سعوديات يقتحمن السوق من بيوتهن
هيا السهلي-الدمام
فتيات وسيدات سعوديات اقتحمن سوق العمل بعتاد زهيد ودراهم معدودة واجتهاد شخصي لصنع منتجاتهن وعرضها. فقد ضلت مؤسسات الدولة الطريق إليهن فعرفنَ الطريق بالتجارب والخبرات المتبادلة بينهن.
وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بفتح أفاق لتسويق منتجاتهن بين مدن المملكة، وقد تمد خطاها لدول الخليج العربي.
بداية معظم هؤلاء الفتيات كانت هواية، وأدواتهن عبارة عن مقص وورق وتغليف للشيوكولاتة أو صنعها وبعضهن الآخر رأس مالهن حاسة الشم والتذوق لتصنع خلطات من البهارات.
وفيهن أيضا من صنعت أزياء بلمسات ناعمة لأقرانها لتتحول الهواية لمصدر رزق ومشروع صغير.
ويرى الاقتصاديون أن المشاريع التي تنطلق من المنزل تعد بذرة ااقتصادية والتي عادة ما يكون الاقتصاد المحلي بحاجتها للتكوين والنمو تجاه اقتصاد سليم ومتكامل يشمل ويُبنى فيه المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي تخدم المجتمع والناس.
وإزاء ذلك علق الاقتصادي الدكتور سامي النويصر بأن المشاريع تبدأ صغيرة ومحدودة الإمكانيات ولكن برؤية وإصرار من صاحب المشروع تنطلق وتتوسع لتصبح كيانات اقتصادية إما صغيرة أو متوسطة.
ومن هذه البداية انطلقت ولاء عبد الشكور -الحاصلة على شهادة بكالوريس في المختبرات الطبية- صاحبة متجر على تويتر تقوم بالرسم على قمصان "تي شيرت" كهواية ثم حولتها إلى تجارة وأمضت في هذا العمل ثلاث سنوات.
المنزل أكثر ربحا
وتعتقد ولاء أن التجارة من البيت مجدية في أرباحها لانعدام تكاليف عدة على رأسها إيجار المحل وتكلفة العمالة، وسهل أدء التجارة المنطلقة من المنازل انتشار التسويق الإلكتروني وخاصة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتفق بثينة العاصم مع ما ذهبت إليه ولاء، وبثينة تعد ضمن مجموعة من الفتيات سمت نفسها "حرف جميلة" لتغليف هدايا الحفلات والأعياد.
وتقول بثنية إن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت عليها وعلى زميلاتها تسويق منتجاتهن وخلقت لهن تجارة مجدية في ريعها.
تفكيك البطالة
أما العائق الكبير الذي تواجهه كثير من سيدات الأعمال والمؤسسات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة فهو التمويل.
وتعليقا على ذلك، قال عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري إن المملكة تعد من أقل البلدان في العالم على مستوى تمويل البنوك لتلك المشاريع، إذ لا تتجاوز ما نسبته 3% من إجمالي الائتمان الممنوح من البنوك، مقارنة بأكثر من 28% في البلدان المتقدمة، وأكثر من 17% في البلدان الناشئة.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن هذه المشاريع "ليست بحاجة إلى الصدقة والعمل الخيري بقدر ما أنها بحاجة إلى أن يتم الاعتراف بها من ناحية التأهيل والكفاءة"، وأنها أهل للتمويل كونها مشاريع نجح أغلبها.
ويؤكد الاقتصاديون أن مثل هذه المشاريع التي تنطلق من البيوت ترفع مستوى الدخل للأسرة وتفكك البطالة في الوقت الذي يغلب على الوضع الاقتصادي العام شح في الوظائف بالنسبة للمرأة الباحثة عن عمل، خاصة تلك التي لا تستطيع التنقل، أو لا تمتلك مؤهلاً علمياً يؤهلها للحصول على فرصة وظيفية.
ولفت العمري إلى ان في السعودية أكثر من 500 ألف أرملة ومطلقة، معتبرا أن ذلك يعطي دلالات اقتصادية بالغة الأهمية تجاه الأنشطة المنزلية لتوفير دخل لمثل هذه الفئة من المجتمع.
وتؤمن تاجرة البهارات هيا البرقان بالعمل الجماعي حيث تضم في تجاراتها فريق عمل من السعوديات وقالت للجزيرة نت "العصر الحالي يتطلب الخروج بالتجارة من نطاق المنزل إلى السوق خاصة بعد اتساع العمل".
وكانت بداية البرقان -كما ذكرت- مجرد هواية وبعد كثرة الطلب على خلطاتها قررت أن تجعله مصدر رزق لها لتنشئ معملا خاصا بها لإنتاج البهارات.