مع اشتداد الصيف.. انقطاع الكهرباء يزعج العراقيين
علاء يوسف-بغداد
ويتفاقم هذا الوضع على الرغم أن الحكومة وعدت المواطنين مطلع العام الحالي بالحصول على الكهرباء على مدار اليوم دون انقطاع.
وتتبادل وزارتا الكهرباء والنفط التهم حول المسؤولية عن هذا الوضع، فبينما تتذرع الأولى بأنها لم تحصل على الغاز المشغل للمحطات، تقول الثانية إنها تزود المحطات الكهربائية بكامل حاجتها.
ويقول علي المشهداني إنه يعمل في ورشة لتصليح أجهزة التبريد والثلاجات ويعاني من مشكلة الانقطاع المستمر والمفاجئ للتيار الكهربائي.
ويضيف للجزيرة نت أن هذا الوضع عرض الكثير من أجهزة زبائنه للضرر، مما أجبره على تعويضهم، قائلا إن المواطنين تلقوا وعودا كاذبة من المسؤولين طوال عشر سنوات، وإنهم لجؤوا لاستخدام مولدات كهربائية.
رمضان والصيف
وأثارت تصريحات وزارة الكهرباء -التي اتهمت فيها وزارة النفط بوقف تجهيز محطات التوليد بالوقود- مخاوف العراقيين مع اقتراب شهر رمضان واشتداد حرارة الصيف.
ويقول الخبير الاقتصادي خالد الشمري إن إهمال قطاعي الكهرباء والنفط يؤدي لإهدار عشرات المليارات سنويا، كان بالإمكان استثمارها في تطوير القطاعين.
ويشير إلى إعلان لوزارة النفط ذكرت فيه أن العراق ينتظر وصول 25 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي الإيراني في الصيف القادم عبر أنبوب أقامته شركة فرنسية بأكثر من 380 مليون دولار، لتشغيل ثلاث محطات كهربائية تسد حاجة البلاد من الطاقة.
وأوضح الشمري أن وزارة الكهرباء تدفع ملايين الدولارات لإيران مقابل تجهيز الطاقة الكهربائية، مبينا أن خطوط الكهرباء التي تربط بين الجانبين، هي: أربيل-خانقين، ديالى-كرمنشاه، ميسان-عبادان-بصرة، وتتراوح كمية التجهيز بين 1100 و1150 ميغاواطا.
إقرار الموازنة
وفي حديث للجزيرة نت، قال إحسان العوادي عضو لجنة الخدمات والإعمار بمجلس النواب النائب عن دولة القانون إن عدم إقرار الموازنة المالية حتى الآن كان السبب المباشر في عدم توفير المواد الاحتياطية للمحطات الكهربائية العاملة بالغاز كمحطتي البرزكان والكحلاء.
أما عضو لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب مطشر السامرائي فقال إن الحكومة عاجزة عن معالجة انقطاع الكهرباء بسبب "الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، ومنها وزارة الكهرباء".
وأكد في حديث للجزيرة نت أن ما صرف على المشاريع الكهربائية تجاوز ثلاثين مليار دولار، إلا أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي لا تزال مستمرة بسبب غياب الجدية في معالجتها، على حد قوله.
وأشار إلى أن بعض الجهات الخارجية تستفيد من استمرار حاجة العراق للكهرباء، كونها تكسب مليارات الدولارات من تزويده بالغاز المشغل للمحطات.