طريق الأمويين.. جديد معرض السياحة الدولي بمدريد

خريطة للدول المشاركة حاليا في مشروع "طريق الأمويين
undefined

آمن عجاج-مدريد

تم ظهر الأربعاء افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين من معرض السياحة الدولي بمدريد، والتي ستستمر خمسة أيام تنتهي مساء الأحد القادم، وستخصص الأيام الثلاثة الأولى منها للشركات والمتخصصين في القطاع السياحي واليومان الأخيران للجمهور.

وتشارك في المعرض تسع آلاف شركة سياحية تنتمي إلى 165 دولة ومنطقة تتمتع بالحكم الذاتي، ويتوقع منظمو المعرض أن يجتذب مائتي ألف زائر ويجلب لمدريد فوائد اقتصادية تقدّر بـ180 مليون يورو في أيامه الخمسة.

ويحظى المعرض بمشاركة دولية واسعة من جميع قارات العالم، وبينها جناح مخصص للدول العربية، وتحاول كافة الدول جذب أنظار قطاع السياحة العالمي إليها والترويج لمعالمها وتراثها الذي يستأثر باهتمام السائحين وتقديمه بأفضل صورة، إلى جانب الجديد من المشاريع السياحية بكل دولة.

طريق الأمويين
وكان من بين المستجدات اللافتة للأنظار تقديم جناح إقليم الأندلس لمشروع سياحي جديد يسمى "طريق الأمويين" لا يقتصر على الإقليم أو على إسبانيا فحسب بل يتسم بطابعه الدولي الواسع، وشارك في حضور حفل تقديمه ممثلون عن حكومة إقليم الأندلس والعديد من السفارات العربية ووسائل الإعلام والشركات السياحية والمهتمين بالقطاع السياحي.

وفي تصريحات اختصت بها الجزيرة نت، قالت مارينا مارتين مديرة مؤسسة التراث الأندلسي
-التابعة لحكومة الأندلس الإقليمية المتمتعة بالحكم الذاتي- إن "طريق الأمويين" مشروع يموله برنامج "التعاون عبر الحدود" الذي وضعته "الآلية الأوروبية للجوار والشراكة" التابعة للاتحاد الأوروبي، وتقوده مؤسسة التراث الأندلسي وتشارك فيه مؤسسات ثقافية من إسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومصر وتونس ولبنان والأردن.

مديرة مؤسسة التراث الأندلسي مارينا مارتين (الجزيرة)
مديرة مؤسسة التراث الأندلسي مارينا مارتين (الجزيرة)

وأضافت أن المشروع يهدف إلى استحداث "طريق سياحي" عابر للحدود يتكون من مسارات سياحية محددة داخل كل بلد من البلدان المشاركة في المشروع يجمع بينها قاسم مشترك، وهو التراث الغني الذي خلفته الدولة الأموية في مختلف البلدان خلال فترة توسعها على طول سواحل البحر المتوسط.

وتنص خطة المشروع على تنظيم أنشطة منسقة في الدول السبع المذكورة تحقق تلاحما أفضل بين دول ضفتي البحر المتوسط، وتهدف لتقديم منتج سياحي عالي النوعية للسائحين يقوم على أساس التراث الثقافي والحضاري المشترك الذي يجمع بين تلك الدول، وكذلك القيام بمبادرات مختلفة تخدم المشروع، من قبيل إشراك منظمي الرحلات السياحية المحليين بكل دولة في أنشطة الترويج لتلك المسارات وضم مؤسسات سياحية وثقافية فاعلة في كل دولة إلى المشروع.

وأوضحت مارتين أن الدول المشاركة في المشروع، والتي تمثل ثلاث قارات، تحمست لإنجازه من أجل تقديم عرض سياحي جديد وجذاب للسياح يلفت انتباههم إلى التاريخ المشترك بين تلك الدول ويتنقل بهم من الشرق إلى الغرب متعرفين على التراث الذي يجمع بين هذه البلدان والذي يعود الفضل فيه للأمويين.

وأشارت مديرة مؤسسة التراث الأندلسي إلى أن المشروع في مرحلته الأولى شهد اجتماعات في غرناطة بإسبانيا وفي تونس، وقد تحدد المسار الأندلسي في تلك المرحلة. وفي عام 2014 ستقوم باقي الدول المشاركة بتحديد المسار الخاص بكل منها مستعينة بخبرة مؤسسة التراث الأندلسي الواسعة في تصميم مسارات سياحية ثقافية بإقليم الأندلس لا تهتم بالتراث فحسب، بل بالطبيعة والطعام التقليدي والسياحة في المنطقة التي تضم الموقع الأثري.

مشروع متجدد
وأوضحت مارتين أن إنجاز المشروع سيستغرق حوالي 15 شهرا، وسيبدأ في العمل وتظهر أولى نتائجه في النصف الثاني من عام 2015، بعد أن يتم العام الجاري تصميم المسارات بمختلف الدول وتسويقها بين شركات السياحة والترويج لها دوليا.

وأكدت المسؤولة الأندلسية أن "طريق الأمويين" لن يكون مشروعا جامدا، بل سيشمل إضافات بصورة مستمرة وتجديدات تجذب السياح دائما، وخاصة عندما تتحسن الأوضاع في سوريا التي يجب أن تكون من بين البلدان المشاركة في هذا المشروع لأنها مهد الدولة الأموية.

وختاما قالت مارتين إن "طريق الأمويين" مشروع هام لأنه يروج للثقافة والحضارة بين السائحين، ولكنه أيضا يفيد التطوير الاقتصادي والاجتماعي بالبلدات والمدن والدول المشاركة في المشروع ويربط بينها بفضل ثراء الإرث الحضاري والثقافي الذي تركه الأمويون وراءهم بتلك البلدان.

المصدر : الجزيرة