النخب تجتمع بدافوس والشعوب تشعر بالخذلان

A man walks past the official logo of the World Economic Forum (WEF) in Davos, Switzerland January 16, 2017. REUTERS/Ruben Sprich
المنتدى الاقتصادي العالمي ينعقد بمشاركة نحو ثلاثة آلاف شخصية من عالم السياسة والاقتصاد (رويترز)

تبدأ النخب السياسية والمالية اليوم الثلاثاء اجتماعاتها السنوية في المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس السويسري وسط شعور عام لدى غالبية الشعوب بفشل العولمة، وفي ظل مخاوف من تصدع النظام الاقتصادي العالمي.

فقد أظهر مقياس "إيدلمان" السنوي للثقة الذي صدرت نتائجه قبيل بدء الاجتماعات التي تستمر حتى 20 يناير/كانون الثاني الجاري، أن غالبية الشعوب ترى أن النظم الاقتصادية والسياسية خذلتها.

وبلغت نسبة ثقة الناس في الحكومات 41% فقط وفي الإعلام 43%، وانخفضت الثقة في منافذ الأخبار خصوصا بعد عام أصبحت فيه عبارة "مرحلة ما بعد الحقيقة" كلمة العام في قواميس أكسفورد، والتي تعبر عن صعود التيارات الشعبوية المعادية للمؤسسات التقليدية.

وجاءت الثقة في الشركات أعلى قليلا عند 52% لكنها انخفضت كذلك وسط فضائح منها غش شركة فولكسفاغن في اختبارات انبعاثات الوقود، واشتعال بطاريات أجهزة هواتف سامسونغ.

العولمة في خطر
وكتب ستيفن فيدلر في صحيفة وول ستريت جورنال أن النظام الاقتصادي العالمي يترنح بعد التطورات الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة (قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة)، وإن هناك خطرا على مسيرة التكامل الاقتصادي العالمي التي انطلقت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأوضح الكاتب أن نظام العولمة الذي تميز بالتدفق الحر للسلع ورؤوس الأموال يواجه الآن اختبارا حرجا، لأنه رغم تعظيمه للثروات وانتشاله فئات واسعة من قاع الفقر، فإنه خلق مشاعر لدى قطاعات كبيرة في الغرب بانعدام المساواة وبالاغتراب عن الأنظمة التي لم تحقق لها الرفاه المنشود.

من ناحية أخرى، قال عدد من الخبراء الاقتصاديين في منتدى دافوس -الذي يشارك فيه نحو ثلاثة آلاف من السياسيين والاقتصاديين وقادة الشركات- إن من أكبر المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، وصعود الدولار الأميركي.

وترتبط هذه المخاطر، في رأي الخبراء، بالسياسات الصدامية المتوقعة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

لكن بغض النظر عن هذا الجانب، فإن هناك صورة اقتصادية متفائلة في ضوء إجراءات التحفيز الاقتصادي المتوقعة في عهد ترمب، خاصة وأن أسواق الأسهم العالمية تجاوبت مع هذه التوقعات، كما أن المؤسسات الاقتصادية العالمية توقعت ارتفاع معدل النمو العالمي في العام 2017.

المصدر : رويترز + وول ستريت جورنال