شركات عالمية تجتذب السياح المسلمين
نصر الدين الدجبي – أمستردام
وبحسب بحث أجراه مؤخرا مركزا كريسنتراتن ودينارستوندارت المختصان في التعاملات الإسلامية وإستراتجيات النمو للأسواق الإسلامية الناشئة وشمل قرابة خمسين بلدا، فإن إنفاق المسلمين على السياحة سيرتفع بنسبة 4.8% سنويا، مقابل تراجع إنفاق الأوروبيين على السياحة وتراجع في الإنفاق السياحي العالمي بشكل عام.
وإزاء هذه المعطيات تتنافس شركات إسلامية وأخرى عالمية على استقطاب السياح المسلمين عبر إدراج أنشطة إسلامية في تعاملاتها لتشمل مختلف مجالات نمط الحياة والترفيه، ولا سيما صناعة السفر والسياحة كما يقول البحث.
وأورد تقرير نشرته مجلة ذي إيكونوميست البريطانية في مارس/آذار المنصرم، أن الصناعة الإسلامية تخطت المواد الغذائية والمعاملات المالية ووصلت إلى المواد الطبية والموضة والسياحة، إضافة إلى قطاعات أخرى كثيرة.
وجاء في نتائج البحث أن الثراء المتزايد لسكان منطقة الشرق الأوسط سيكون له آثار في العقد القادم على حركة السياحة، وسيؤدي إلى تزايد هائل في قطاع السياحة بين سكان المنطقة والذين هم مسلمون وتختلف حاجياتهم عن حاجيات السائح الأوروبي.
يذكر أن إسهام المسلمين في السياحة العالمية خلال السنة الماضية بلغ 126 مليار دولار، حيث أنفق السياح القادمون من دول الخليج العربي 37% من مجموع ما أنفقه السياح المسلمون، في الوقت الذي لا يمثل هؤلاء الخليجيون سوى 2% من سكان العالم الإسلامي.
كما يشكل المسلمون في الدول الأوروبية -فرنسا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا- نسبة عالية في الإنفاق السياحي تبلغ 13% من إجمالي ما ينفقه السياح المسلمون.
وجهة اسلامية
وعن الوجهة التي يركز عليها السياح المسلمون، أوضح البحث أن مصر وماليزيا وإندونيسيا وتركيا تعد أفضل الخيارات السياحية لدى المسلمين عند قضاء عطلهم، ويأتي ذلك رغم الجهود التي تقوم بها وكالات أسفار سياحية غربية لجذبهم إلى الدول الغربية.
كما تحدث البحث أن جهودا من وكالات أسفار سياحية غير إسلامية في شرق آسيا وأوروبا تسعى إلى جذب السائح المسلم عبر توفير "منتجعات إسلامية" تتوفر بها كل وسائل إرضاء متطلبات هذه الشريحة من السياح.
وفي تعليقه على ذلك، أوضح مدير شركة كريسنتراتن فضل بهاردين للجزيرة نت أن هذا النوع من السياحة قد يدر أرباحا كبيرة، مما يجعل المنافسة عليه والاهتمام به يتجاوز شركات السياحة في الدول الإسلامية إلى شركات سياحية غير إسلامية.
ويضيف بهاردين أن بلدان مثل تايلند وأستراليا تأخذ في حسابها متطلبات السياح المسلمين، فتوفر منتجعات وفنادق وخدمات بحسب حاجياتهم ومطالبهم.
كما أن مطارات في أوروبا ودول جنوب شرق آسيا توفر مصليات وأغذية حلالا للقادمين إليها والمارين بها، كما علقت علامات وإشارات مكتوبة باللغة العربية تسهيلا لزوارها العرب.
واختارت شركة كريسنتراتن مطار بانكوك الدولي كأفضل مطار يتم فيه احترام الممارسات الإسلامية في بلد غير مسلم. ويبدو أن هذا التوجه يجد طريقه إلى الانتشار في كل أرجاء العالم.
وفي تايلند كذلك، يسود تنافس بين شركات السياحة من أجل توفير منتجعات تتماشى ومطالب الخليجيين بصفة خاصة، حيث يكون فيها النساء والرجال مفصولين عن بعضهم بعضاً بالكامل.
ويقول الموقع الإلكتروني لغولد كوست إن هذه المنتجعات الخاصة التي تحتوي مرافق إسلامية عدة، أصبحت تجذب منذ زمن طويل الزوار من الشرق الأوسط. وأضاف الموقع أن الاهتمام بهذه الأمور يعود لأن السياح المسلمين القادمين من دول الخليج هم الأغنى مقارنة بغيرهم من السياح.
وفي تصريحات للجزيرة نت أوضح صاحب مؤسسة مراقبة الأغذية الحلال فتحي علي صالح أن الحلال لم يعد من مشمولات الشركات الإسلامية المستوردة للحلال كما كان معتادا، وأضاف أن شركات غير إسلامية من أوروبا ومن جنوب شرقها تستورد كميات كبيرة من الحلال وخاصة في فصل الصيف.
وحول نوعية الأغذية التي يتم استيرادها، قال صالح إن الأمر يتعدى اللحوم إلى مواد غذائية عدة أخرى تسعى الشركات لتوفيرها تلبية لرغبة زبائنها من السياح.