الاقتصاد السوري في أزمة شديدة

العقوبات الاقتصادية العربية على سوريا
undefined

يتعرض الاقتصاد السوري لأزمة خانقة جراء استمرار الاضطرابات في البلاد التي تشهد ثورة شعبية تطالب بالإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد منذ منتصف مارس/ آذار 2011.

وجراء استمرار تلك الاضطرابات والعقوبات الاقتصادية المفروضة على نظام الحكم في دمشق تأثرت مختلف القطاعات الاقتصادية، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة المواطنين.

فخلال العام الماضي انكمش اقتصاد سوريا بنسبة 3.4% مقارنة بنمو نسبته 3.2% في 2010. كما تهاوت العملة السورية (الليرة) أمام الدولار، حيث تجاوزت قيمة الدولار مستوى 81 ليرة في السوق السوداء، بعدما كانت قيمته 46 ليرة قبل الثورة.

ولم يكن القطاع المصرفي بعيدا عن الأزمة حيث تراجعت الودائع في البنوك السورية بنسبة تصل إلى 30% بنهاية العام الماضي.

 والأزمة التي تعيشها سوريا لم تعف أيا من القطاعات الاقتصادية الرئيسية، حيث تراجعت السياحة بأكثر من 95% وهي التي كانت توفر نحو ستة مليارات دولار سنويا.

كما هوت الصادرات بنسبة 50% لتصل إلى سبعة مليارات دولار عام 2011 بعد أن بلغت 14 مليار دولار في 2010.

أما القطاع الزراعي فقد أصابه ما أصاب غيره، ولاسيما أن المناطق التي تشتد فيها الاحتجاجات الشعبية تحوي مساحات زراعية شاسعة، فمنطقة الحسكة فيها 1.2 مليون هكتار مزروع، وريف حلب فيه 1.1 مليون هكتار، وإدلب فيها 356 ألف هكتار، وهناك 304 آلاف هكتار في حمص.

وشهد قطاع النفط شبه انهيار، حيث تعرض بشكل مباشر للعقوبات الغربية وخاصة من قبل دول الاتحاد الأوروبي ، وهو القطاع الذي ينتج 130 ألف برميل يوميا، مما أدى إلى خسارة 15 مليون دولار يوميا.

وأشارت أحدث التقارير إلى أن قطاع النفط السوري خسر منذ سبتمبر/أيلول 2011 وحتى يناير/كانون الثاني الماضي نحو ملياري دولار.

‪سوريا تلقت شحنات طاقة من روسيا وفنزويلا‬ سوريا تلقت شحنات طاقة من روسيا وفنزويلا (رويترز)
‪سوريا تلقت شحنات طاقة من روسيا وفنزويلا‬ سوريا تلقت شحنات طاقة من روسيا وفنزويلا (رويترز)

إجراءات
وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية، عمد النظام الحاكم في دمشق إلى عدة إجراءات، حيث أبرم اتفاقيات مقايضة سلع بأخرى مع دول كروسيا والصين وفنزويلا، بحيث يمكن مقايضة النفط السوري بالسكر أو منتجات غذائية. وذلك  لتجنب الدفع بعملات أجنبية بفعل تراجع احتياطي النقد الأجنبي.

ولإيقاف نزيف الليرة، رفعت الحكومة نسبة الرسوم المفروضة على بعض السلع المستوردة من 40% إلى 80%.

كما يتلقى النظام بعض الدعم من حلفائه، فإيران تمد سوريا بمساعدات مالية وسلع عبر العراق، كما قامت فنزويلا بدعمها بالوقود عبر شحنات بحرية.

وتلقت سوريا مطلع الشهر الجاري شحنة من سلسلة شحنات من زيت الغاز (السولار) الروسي وصلت بعد أيام من تحذير رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية والعربية من التدخل العسكري في سوريا.

ويقول تجار إن أربع ناقلات على الأقل تقوم برحلات منتظمة إلى سوريا من روسيا عبر البحر الأسود لنقل السولار.   

المصدر : الجزيرة + وكالات