مخاوف أميركية من اتفاق مبادلة إيراني روسي
ياسر العرامي-واشنطن
وينظر في واشنطن إلى آثار الاتفاق المتوقع بين إيران وروسيا من زوايا عدة، فهو إذ سيوفر بعض العون المالي لطهران ويتحدى العقوبات الغربية، يعد في المقابل بمثابة الانتصار لموسكو التي تواجه ضغوطا بشأن غزوها منطقة القرم الأوكرانية.
ويعتقد محللون وخبراء أن الاتفاق من شأنه أيضا أن يسهم في تعقيد جهود إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الرامية إلى إبرام اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، ومنع الكونغرس من فرض عقوبات جديدة ضد طهران.
تخفيف الضغوط
ويرى الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة جو بارنز أن واشنطن تشعر بالقلق لأن الاتفاق المقترح سيقلل بوضوح من الضغط على طهران أثناء المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وأضاف بارنز -وهو دبلوماسي أميركي سابق- في حديثه للجزيرة نت أن واشنطن استثمرت كثيرا في مفاوضات نووي إيران، ويجب ألا تفشل هذه المفاوضات، خصوصا أن إدارة الرئيس أوباما تواجه ضغوطا متزايدة محليا ومن دول المنطقة كالسعودية وإسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما تأمل واشنطن تجنبه قدر الإمكان.
وعن الآثار الاقتصادية التي يمكن أن يجلبها الاتفاق على موسكو وطهران، قال بارنز إن الصفقة إذا تمت فستقدم بعض الدعم للاقتصاد الإيراني المحاصر، لكن تأثيرها على الاقتصاد الروسي سيكون متواضعا.
واستدرك قائلا "الأثر سيكون رمزيا لموسكو أكثر منه ماديا"، وأضاف أن روسيا تبذل جهدا لإنجاح الاتفاق بغرض إرسال رسالة إلى واشنطن مفادها أن الأزمة الأوكرانية أعمق وأن روسيا يمكنها أن تعقد الجهود الدبلوماسية الأميركية في مناطق أخرى.
غرض استفزازي
من جهة أخرى، يعتقد جيم كرين الباحث في مركز دراسات الطاقة بجامعة رايس أن الغرض على ما يبدو من المباحثات التمهيدية لاتفاق مبادلة الطاقة بالسلع بين إيران وروسيا هو الاستفزاز في ضوء تدهور العلاقات بين روسيا والغرب.
وأوضح الباحث أن روسيا في هذه الحالة يفترض بها أن تقوم بإعادة تصدير النفط الإيراني أو مبادلته بصادراتها الخاصة من النفط مقابل الحصول على جزء من الأرباح، ومن شأن ذلك الترتيب أن يكون مجديا فقط إذا علق الاتفاق النووي مع إيران، واستمرت العقوبات الحالية أو تم تشديدها.
وخلص كرين إلى أن هذا الاتفاق يقود إلى نتيجة مفادها أن هناك ثقوبا في العقوبات المفروضة على إيران، وأن روسيا بذلك تريد إثبات امتلاكها نفوذا على الغرب في مسائل تتجاوز إمدادات الطاقة الروسية، في حين تود إيران القول إنها ستجد وسائل بديلة من أجل البقاء إذا فشلت المحادثات النووية.
فوائد متبادلة
أما سارة فاكشوري رئيسة إس في بي إنيرجي إنترناشونال، وهي شركة استشارية في مجال الطاقة مقرها واشنطن، فكان لها رأي مخالف، إذ قالت للجزيرة نت إن الاتفاق سيكون له آثار إيجابية على اقتصاد البلدين.
وأوضحت المتحدثة أن طهران ستزيد من صادرتها النفطية ومعاملاتها الاقتصادية الدولية، فيما ستتمكن روسيا من الوصول إلى إمدادات النفط الخام بأسعار أفضل من أسعار السوق العالمية، كما سترفع صادراتها من السلع نتيجة لهذا الاتفاق المتوقع.
مع ذلك يتجاوز الاتفاق -برأي فاكشوري- العامل الاقتصادي، ويكتسب أهمية سياسية لطهران وموسكو، وإن تم فسيقوض العقوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على تصدير النفط الخام الإيراني كما سيزيد من حصة إمدادات إيران في السوق، ويقوي موقفها في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).