مرسي يدعو لإنشاء نظام اقتصادي عربي

Egypt's President Mohamed Mursi looks at documents at the start of the third Arab Economic, Social and Development Summit, on January 21, 2013, in Riyadh. Saudi Arabia is hosting the two day summit aimed at relaunching regional cooperation in the face of economic challenges which were at the root of the Arab Spring uprisings. AFP PHOTO/FAYEZ NURELDINE
undefined
دعا الرئيس المصري محمد مرسي القادة العرب إلى مساعدة الدول التي تواجه تحديات اقتصادية وسياسية عبر تفعيل آليات من بينها صندوق النقد العربي، كما دعا إلى إنشاء نظام اقتصادي عربي يحقق الفائدة لجميع الشعوب العربية.

وقال مرسي في كلمة بافتتاح القمة الاقتصادية العربية الثالثة في الرياض إنه يتعين استغلال تنوع الموارد لتحقيق تكامل اقتصادي وسوق مشتركة مثلما حدث في العديد من الأقاليم، كما يتعين مواجهة ظاهرة البطالة التي تولد مشاعر الإحباط لدى الكثير من الشباب العربي.

وأكد أن بلاده تتطلع إلى العمل مع أشقائها العرب ليس في مواجهة التحديات التي تواجه هذه الأمة فحسب وإنما أيضا لاستغلال الفرص المتاحة لتحقيق التكامل.

وأضاف مرسي أن برنامج أعمال القمة الحالية يتضمن مشروعات جديرة بالتنفيذ والمتابعة، لا سيما في مجال الطاقة المتجددة، وأكد ضرورة أن تنال الأمة العربية قدرها الذي تستحقه بين دول العالم، مضيفا "نريد وطنا عربيا خاليا من الأمية والفقر والمرض".

وأوضح أن مسيرة العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي شهدت انتشارا واسعا للمؤسسات  والمنظمات وتوقيع عدد من الاتفاقيات، غير أن هذه المسيرة لم تحقق سوى القدر اليسير مما تحقق في تجمعات اقتصادية أخرى.

وقال إن معدل التجارة البينية العربية يعد من المعدلات الضعيفة للغاية مقارنة بحجم التجارة العربية مع الدول الأجنبية، وطالب بالعمل من أجل إنشاء السوق العربية المشتركة، كما طالب بإطلاق مبادرة عربية للتنمية المستدامة من خلال تشكيل مجلس وزاري عربي للتنمية المستدامة.

ورأى أن توافر الهياكل في صورة المؤسسات والاتفاقيات قد لا يجدي وحده لتحقيق التكامل وأن الأمر يتعلق بوجود إرادة سياسية.

وعدد الرئيس المصري التحديات المشتركة التي تواجه الأمة العربية، ومن بينها كيفية التعامل مع الآثار السلبية للعولمة والمنافسة القوية للصادرات الأقل تكلفة والتراجع عن الاعتماد على البحث والتطوير العلمي، وأوضح أهمية دراسة كيفية التنسيق المشترك في مواجهه الاضطرابات المالية والتقلبات في أسعار الصرف والتصدي لمشكلة البطالة المرتفعة وضرورة رفع نوعية التعليم والتدريب والتأهيل.

وزاد بقوله إن من التحديات التي تواجه الأمة العربية أهمية تجاوز إشكاليات المرأة في المجتمع ودورها في التنمية وإدارة عملية الإصلاح والتطوير.

الأمير سلمان ألقى كلمة الملك عبد الله في القمة
الأمير سلمان ألقى كلمة الملك عبد الله في القمة

كلمة الملك
وفي ختام كلمته سلم مرسي رئاسة الدورة الحالية إلى ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي ينوب عن الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي تغيب عن مراسم افتتاح القمة بسبب وضعه الصحي.

وألقى كلمة الملك عبد الله نيابة عنه الأمير سلمان، وقال فيها إن "المرحلة الحالية والدقيقة التي تمر بها أمتنا العربية تتطلب منا جميعا التكاتف وتكثيف الجهود الجادة والمخلصة من أجل التغلب على التحديات التي تواجهنا والسعي نحو تعزيز العمل العربي المشترك".

وأضاف أن القضايا التنموية الملحة التي تواجه دولنا ازدادت صعوبة وتعقيدا مع التطورات الأخيرة التي يشهدها عالمنا العربي، ومن ذلك قضايا مهمة كالفقر والبطالة والمرض.

ودعا ملك السعودية إلى "زيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية وبنسبة لا تقل عن 50% من قيمتها الحالية، حسبما يراه محافظو تلك المؤسسات".

كما دعا إلى زيادة رؤوس أموال الشركات العربية المشتركة القائمة، وبنسبة لا تقل أيضا عن 50% من قيمتها الحالية، وأكد استعداد المملكة للمبادرة بدفع حصتها في الزيادة التي يتفق عليها.

ملفات القمة
وتبحث القمة عددا من مشاريع التكامل العربي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي من خلال إرساء آليات جديدة تضمن سرعة ونجاعة تنفيذ القرارات المتخذة في قمتي الكويت وشرم الشيخ السابقتين.

القمة تلتئم بحضور العديد من القادة العرب أو من يمثلهم
القمة تلتئم بحضور العديد من القادة العرب أو من يمثلهم

كما ستناقش القمة عددا من الموضوعات، من أهمها الاستثمار بين الدول العربية، وملف البطالة، وضعف نتائج برامج التشغيل، وتطوير استخدامات الطاقة المتجددة والبدائل المتاحة من مصادر الطاقة، وخفض معدلات الفقر، وتعزيز الرعاية الصحية.

كما تناقش القمة إقامة منطقة للتجارة الحرة وتفعيل عدد من الاتفاقيات، خصوصا تلك المتعلقة باستثمار رؤوس الأموال في الدول العربية.

وينتظر أن تبحث القمة أيضا نسبة إنجاز المشاريع المتفق عليها في قمتي الكويت 2009 وشرم الشيخ 2011.

وكان أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية صرح في وقت سابق بأن القمة ستبحث دعم اقتصادات دول الربيع العربي التي تمر بمرحلة صعبة عبر عدة أفكار ومشاريع خاصة بها.
ومن المقرر أن تستمر القمة يومين، وهي الثالثة من نوعها، وكانت القمة الأولى عقدت في العام 2009 في الكويت، والثانية في شرم الشيخ بمصر في 2011.

المصدر : وكالات