الكونغرس يمنع إغلاق مكمن للهيليوم

تنفست شركات التكنولوجيا العالمية الكبرى التي تنتج أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وأشباه الموصلات الصعداء بعد تدخل الكونغرس الأميركي للحيلولة دون إغلاق مكمن لغاز الهيليوم عمره تسعون عاما في ولاية تكساس.

وصوت أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة بلغت 97 صوتا مقابل صوتين للإبقاء على برنامج الهيليوم الاتحادي بعد أن كان مقررا إغلاقه في السابع من الشهر القادم.

وفي وقت سابق هذا العام، صوت أعضاء مجلس النواب لصالح بقاء البرنامج لكن مجلس الشيوخ تاخر في حسم المسألة، مما أثار الهلع ودفع جماعات الضغط لبذل جهود حثيثة.

وكانت أكثر من مائة مؤسسة وجامعة وشركة -منها سيمنس وفيليبس وسامسونغ وجنرال إلكتريك- طالبت الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي بالتدخل لمنع إغلاق المكمن، لأن ذلك سيضر الاقتصاد الأميركي ويعرض ملايين الوظائف للخطر.

ويشتهر الهيليوم -الذي يعد منتجا ثانويا من عملية إنتاج الغاز الطبيعي- بأنه الغاز المستخدم في ملء البالونات في الاحتفالات، لكنه يستخدم أيضا في صناعات الطيران والدفاع وصناعة الهواتف الذكية وشاشات التلفزيون المسطحة والأجهزة الطبية وأسطوانات الغوص.

ويصعب تجميع الهيليوم -الذي يعد ثاني أكثر العناصر الكيميائية وفرة في الكون- كما يصعب تخزينه، وهو ما يجعل المكمن التابع للحكومة الأميركية مصدرا حيويا لهذا الغاز.

ويوفر الاحتياطي الاتحادي الأميركي للهيليوم نحو ثلث إنتاج الهيليوم الخام العالمي و40% من المعروض الأميركي.

وافتتحت الولايات المتحدة المكمن -الذي يقع بالقرب من أماريلو في ولاية تكساس سنة 1925- لتوفير الهيليوم للمناطيد، وقد لبى احتياجات البلاد في فترة الحرب الباردة وسباق الفضاء.

وفي عام 1995 بلغت ديون المكمن 1.4 مليار دولار نتيجة مشتريات هيليوم سابقة من منتجين في القطاع الخاص، وسينتهي سداد هذه المديونية لوزارة الخزانة الأميركية نهاية الشهر الجاري، وهو ما كان سيعقبه بموجب القانون وقف تمويل البرنامج ووقف العمليات، غير أن قرار الكونغرس الأخير سيسمح بمواصلة البرنامج.

اضغ للتكبير
اضغ للتكبير

قطر بالصدارة
وما زال الاقتصاد العالمي يعاني نقصاً في إمدادات هذا الغاز. وتتطلع الدول الصناعية في هذا الصدد إلى قطر التي اقتنصت لقب أكبر مصدر للهيليوم، وثاني أضخم منتج له في العالم.

وقد يعلم كثيرون أن قطر هي أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، وأنها عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ولكن قد لا يعرف كثيرون أن هذه الدولة الخليجية صارت أكبر مصدر للهيليوم في العالم، وثاني أكبر منتج لهذا الغاز عالميا بنسبة تصل إلى قرابة 25% من الإنتاج العالمي لهذا الغاز.

وتتربع في صدارة منتجي الهيليوم الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 30% من الإنتاج العالمي لهذا الغاز، في حين تأتي في المرتبة الثالثة في إنتاج هذا الغاز الجزائر بنسبة إنتاج تصل نحو 15%، في حين تنتج روسيا نحو 3.6% من إجمالي إنتاج العالم من الهيليوم.

المصدر : الجزيرة + وكالات