أزمة المياه العربية تتمثل في سوء الإدارة
عزا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أزمة المياه في الدول العربية إلى سوء الإدارة, وقال إنها قد تحتاج إلى استثمار ما لا يقل عن مائتي مليار دولار في مجال الموارد المائية خلال الأعوام العشرة المقبلة.
وقال إنه إذا كانت بلدان الخليج المنتجة للنفط قادرة على الاستثمار في هذا المجال، فإن بلدانا عربية أخرى لا تستطيع ذلك.
وأشار في تقرير، إلى أن حصة الفرد من المياه في 12 دولة عربية تقل عن مستوى الندرة الحادة التي حددته منظمة الصحة العالمية، وأن الأزمة المائية هي أزمة إدارة أصلا.
وقال التقرير، إن تعزيز كفاءة الإدارة يمكن أن يتحقق من خلال إعادة توجيه السياسة العامة، وإصلاح المؤسسات، والنهوض بالتربية والتعليم والوعي الجماهيري، وزيادة مشاركة أصحاب المصلحة، وإبرام اتفاقيات دولية، وربط السياسة العامة بالبحث والتنمية.
كما أكد على الحاجة إلى التنسيق بين كل من المجتمع المدني والقطاعيين الخاص والعام، لتحقيق إدارة رشيدة لموارد المياه، موضحا أن إدارة الموارد المائية في المنطقة تواجه عدة تحديات منها، الموازنة بين أوجه الاستعمال، والعدالة في التوزيع، والنزاعات المتصلة بالمياه، وتدهور النظام البيئي.
حصة الفرد من المياه في 12 دولة عربية تقل عن مستوى الندرة الحادة التي حددته منظمة الصحة العالمية |
كما ذكر أن من بين العوامل التي تعوق التطور في مجال إدارة الموارد المائية أيضا، عدم وضوح المسؤوليات وتداخلها، وعدم كفاءة المؤسسات وقلة الموارد المائية، إضافة إلى مركزية القرار وقلة الوعي العام، وعجز في القوانين وتطبيقها.
فجوة
وأفاد التقرير بأن الفجوة بين العرض والطلب في مجال الموارد المائية بالمنطقة، قدرت بأكثر من 43 كيلومترا مكعبا سنويا، ومن المتوقع ان تبلغ 127 كيلومترا مكعبا في العام مع اقتراب العقد 2020- 2030.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان البلدان العربية، المقدر حاليا بنحو 360 مليون نسمة، ليصل إلى 634 مليون نسمة بحلول عام 2050، وأن يرتفع نصيب المدن من السكان من 57% حاليا إلى نحو 75%، مما يمثل مزيدا من الضغط على البني التحتية للمياه.
كما توقع التقرير أن يصل معدل إمدادات المياه في المنطقة العربية بحلول 2025 إلى 15% فقط مما كان عليه في 1960.
وذكر أن أكثر من ثلثي المياه السطحية في المنطقة العربية يأتي من خارجها، كما يمتد جزء كبير من مياهها الجوفية خارج حدودها, ويكاد كل بلد عربي تقريبا أن يعتمد في تغطية احتياجاته المائية على أنهار أو طبقات مائية جوفية يتقاسمها مع بلدان مجاورة , بينما لا توجد اتفاقيات دولية شاملة في هذا الشأن.
وتحتل الدول العربية صدارة العالم في مجال تحلية مياه البحر إذ تربو على نصف الإنتاجية العامة مرشحة للزيادة.