الشفافية الدولية: العقار بلندن أصبح قِبلة لغسيل الأموال

Centre Point, an iconic post war building in the middle of the capital's commercial district, is clad in scaffolding as it undergoes a makeover, in London, January 26, 2015. Centre Point, which used to house offices, is being redeveloped and turned into residential apartments. REUTERS/Andrew Winning (BRITAIN - Tags: BUSINESS REAL ESTATE SOCIETY CONSTRUCTION)
أحد الأبراج في طور البناء في الحي التجاري بالعاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت منظمة الشفافية الدولية الأربعاء إن سوق العقار اللندني -الذي يعيش طفرة- أصبح "جنة لغسيل الأموال والتهرب الضريبي".

وأضافت المنظمة، التي تحارب الفساد على المستوى الدولي، أن العاصمة البريطانية أصبحت ملاذا للأموال المهربة عبر العالم، مشيرة في تقرير أصدرته إلى أنها استندت في هذه النتيجة على بيانات مصالح التسجيل العقاري ووحدة محاربة الفساد في الشرطة البريطانية المعروفة باسم سكوتلانديار.

وأحصت الشفافية الدولية 36 ألفا و342 عقارا في لندن مساحة مجموعها 3.6 كيلومترات مربعة تملكها شركات مسجلة في ملاذات ضريبية توفر لها كل الضمانات لإخفاء الهوية الحقيقية لملاك هذه العقارات، ويقصد بالملاذات الضريبية دول عادة ما تكون صغيرة المساحة توفر سلطاتها ضمانات السرية وعدم كشف الهوية لأصحاب الشركات المسجلة لديها.

حي ويستمنستر
ووفق المنظمة الدولية غير الحكومية فإن 10% من العقارات الموجودة في حي ويستمنستر الحكومي في ملكية شركات مسجلة في ملاذات ضريبية مثل جزر العذراء البريطانية وجيرسي ومان وغيرنسي. وأشارت إلى أن عدم الكشف عن هوية مالكي هذه العقارات يبرر في أغلب الحالات بأنه امتثال لمتطلبات السرية، ولكن هذا الأمر قد يقدم غطاء لممارسات غير مصرح بها مثل التهرب الضريبي وغسيل الأموال.

ويقول المدير التنفيذي للمنظمة الدولية روبير بارينغتون إن مؤشرات عديدة تراكمت تفيد بأن سوق العقار البريطاني أصبح قبلة لرؤوس أموال الفاسدين في العالم ممن يستفيدون من تشريع يجيز لشركات مسجلة في ملاذات ضريبية تملك عقارات في لندن.

وحسب البيانات المتوفرة فإن 75% من العقارات التي تحقق السلطات البريطانية مع ملاكها للاشتباه في تورطهم في الفساد تخص شركات مسجلة في ملاذات ضريبية، وتقدر قيمة هذه العقارات بـ180 مليون جنيه إسترليني (250 مليون دولار)، غير أن مدير وحدة محاربة الفساد بالشرطة البريطانية جون بنتون يرى أن هذا المبلغ هو فقط الجزء الظاهر من جبل الجليد.

ودعت الشفافية الدولية حكومة دفيد كاميرون إلى اعتماد المزيد من الشفافية للحؤول دون تحول بريطانيا لوجهة مفضلة للمتورطين في غسيل الأموال.

المصدر : الفرنسية