الحرب على غزة تكبد الطرفين تسعة مليارات دولار

صحيفة "يديعوت احرونوت" تستعرض الكلفة الحربية للعدوان على غزة
يديعوت أحرنوت نشرت تقريرا بشأن التكلفة الاقتصادية للعدوان الإسرائيلي على غزة (الجزيرة)

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

كبدت الحرب على غزة الفلسطينيين والإسرائيليين خسائر اقتصادية فادحة بلغت تسعة مليارات دولار وفق تقارير رسمية وصحفية.

وأظهرت إحصائيات وزارة الأشغال العامة والإسكان في حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني أن العدوان كبد الاقتصاد الفلسطيني خسائر قدرت بأكثر من أربعة مليارات دولار، وتسبب في دمار حوالي 70% من البنى التحتية والمنشآت العامة بقطاع غزة.

وقد طال القصف أكثر من أربعين ألف شقة باتت غير صالحة للسكن. وأدى العدوان لتعطل الإنتاج وارتفاع معدل البطالة الذي بلغ حوالي 55%.

ووفق إحصاءات الوزارة كان النشاط الزراعي الأكثر تضررا من العدوان، يليه قطاع المنشآت وتجارة التجزئة، وتستوعب هذه المجالات حوالي 40% من القوى العاملة في قطاع غزة.

القصف الإسرائيلي دمر أربعين ألف شقة سكنية في قطاع غزة (أسوشيتد برس)
القصف الإسرائيلي دمر أربعين ألف شقة سكنية في قطاع غزة (أسوشيتد برس)

خسائر إسرائيل
أما في الجانب الإسرائيلي فبلغت تكلفة العمليات العسكرية على غزة والخسائر الناتجة عنها خمسة مليارات دولار، وهو ما يعادل 1.5% من معدل الناتج القومي الإجمالي، حسب صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية.

وتتطلع وزارة المالية الإسرائيلية -حسب صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية- لتقليص النفقات الحكومية بأكثر من أربعة مليارات دولار، وذلك لتغطية تكاليف الحرب ومواجهة الخسائر والتعويض عنها لمنع انهيار قطاعات اقتصادية مختلفة.

وطلب الجيش الإسرائيلي من وزارة المالية ميزانية فورية تقدر بمليارين وثلاثمائة مليون دولار لتغطية تكلفة العمليات الحربية بالقطاع التي وصلت لنحو 1.5 مليار دولار لا تشمل تكلفة صواريخ القبة الحديدية.

ووفق بعض التقارير، يبلغ سعر الواحد من صواريخ القبة الحديدية خمسين ألف دولار، بينما قدرت التكاليف المتوقعة لإصلاح العتاد العسكري المتضرر من الحرب بحوالي ستمائة مليون دولار.

لكن مدير مصلحة الضرائب موشيه آشير يعتقد أن هذه الخسائر لن تشكل عبئا على الموازنة العامة للدولة، مع أنه يرجح تراجع عائدات الضرائب على الخزينة خلال الأشهر القادمة بحوالي خمسمائة مليون دولار.

وتوقع موشيه حدوث خسائر بقيمة مليار ومائتي مليون دولار جراء تراجع النمو الاقتصادي بسبب الحرب.

وتشير إحصائيات قسم الأبحاث باتحاد الصناعة في إسرائيل إلى أن خسائر هذا القطاع بلغت حوالي أربعمائة مليون دولار.

وحذر اتحاد المقاولين والبناء من التداعيات المستقبلية على قطاع العقارات بإسرائيل، حيث تكبد خسائر بسبب الحرب لم يتم جردها حتى الآن. 

ليؤور: التقديرات تشير إلى أن نحو ثلاثين ألف مؤسسة تجارية إسرائيلية تكبدت خسائر مباشرة جراء العدوان على غزة

السياحة والعقار
ونتجت هذه الخسائر جراء جمود البناء وعدم نشر مناقصات لتشييد آلاف وحدات الإسكان في يوليو/تموز الماضي. وأشارت إحصائيات اتحاد المقاولين إلى تراجع نمو مشاريع الإسكان والبناء بحوالي 12%.

من جانبه، أفاد الباحث الاقتصادي جاد ليؤور بأن التقديرات تشير إلى أن نحو ثلاثين ألف مؤسسة تجارية إسرائيلية تكبدت خسائر مباشرة جراء العدوان على غزة.

وتوقع أن تغلق بعض الشركات أبوابها بسبب الركود الاقتصادي وتباطؤ النمو، مما يعني فصل آلاف العمال. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن ليؤور قوله إن معدل القوى العاملة بإسرائيل يصل لحوالي مليون مستخدم، منهم قرابة 480 ألفا بالجنوب ومن المتوقع أن يتم فصل أكثر من 5% منهم.

وأشارت الصحيفة إلى إمكانية الاستغناء عن آلاف العمال في قطاع السياحة الذي يعيش حاليا أزمة عميقة. وتتوقع هيئة وكلاء السياحة والسفر تواصل إلغاء حجوزات السياح في موسم الخريف والحج المسيحي.

وتم إلغاء 50% من الحجوزات السياحية في إسرائيل التي خسرت حوالي ثلاثمائة ألف سائح أجنبي تراجعوا عن زيارتها في نهاية العام الحالي.

وقدر اتحاد الفنادق حجم الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة بحوالي ثلاثمائة مليون دولار، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في نهاية العام الحالي.

المصدر : الجزيرة