أميركا تسعى لاستعادة نفوذها بالهادي

U.S. President Barack Obama and first lady Michelle Obama greet China's President Hu Jintao (2nd R) and his wife Liu Yongqing as they arrive at the opening dinner of the APEC Leaders Summit in Honolulu, Hawaii November 12, 2011.

   تقارب حذر في ظل خشية أميركية من تعاظم النفوذ الصيني بالهادي (رويترز)

 

يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى استعادة نفوذ الولايات المتحدة في منطقة الهادي لكن مساعيه تصطدم بتوسع سيطرة الصين في المنطقة.

 

وقد استضاف أوباما في هاواي في نهاية الأسبوع قمة لزعماء دول منطقة الهادي في حين حازت الصين على معظم اهتمام أوباما ومساعديه، مما يؤكد التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة.

 

استعادة التوازن

وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن أحد الأهداف الرئيسية لأوباما هو استعادة التوازن مع الصين في المنطقة كقوة اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية متعاظمة.

 

وقال أوباما في مؤتمر صحفي يوم الأحد الماضي "إننا نرحب ببروز الصين السلمي، مستشهدا بتصرفات الصين خلال العشرين أو الثلاثين سنة الماضية حين كانت تنتهك بعض القواعد، لكن الصين حاليا "قد شبت عن الطوق".


وقالت الصحيفة إن المسألة الصينية لا تزال معقدة.
فطالما مارس أوباما الضغوط على الصين للسماح لعملتها بالارتفاع مقابل الدولار لترد الصين على ذلك بالقول إنها تفعل ما يكفي. أما من ناحية الأمن القومي فإنها توسع نفوذها في المنطقة، مما يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة الذين يعتمدون على تجارة الصين بصورة كبيرة لكنهم يخشون من تعاظم قوتها في صور أخرى.

 

ويقول بين رودس -نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض- إن جيران الصين طلبوا من الولايات المتحدة التدخل في المنطقة بصورة أكبر. ويضيف "إن دول المنطقة تريدنا هناك".

 

"
الولايات المتحدة والعديد من جيران الصين سيتجهون إلى اتفاق الشراكة عبر الهادي بدون بكين

"

الشراكة عبر الهادي

وقد أعلن أوباما عن خطوات جديدة في نهاية الأسبوع للتوصل لاتفاق للتجارة الحرة يسمى اتفاق الشراكة عبر الهادي يستثني بكين في المستقبل المنظور.

 

ورحب بمشاركة كندا والمكسيك بالمفاوضات بشأن الاتفاق مما يعطي دفعة له.

 

ولكي تستطيع الصين الانضمام فإنه يجب عليها تعزيز التنافس بين شركات القطاعين الخاص والعام ودعم حماية حقوق الملكية الفكرية وهي شروط ستواجه الصين صعوبات في الوفاء بها.

 

وقد يعطي الاتفاق فرصة للصين للولوج إلى أسواق جديدة والانضمام في نهاية الأمر، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة والعديد من جيران الصين سيتجهون إلى مثل هذا الاتفاق بدون بكين.

 

وأثناء زيارة لأستراليا نهاية الأسبوع، من المتوقع أن يعلن أوباما عن زيادة في الوجود العسكري الأميركي في منطقة الهادي.

 

وسوف تقوم الولايات المتحدة بإنشاء وجود عسكري دائم في المنطقة لتهدئة قلق أستراليا وحلفائها الآخرين من تعاظم الوجود الصيني في المنطقة، حتى بالرغم من الظروف المالية الصعبة التي تواجهها موازنة الحكومة الاتحادية الأميركية.

 

وأثناء زيارة لأندونيسيا سوف يرد أوباما على ادعاءات الصين بشأن حقوق لها في بحر الصين الجنوبي والتي تراها الولايات المتحدة كتهديدات اقتصادية وعسكرية.

 

وقالت وول ستريت جورنال إن مسؤولي الإدارة الأميركية أمضوا أسابيع طويلة يمهدون لجولة أوباما الحالية للمنطقة ولاستعادة التوجه الأميركي نحوها بعد عقد كان الاتجاه فيه إلى أفغانستان والعراق.

 

وأضافت أن أوباما أوضح للرئيس الصيني أثناء قمة الهادي في هاواي دون مواربة أن الصين تحتاج إلى إجراء إصلاحات فيما يتعلق بالعملة وفيما يتعلق بتعزيز الطلب المحلي رغم أن هو جينتاو لم يرد بصورة صريحة على ذلك.

 

ويقول باتريك كرونين مدير برنامج الهادي في مركز الأمن الأميركي الجديد إن نجاح الولايات المتحدة في مواجهة الصين سوف يعتمد بصورة جزئية على الرد الصيني. فإن كانت بكين ستلعب دورا إيجابيا في المنطقة فإن نفوذها سوف يتزايد. لكنها إذا شعرت بأنها مهددة وكان رد فعلها عدوانيا فإن العديد من الدول قد تضطر إلى التوجه نحو الولايات المتحدة.

المصدر : وول ستريت جورنال