون دينار (2.33 مليار دولار).

وتتباين الآراء بشأن إمكانية استمرار هذا الصعود في البورصة، خاصة وأن الكويت شهدت كثيرا من الموجات العابرة فيما مضى.

ويرى النفيسي أن الموجة الحالية هي "حقنة تنشيطية لن تدوم" لأن أساسيات الاقتصاد المحلي ما زالت "سلبية" باستثناء تحسن أسعار النفط. أما المصيبيح فيتوقع أن يكون دخول المحفظة الوطنية "نقطة الانطلاق" لمرحلة جديدة في السوق بفضل تطوير تقوم به إدارة البورصة، بالإضافة إلى توقع زيادة أرباح الشركات القيادية.

المصدر : وكالات