الأردن يناضل لجذب سياح جدد

صورة لمدينة البتراء في الأردن من تقرير للجزيرة الإنجليزية
زوار البتراء تناقصوا إلى النصف بين عامي 2014 و2015 بحسب تقارير (الجزيرة)

منذ اشتباكات قلعة الكرك في الأردن الشهر الماضي والشرطة تحتفظ بوجود يومي لسيارة "جيب" مدرعة في قلب العاصمة الأردنية عمان، ويعتليها ضابط يمسك رشاشا ثقيلا.

يتفحص الضابط بنظره السيارات والمارة وسط حي جبل اللويبدة، في حين يقوم ضباط آخرون بإيقاف وتفتيش المركبات والمشاة في المنطقة.

جبل اللويبدة حي ينبض بالحياة، ويقطنه مسلمون ومسيحيون والعديد من الأجانب، وهو مثال للتسامح الذي يحرص الأردن على إبرازه للعالم، لكن التواجد الأمني المؤقت يعكس مدى حساسية التوازن بين الضرورات الأمنية وضرورة عدم إخافة السياح.

ووفقا لبيانات المجلس العالمي للسفر والسياحة، فقد أسهمت السياحة عام 2015 بنسبة 6% من الناتج المحلي الإجمالي للأردن بشكل مباشر، وبأكثر من 20% بشكل غير مباشر.

تأثير حادثة الكرك
لكن بعد حادثة الكرك الأخيرة، حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من "خطر الجماعات الإرهابية في أنحاء الأردن"، مضيفة المزيد من المخاوف من آثار هذه الحادثة على قطاع السياحة الأردني.

يقول سليمان الفرجات الأستاذ المساعد للسياحة في الجامعة الأرنية للجزيرة إن صناعة السياحة الأردنية الحديثة ولدت أساسا كنتيجة لاحتلال إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية عام 1967.

البتراء أدرجت في قائمة التراث العالمي سنة 1985 (الجزيرة)
البتراء أدرجت في قائمة التراث العالمي سنة 1985 (الجزيرة)

ويوضح أنه "عندما فقد الأردن الضفة الغربية عام 1967، أصبح من الأهمية بمكان التركيز على المواقع الأردنية في الشرق، بدءا من مدينة البتراء، حيث جرت أول خطة لإدارة المواقع عام 1968″.

ومع ظهور النفط في المنطقة في السبعينيات، واختيار البتراء بوصفها أحد مواقع التراث العالمي عام 1985، وتصوير فيلم "إنديانا جونز" عام 1989 في البتراء، برز الأردن على خارطة السياحة الدولية.

ويضيف الفرجات أن معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994 كانت نقطة تحول حقيقية، "فقد تضاعف عدد السياح وأصبحت البنية التحتية للسياحة أكثر وضوحا".

لكن الصراعات الإقليمية المتعاقبة، بما في ذلك غزو العراق عام 2003، والقتال الدائر في سوريا والعراق، أثرت بشكل كبير على صناعة السياحة في المملكة. وأفادت صحيفة "جوردان تايمز" بأن عدد زوار البتراء انحدر إلى النصف بين عامي 2014 و 2015 من ثمانمئة ألف إلى أربعمئة ألف.

زوار الأردن
ويقدر أحمد، المرشد السياحي الذي يعمل في مدينة جرش الرومانية الأثرية- أن هناك انخفاضا بنسبة 80% في أعداد زوار جرش منذ اندلاع القتال في سوريا عام 2011.

ويقول "كنا في موسم الذروة نقوم بما يصل إلى خمس جولات يوميا لكل مرشد، أما الآن واحدة كل يوم أو يومين".

ويضيف أحمد أن نوعية السياح قد اختلفت أيضا فبدلا من "المتقاعدين والأميركيين والأوروبيين" سابقا، أصبح السياح "أصغر سنا وأقل مالا"، وهو ما تعكسه ميزانية السائحين المحدودة.

وأشار إلى أن رسوم الدخول إلى بعض المواقع السياحية في الأردن قد تكون باهظة الثمن، فمثلا رسوم زيارة البتراء ليوم واحد تبلغ خمسين دينارا أردنيا (سبعين دولار)، بينما تبلغ رسوم تأشيرة زيارة الأردن لمدة شهر أربعين دينارا (56 دولارا).

ويقول "في الماضي، كانت وظيفة المرشد السياحي من أفضل الوظائف بدوام كامل في الأردن، حتى إن بعض الأساتذة ترك التدريس في الجامعات وأصبحوا مرشدين. لكن الآن أصبح المرشدون السياحيون يبحثون عن وظائف أخرى".

ونظرا لأن الكثير من المرشدين السياحيين يبحثون عن مصادر أخرى للدخل الثابت يقول الفرجات إن "هذا يؤثر بشكل مباشر على جودة الخدمة المقدمة مما يضر بالقدرة التنافسية للأردن في السوق العالمية".

إن بعض المناطق في الأردن، لا سيما جرش والبتراء ووادي رم والعقبة، تضررت من تداعيات حادثة الكرك.

لكن وزيرة السياحة لينا عناب قللت من أهمية التقارير الأخيرة قائلة "إن الوضع كالمعتاد، ونسبة إلغاء الحجوزات محدودة، أما بالنسبة للخطر، فلسوء الحظ لا يوجد مكان آمن بنسبة 100%". ولم ترد وزارة السياحة الأردنية على طلبات الجزيرة للحصول على مزيد من التعقيب.

المصدر : الجزيرة