طفرة بإنتاج الغاز الطبيعي بأميركا

كثفت الولايات المتحدة عمليات التنقيب عن الغاز لدرجة أنه لم يعد هناك مكان لتخزين الفائض. وبعد سنوات من نمو الإنتاج تتجه الشركات إلى الاقتصاد فيه.

وقد عادت الطفرة بالنفع على الشركات ومالكي المنازل التي تستخدم الغاز الطبيعي، لكن مع هبوط سعر الغاز إلى أدنى مستوى في عشر سنوات أصبحت الشركات المنتجة ضحية لنجاحاتها في التنقيب، فقد هبطت أسهمها بسبب توقعات هبوط أرباحها وتقليص خطط نموها.

وقد أعلنت أكبر شركات أميركية منتجة للغاز مثل تشيسابيك إنرجي وكونوكو فيليبس وإنكانا كورب خططا لإبطاء الإنتاج.

ويقول محللون إن إجراءات خفض الإنتاج لم تؤثر في السوق حتى الآن، وإلى أن تنخفض سرعة الإنتاج بصورة كبيرة أو أن يرتفع الطلب هذا الصيف فإن أماكن التخزين بالولايات المتحدة قد تصل إلى أقصى طاقتها في الخريف القادم.

وقد يؤدي ذلك إلى هبوط كبير في سعر الغاز الطبيعي الذي انخفض بمقدار النصف في العام الماضي.

ويقول محلل شؤون السلع في سيتي غروب أنتوني يوين، إن سعر الغاز الطبيعي الذي يصل إلى 2.08 دولار لكل ألف قدم مكعب قد يهبط إلى ما دون دولار واحد.

وقد انخفض عدد منصات الحفر للغاز الطبيعي بنسبة 30% إلى 658 منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، طبقا لشركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، وتم تحويل العمال للعمل في حفارات النفط الذي ارتفع سعره إلى أكثر من مائة دولار للبرميل. وارتفع عدد حفارات النفط بالولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في 25 عاما.

طفرة بالإنتاج
وقد شهد إنتاج الغاز الطبيعي طفرة بالولايات المتحدة في السنوات الماضية مع تقدم وسائل التنقيب في الصخور الزيتية، واستطاعت الولايات المتحدة في العام الماضي إنتاج 63 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا بزيادة 24% عن عام 2006، لكن الاستهلاك نما بنصف ذلك المعدل فقط.

وبسبب الظروف الجوية هبط استهلاك الولايات اليومي من الغاز بنسبة 5% في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى مارس/آذار، طبقا لمؤسسة بينتيك إنرجي، لكن الإنتاج زاد بنسبة 8% في نفس تلك الفترة.

وفي حال استمرار هذا الاتجاه فإن أماكن تخزين الغاز ستصل إلى أقصى طاقتها في 10 أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وقد زادت الطاقة التخزينية بنسبة 15% في العقد الماضي، ولا يمكن زيادتها بالسرعة المطلوبة للتعامل مع الفائض، ناهيك عن أنه لا يوجد حافز لزيادة هذه الطاقة.