حركة تجارية ضعيفة بغزة تسبق العيد

متسوقات في غزة يتفقدن ملابس العيد

إقبال ضعيف على الأسواق في غزة يسبق العيد (الجزيرة نت)

ضياء الكحلوت-غزة

تتعدد وتتنوع المعروضات من الملابس وحاجيات العيد في قطاع غزة لكن الحركة التجارية ضعيفة للغاية قبل أيام معدودة من عيد الأضحى، وهو ما يعكس خشية متصاعدة لدى سكان القطاع على مستقبل رواتب موظفي السلطة الفلسطينية.

والحال نفسه لدى حظائر بيع المواشي، فلأول مرة منذ فرض الحصار على قطاع غزة امتلأت الحظائر بآلاف رؤوس الماشية لكن حركة البيع فيها لا تزال ضعيفة، ولا يتوقع أصحابها أي زيادة قبيل أيام من العيد.

ومنذ عدة أشهر ومع تحرك السلطة الفلسطينية نحو الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة والتهديدات الأميركية التي أعقبت الخطوة، بدأت مرحلة تقشف غير معتادة يمارسها الموظفون خشية من القادم المجهول كما يقولون.

صاحب خيمة لبيع الملابس: الحركة الشرائية لم تتحسن قبل العيد (الجزيرة نت)
صاحب خيمة لبيع الملابس: الحركة الشرائية لم تتحسن قبل العيد (الجزيرة نت)

تسوق ضعيف
يقول البائع أحمد غانم صاحب خيمة لبيع الملابس أقيمت في ساحة مقر "السرايا" الأمني المدمر إن التوقعات لا تزال ضعيفة، وإن الحركة الشرائية قبيل العيد لم تتغير وأعتقد أنها لن تتغير لأن الناس مرتبكة تجاه الشراء.

وأضاف غانم للجزيرة نت أن تلقي موظفي السلطة رواتبهم لم يحدث التغيير المنشود ولم تتحسن الحركة الشرائية مطلقاً، ولا يوجد أي جديد على حركة المتسوقين، وأحيانا ترى السوق مليئة بالناس لكنهم يأتون لشراء الضروريات فقط.

وأوضح أن أسعار الملابس وباقي المستلزمات المنزلية المعروضة في سوق الخيمة كلها مقبولة تسمح لكافة طبقات المجتمع بغزة الشراء منها، مبيناً أن التوقعات في عيد الأضحى دائماً منخفضة لدى التجار والبائعين.

من جهتها قالت المتسوقة أم فادي المصري إنها أمضت ثلاث ساعات في سوق الخيمة بحثاً عن أرخص الأسعار لتوفر لثلاثة من أبنائها ملابس العيد، مشيرةً إلى أنها اضطرت مثل كل مرة أن تشتري الضروري واللازم فقط.

وأوضحت أم فادي أن ما قامت بشرائه لن يدخل الفرحة لقلوب أطفالها "لأنهم يتوقعون أكثر من الذي نستطيع أن نشتريه لهم" متمنية أن يهتم السياسيون الفلسطينيون بالطبقة الفقيرة التي تعيل الأسر الكبيرة.

بدوره المتسوق أبو محمد جرادة أكد أن الأسعار العادية في أسواق غزة لم تدفع الناس للشراء، معللا ذلك بأن موظفي السلطة قلقون على رواتبهم في ظل غياب المصارحة بين الحكومة والموظفين.

وقال جرادة إنه تسلم راتبه من السلطة ومقداره سبعمائة دولار لكنه لا يستطيع أن يشتري كل ما تطلبه أسرته "لأن هناك أولويات كثيرة في العيد" منبهاً كذلك إلى أنه للعام الثالث لم يستطع أن يشارك إخوانه في حصة الأضحية.

صاحب حظيرة لبيع أضاحي: إقبال ضعيف على سوق المواشي (الجزيرة نت)
صاحب حظيرة لبيع أضاحي: إقبال ضعيف على سوق المواشي (الجزيرة نت)

الأضاحي كذلك
في غضون ذلك، اعتبر نبيل النادي صاحب حظيرة لبيع أضاحي العيد بمدينة غزة أن إقبال المواطنين على شراء الأضاحي هذا العام ضعيف جداً، ويكاد يصل لمرحلة الانعدام مقارنة بالسنوات الماضية التي كان فيها الحصار أكثر تشديداً.

وقال النادي للجزيرة نت إن الأضاحي موجودة بكافة أنواعها وبشكل كبير في قطاع غزة والعرض أكثر من الطلب بكثير، لكن قلة من الموظفين والعاملين في قطاعات مدنية والمجتمع المدني فقط يشاركون في الأضاحي.

وبين النادي أنه لا يمكن المقارنة بين حركة بيع الأضاحي العام الماضي –رغم قلة المعروض وارتفاع الأسعار حينه- مع هذا العام المتوفر فيه كل ما يطلبه الراغبون في الأضحية وبأسعار أقل من المتوقع.

ويعتقد النادي أن أسبابا عدة تقف بوجه الراغبين في المشاركة بالأضحية هذا العام أهمها الخوف من عدم انتظام الرواتب، ورغبة الناس في توفير متطلبات الحياة الكريمة لأبنائهم إن انقطعت الرواتب.

المصدر : الجزيرة