الغاز ينافس مصادر الطاقة

A construction worker walks past Electric Power Development Co. (J-Power)'s No.2 unit of coal-fired thermal plant currently under construction in Yokohama,
شركة كهرباء طوكيو تقول إن هبوط إنتاجها من الكهرباء سيستمر حتى الشتاء القادم (رويترز)

برزت مكانة الغاز الطبيعي كمنافس قوي لمصادر الطاقة الأخرى بعد تزايد الشكوك إزاء المخاطر التي قد تتسبب فيها مفاعلات الطاقة النووية بعد زلزال اليابان، وبعد الأضرار البيئية التي تسبب فيها انفجار حفار شركة "بي بي" بخليج المكسيك وزيادة هذه الأضرار من استخدام الفحم.

 
وقد استطاع الغاز التغلب على أكبر عقبتين واجهتهما صناعته وهما أسعاره المضطربة وإمداداته غير المستقرة.
 
وبسبب زيادة عدد الاستكشافات بالولايات المتحدة وخارجها زادت الثقة في وجود كميات أكبر من الاحتياطي بالعالم. وكانت أسعار الغاز تعتبر رخيصة نسبيا العامين الماضيين.
 
وانخفضت أسعار الغاز العامين الماضيين بسبب زيادة الاكتشافات بالولايات المتحدة وخارجها مما زاد الاحتياطيات المعلنة بالعالم.
 
ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الآثار الكارثية لزلزال اليابان وما تبعه من تسرب إشعاعي بمحطة فوكوشيما النووية ستقلص دور الطاقة النووية وتزيد الطلب على الغاز.
 

ومن المتوقع زيادة الطلب العالمي على الطاقة بأكثر من 10% العقدين القادمين، ويتوقع محللون زيادة الطلب على الغاز الطبيعي بشكل خاص.
 
طاقة لا غنى عنها
ومع تعاظم المخاوف إزاء الطاقة النووية، وصف بنك سوسيتي جنرال الغاز الطبيعي بأنه الطاقة التي لا غنى عنها.

 
ويقول الاقتصادي بمؤسسة أبحاث سياسات الطاقة لورانس غولدستاين إنه بالنظر إلى معادلة المخاطر والانتفاع  فإن الغاز الطبيعي هو الفائز.
 
ومنذ كارثة اليابان انخفضت أسعار اليورانيوم بالسوق بنسبة 30% بينما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بالولايات المتحدة وأوروبا بنسبة 10%.
 
وقال مسؤولون من عدة دول بما فيها الصين وألمانيا وفنلندا وجنوب أفريقيا إنهم يعيدون النظر في إستراتيجيات بلادهم النووية.
 
كما تدرس شركات الطاقة الغاز الطبيعي كمصدر مستقر لتوليد الطاقة الكهربائية، وهو مركز طالما ملأه الفحم والطاقة النووية.
 
ويقول رئيس إكسيلون، وهي أكبر شركة للطاقة النووية بالولايات المتحدة، إن التوجه نحو الفحم والطاقة النووية آخذ في التغير.
 
ويضيف جون راو أن بناء مفاعل نووي حاليا مشروع عالي الكلفة كما أن قوانين البيئة تحد من انبعاث الغازات الضارة للبيئة من الفحم. وهذا يعني أن معظم الشركات سوف تتحول بصورة متزايدة نحو الغاز الطبيعي، وفق راو.
وقد ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي بالعالم بنسبة 44% في عقدين من 1990 إلى 2010، بينما ارتفعت احتياطياته بنسبة 67% في نفس الفترة.
 
وبعد أن وصل سعر الغاز إلى 13.58 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (ألف قدم مكعب) بالولايات المتحدة عام 2008 هبطت إلى 4.38 دولارات العام الماضي.
 
وتعتبر اليابان من الأسواق الواعدة للغاز. ويتوقع أن تزيد وارداتها من الطاقة بعد أن فقدت خمس الطاقة الكهربائية المولدة من مفاعلات نووية بسبب الزلزال. وتقول شركة كهرباء طوكيو إن هبوط إنتاجها من الكهرباء سوف يستمر حتى الشتاء القادم.
 
وتستورد اليابان ثلث إمدادات العالم من الغاز المسال، وتقع معظم محطات استقبال الغاز بالمناطق الجنوبية التي لم تتأثر بالزلزال.
 
وتمثل كل من الطاقة النووية والفحم ربع إنتاج اليابان من الطاقة الكهربائية بينما يمثل الغاز الطبيعي 30%.
المصدر : نيويورك تايمز