السياحة والقضاء على بطالة السعوديين

خبراء يرون أن إشكالية العمل في المهن السياحية تكمن في الصورة المجتمعية السلبية أكثر من كونها في التأهيل والتدريب
undefined

ياسر باعامر-جدة

حثت إحصائية صادرة عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) صناع القرار في السعودية للاتجاه صوب القطاعات السياحية للقضاء على البطالة بين شبابها الذين يمثلون 60% من بين سكانها.

وقالت ماس وهي تابعة للهيئة العامة للسياحة والآثار إن القطاع السياحي يحتاج إلى 974 ألف وظيفة لتغطية المجالات السياحية المختلفة.

في السياق تدرس اللجنة الوطنية للسياحة بمجلس الغرف التجارية السعودية توصية مقدمة لها من الهيئة العامة للسياحة والآثار لإنشاء شركات نموذجية تهدف إلى خدمه قطاع السياحة وتوفير فرص عمل للشباب في هذا المجال الذي تراهن عليه الدوائر الرسمية في التخفيف من حدة البطالة، التي تقول وزارة العمل إنها بلغت 10.5% في العام الجاري، مع أن مصادر غير رسمية تؤكد تجاوز هذا الرقم لتصل إلى 15%.

وقد أكد عدد من المراقبين في قطاع السياحة تحدثت إليهم الجزيرة نت وجود عقبات عديدة تواجه الشباب السعودي الذي يود الانخراط في مهن السياحة، من بينها النظرة المجتمعية السلبية تجاه العاملين في هذا القطاع، الذي تقول عنه هيئة السياحة إنه شكل قيمة اقتصادية مضافة في 2011  بمقدار 15.87 مليار دولار بنسبة زيادة 6.8% عن 2010.

الضغط الاجتماعي
رئيس لجنة الضيافة عضو اللجنة السياحية بغرفة التجارة والصناعة بجدة الدكتور خالد بن فهد الحارثي يتحدث -كما يقول- بلغة واقعية من خلال الدراسات التي أشرفت عليها لجنته عن تدني إقبال الشباب على المهن السياحية.

تدرس اللجنة الوطنية للسياحة بمجلس الغرف التجارية السعودية توصية مقدمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار لإنشاء شركات نموذجية تهدف إلى خدمه قطاع السياحة وتوفير فرص عمل للشباب في هذا المجال

ويضيف للجزيرة نت أن عدد الراغبين في عمل هذا القطاع لم يتجاوز 1% من بين القطاعات المهنية الأخرى.

ويضيف الحارثي أنه رغم وجود معاهد سياحة حكومية وخاصة فإن نسبة المسجلين حاليا فيها قليلة جدا، مع قدرة تلك المعاهد والأكاديميات على استيعاب أعداد أكبر من الأعداد الحالية بكثير.

ولم يضع الحارثي تراجع نسبة العمل لأسباب تقنية فنية تتعلق بالتأهيل والتدريب السياحي، بل وضعها في خانة الضغط الاجتماعي والنظرة السلبية المجتمعية للعاملين في القطاع السياحي، وأكد أن نسبة تسربهم الوظيفي مرتفعة مقارنة بقطاعات المهن الأخرى.

وحذر الحارثي من مغبة استمرار الضغط الاجتماعي الذي أوصل الشباب إلى قناعة القبول بمهن السياحة والضيافة كوظائف وقتية للعبور إلى وظائف أخرى يتحصلون من خلالها على مستقبل وظيفي أفضل.

لم يكتف الحارثي بذلك بل خالف آراء الخبراء وجهة السياحة الرسمية الذين يطالبون بـ"سعودة" جميع مجالات السياحة، موضحا أن ذلك صعب المنال لوجود وظائف لا تناسب السعوديين، خاصة أن نسبة كبيرة منهم يفضلون الأعمال المكتبية على الميدانية التي يواجهون فيها الجمهور.

حلول جذرية
عميد أول معهد سياح تابع لجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور زهير بن عبد الله طيب قال للجزيرة نت إن هناك فرصة كبيرة للقضاء على بطالة الشباب في مهن السياحة المختلفة.

وربط ذلك بخطط التوسع التي تقودها الحكومة السعودية في مشاريع السياحة الداخلية، لكنه في الوقت نفسه يتفق مع دلالات الحارثي التي تتصل بضعف إقبال الشباب على مهن هذا القطاع، حيث طالب وسائل الإعلام المحلية بضرورة القيام بدورها الوطني في تكثيف حملاتها الإعلامية والإعلانية لتغيير الصور الذهنية السلبية المنتشرة بين السعوديين، باعتبار أن مهن السياحة تحمل حسا وطنيا إلى جانب المستقبل الوظيفي المرموق.

وعدّ طيب الأجور الحالية في هذا القطاع من أسباب تراجع الإقبال، التي تقترب من حاجز الـ800 دولار، قائلا إنها قليلة جدا مقارنة ببعض الدول المجاورة التي ربما تكون أقل دخلا من السعودية في الناتج الوطني، مطالبا وزارة العمل بإعادة هيكلة أجور الرواتب خاصة في هذا المجال.

وتوقعت دورية "نظرة على السياحة السعودية" الصادرة عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية زيادة عدد المؤسسات السياحية في السعودية بنهاية 2012.

المصدر : الجزيرة