النقابات بأوروبا تسعى لمصالح بعيدة المدى

Communist party affiliated protesters march under the rain during a demonstration against new austerity measures in front of the Greek parliament in Athens on February 22, 2012. Greek unions staged new protests as parliament prepares to debate a draft bill needed to secure an unprecedented eurozone bailout and debt swap.
undefined
ا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الاحتجاجات ضد سياسات التقشف الحكومية أصبحت ظاهرة يومية في العواصم الأوروبية.

ففي اليونان يبدو أن العمال يمضون في العمل أقل مما يمضونه خارجه، بينما هم مستمرون في الاحتجاج على خفض الإنفاق في الموازنة العامة للدولة الذي مس أرزاقهم.

وشهدت بريطانيا مؤخرا أول توقف عام عن العمل منذ سنوات، وحدث الشيء ذاته في بلجيكا في يناير/ كانون الثاني الماضي، في وقت اجتمع فيه الزعماء الأوروبيون في بروكسل لبحث إجراءات تقشف إضافية.

لكن النقابات التي تنظم الإضرابات لا تعلم بالضبط كيف تتصرف تجاه عالم يعي فيه الجميع أنه يجب خفض الموازنات، كما لا يعلم أحد كيف سيتم ذلك دون التأثير على الاقتصاد وعلى الإنتاجية.

وتظهر الشعارات واللافتات التي يرفعها المحتجون رغبتهم في إحداث تغيير كبير.

وتقول إحدى اللافتات المتكررة بالاحتجاجات "إن الرأسمالية في أزمة" وكان شعار حركة احتلال وول ستريت  "نحن نمثل الـ 99%". وتقول أخرى "قاوموا جميع التخفيضات" وأيضا "لتسقط الدكتاتورية".

ويقول كبير اقتصاديي مركز السياسات الأوروبي فابيان زوليغ إن المرء يحتاج إلى التمعن فيما وراء تلك اللافتات.

اختبار للنفوذ
بينما يقول رئيس مكتب مدريد التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جوزيه إغناسيو توريبلانكا إن الاتحادات العمالية والمعارضة ليست في حالة الفوضى بعد، لكنها تظهر قوتها من خلال الاحتجاجات وتختبر نفوذها وقدرتها على اتخاذ القرار بسبب وجودها تحت الضغوط.

فمجموعة "احتلوا وول ستريت" التي ظهرت بالولايات المتحدة ووإنيغنادوس الإسبانية لفتت الأنظار إلى أنه بالإضافة  إلى مشكلات العمال فإن الأنظمة القائمة تحمي الناس عن طريق توفير الوظائف لكنها لا تعطي فرصة أبدا للفقراء وجيل الشباب.

الاتحادات متهمة باتخاذ موقف مرن جدا إزاء الحكومات، وفي بعض الأحيان فإن الطلبات التي تقدمها الحركات العمالية لا تختلف عن طروحات الحكومات

ولذلك فإن العمال عندما يتظاهرون فقط ضد تخفيض الوظائف قد يظهرون بمظهر المنافقين بالمقارنة مع أولئك الذين لا يجدون الوظائف في المقام الأول.

 

ويقول توريبلانكا إن هذا السبب الذي يدفع الاتحادات العمالية للإشارة مثلا إلى ارتفاع البطالة ، وبدون فعل ذلك فإن العاطلين سينظرون إليها على أنها منتفعة تسعى وراء مصالحها. ويعني ذلك أنه رغم علو صوت الاحتجاجات فإن المطالب مكبوتة.

ويضيف أن الاتحادات متهمة باتخاذ موقف مرن جدا إزاء الحكومات. وفي بعض الأحيان فإن الطلبات التي تقدمها الحركات العمالية لا تختلف عن طروحات الحكومات.

ففي إسبانيا مثلا تطالب المنظمات العمالية بخفض أسعار الفائدة وبإصدار اليورو بوند أو السندات الأوروبية وبمكافحة التهرب الضريبي والغش، كما يطالب آخرون بفتح الأبواب أمام الاستثمار الأجنبي، وهي كلها مطالب حكومية.

ويقول فابيان زوليغ: قد تتطابق مطالب العمال مع مطالب الحكومات حيث تظهر النقابات قلقا إزاء الاقتصاد الكلي لبلادهم. لكن العمال يركزون أكثر على قضايا العدالة والتهرب الضريبي وعلى علاوات المصرفيين.

ويضيف أن الحكومات أصبحت تؤكد أنه برغم خفض الإنفاق فإنها سوف تستمر في ضمان الضروريات مثل التعليم والصحة.

ويؤكد زوليغ أن استمرار الأوضاع الصعبة بالدول الأوروبية عشر سنوات يدفع الناس إلى الاحتجاج. وقد يحتج هؤلاء بالهجرة، وهو ما يفعله حاليا العديد في كثير من الدول الأوروبية.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية