دمشق تشكو عزوف السياح

tourist shop owner sipping his tea outside his store in the bazaar of Damascus' Old City. Tourists have deserted the warren of ancient alleyways of the Syrian capital and merchants sit forlornly in front of their shops, killing time playing backgammon, fiddling with worry beads or discussing the unrest roiling


يبدي هاني أبو ناصر تذمره وهو يشير إلى متجره الخالي في سوق دمشق القديمة "لم أربح قرشا واحدا منذ أربعة أيام"، فقد هجر السياح سوريا بسبب  الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد التي تشهدها البلاد منذ شهرين.

ويردد كل التجار الكلام نفسه تقريبا في السوق التي تعج عادة بالزوار الباحثين عن وشاحات أو مصاغ أو أغطية أو بهارات.

ويخيم صمت غريب بدل الضوضاء التي كانت تميز السوق. وبعد أن كان الباعة ينادون السياح بالفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية أو العربية، أصبحوا يكتفون بالجلوس أمام متاجرهم ويلعبون النرد أو يتبادلون الأحاديث حول الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس/آذار الماضي.

واضطر عدد كبير من المطاعم والفنادق والمتاجر إلى صرف موظفين أو حتى إلى إغلاق أبوابه بسبب التراجع الكبير في عدد الزوار في فترة تشكل عادة أعلى معدلات الإقبال، من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران.

وحمّل إنطون مزنر الذي يملك فندق "بيت المملوكة" وسائل الإعلام الأجنبية مسؤولية الترويج للاحتجاجات وانعدام الأمن في سوريا، وبالتالي انقطاع السياح.

واشتكى مزنر الذي اضطر إلى التخلي عن نصف موظفيه قائلا "إنهم يشوّهون الحقيقة ويبعدون السياح".

وأضاف أنه لا يحدث شيء في دمشق، لكن عندما تشاهدون الأخبار يخيل إليكم أن البلاد تحترق.


undefinedصرف موظفين
أما فيكن كوركغيان الذي يعمل مديرا لفندق ومطعم فقال إنه اضطر إلى صرف 50% من موظفي الفندق و25% من العاملين في المطعم.

وأضاف أن فناء الفندق عادة ما يكون يعج بالزبائن، لكنه الآن  فارغ تماما.

وقال إنه عندما جاءه سائحان من سويسرا هذا الشهر لمدة خمسة أيام كانت فرحته غامرة.

واعتبر مدير المطعم عماد سلوم أن وجود زبائن محليين لا يعوض الخسائر.

وأشار إلى أنه عادة بسبب كثرة الزبائن نضطر إلى رد بعضهم لكن الآن حتى المطاعم خارج دمشق التي تستقبل سوريين خلال عطلة نهاية الأسبوع تأثرت سلبا وبعضها أقفل أبوابه.

والملاحظات نفسها تتكرر في معرض المجوهرات الذي يملكه سامر قزه، فقد توقفت حركة البيع لديه منذ أواسط أبريل/نيسان الماضي بسبب الاضطرابات في البلاد والدعوات التي وجهتها الدول الغربية لمواطنيها بالحد من تنقلاتهم إلى سوريا.

وقال "كان أفضل موسم لنا العام الماضي وكنا نتوقع تحقيق نتيجة أفضل هذه السنة، لكننا بدأنا التقشف".

وكانت وزارة السياحة السورية قد أعلنت في العام الماضي أن السياحة سجلت 12% من إجمالي الناتج المحلي، وحققت عائدات بأكثر من 7.6 مليارات دولار. كما أن عدد السياح في ذلك العام زاد بنسبة 40% ليبلغ 8.5 ملايين شخص.

وكان من المتوقع أن يكون العام الجاري واعدا بالنظر إلى عدد الحجوزات في الفنادق التي تمت قبل ستة أو ثمانية أشهر.

ويخشى عديدون أن تستمر أزمة السياحة حتى نهاية العام وأن تسفر عن خسائر ضخمة.

المصدر : الفرنسية