لا تأثير لتنظيم الدولة على نفط العراق
أحمد الأنباري-الرمادي
قلل مختصون بالشأن النفطي من أهمية وتأثير استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على حقول نفط في محافظة نينوى على القطاع النفطي العراقي، وأرجعوا ذلك لصغر حجم الحقول النفطية التي تحت سيطرة العناصر المسلحة وإغلاق أغلب الآبار النفطية في تلك المناطق.
وأشارت بعض وسائل الإعلام إلى أن التنظيم يقوم ببيع النفط بالمناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، بهدف تمويل نشاطاته العسكرية، في ظل اتهامات متبادلة بشأن الجهة التي تشتري النفط من التنظيم.
وكانت روسيا دعت مجلس الأمن إلى تبني إعلان يوصي بمنع جميع الدول من شراء النفط من "المجموعات الإرهابية" في العراق, حسب وصفها.
خسائر العراق
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد أن سيطرة الجماعات المسلحة على محافظة نينوى وصلاح الدين والأنبار واستيلاءها على المستودعات النفطية والخزانات التي تحتوي على احتياطي كبير من النفط إضافة إلى سرقة ما تبقى من أنابيب كانت تصدر النفط الخام بكميات كبيرة وتهريبها إلى خارج العراق والعبث في المنشآت النفطية تتسبب في خسائر للثروة النفطية، لكنها ليست كبيرة.
وقال جهاد للجزيرة نت إن استيلاء التنظيم على الحقول النفطية في الموصل وإيقاف صادرات النفط بالنسبة لخط كركوك جيهان التركي نتيجة استهدافه بعمليات تخريبية أديا إلى تراجع الصادرات النفطية وانعكاسها سلبا على الاقتصاد الوطني العراقي.
وأكد جهاد أن العراق "يخسر يوميا ما يقارب أربعمائة ألف برميل نفطي كمعدلات تصدير نتيجة للعمليات الإرهابية وسيطرة العصابات المسلحة على الحقول النفطية الشمالية".
غير أن جهاد استبعد تأثر الحقول النفطية في وسط وجنوب العراق بالعمليات العسكرية والوضع الأمني المتدهور في المناطق الغربية والشمالية من البلاد .
وأشار إلى أن حقول النفط في وسط وجنوب العراق لم تتأثر بالعمليات العسكرية ولم تتراجع عائداتها النفطية، مؤكدا أن "جميع الشركات الأجنبية العاملة بالحقول النفطية في الجنوب مستمرة بالعمل ولم تنسحب".
وبين جهاد أن معدلات صادرات النفط من المناطق الجنوبية بارتفاع غير مسبوق منذ 2003، حيث وصلت إلى 2.950 مليون برميل يوميا، وهي معدلات قياسية.
البرميل بعشرة دولارات
من جهته، أكد الخبير النفطي حمزة الجواهري أن سقوط الحقول الشمالية في محافظة نينوى بيد المسلحين ليس له تأثير كبير في الاقتصاد الوطني وقطاع النفط، مستشهدا بوجود خام ثقيل في الحقول الشمالية بحاجة إلى مصافٍ خاصة.
وأضاف الجواهري أن حقل حمرين يحتوي على 76 بئرا للنفط، لكن التنظيم نجح في استغلال سبعة آبار فقط نتيجة الإغلاق الداخلي للآبار.
وبين الجواهري أن التنظيم لا يمكن له أن يجد أسواقا دولية لبيع النفط ، كون جميع الدول حذرت من شراء النفط المسروق، مشيرا إلى أن نفط الحقول الشمالية التي يسيطر عليها التنظيم يباع في السوق السوداء بسعر يتراوح بين سبعة وعشرة دولارات، وهي أسعار رخيصة جدا مقارنة بأسعار أوبك التي تصل إلى 110 دولارات للبرميل.
وأشار الجواهري إلى أن الحقول النفطية الأخرى الواقعة ضمن مناطق سيطرة تنظيم الدولة هي حقول "القيارة" و"بطمة" و"عين زاله".
يذكر أن تسريبات إعلامية أشارت إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على حقول عدة في العراق وسوريا، ويقوم ببيع النفط إلى عدة دول.