مظاهرة لموظفي الطيران بموريتانيا

من احتجاج العمال أمام الخطوط التونسية

جانب من احتجاج موظفي موريتانيا للطيران أمام مكتب الخطوط التونسية

أمين محمد-نواكشوط

تجمهر العشرات من عمال وموظفي شركة موريتانيا للطيران في العاصمة نواكشوط أمام مقر الخطوط الجوية التونسية المالكة لأغلب أسهم الشركة التي توقف نشاطها بشكل مفاجئ الشهر الماضي.

وطالب المتجمهرون أمس بمنحهم حقوقهم، والكشف عن مصير الشركة، وعن حقيقة الأسباب والخلفيات التي دعت إلى تعطل شركتهم بشكل كامل ومفاجئ رغم أنها كانت تسير بشكل مرضٍ حسبما قالوا.

ومنذ توقف الشركة عن العمل يعاني أكثر من مائتي موظف بموريتانيا ظروفا صعبة، ويعيشون حيرة من أمرهم بسبب عدم معرفة مصير الشركة، وما إذا كانت ستعاود العمل من جديد.

وكانت موريتانيا للطيران -وهي شركة الطيران الوحيدة في البلاد- قد انطلقت عام 2007 برأس مال مختلط بلغ 10 ملايين دولار، حيث تملك الخطوط التونسية 51% من أسهمها، ورجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو 39% من رأس مالها، في حين تملك النسبة الباقية الدولةُ الموريتانية.

محمد ولد الطالب: انهيار الشركة له الكثير من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية (الجزيرة نت)
محمد ولد الطالب: انهيار الشركة له الكثير من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية (الجزيرة نت)

مطالب ومخاوف
وحسب الناطق باسم عمال الشركة محمد ولد الطالب فإن عمال الشركة الـ212 -ومن بينهم طيارون ومهندسون وإداريون وعمال عاديون- يطالبون برواتب الشهرين الماضيين، وبالدخول في مفاوضات معهم حتى تتم تسوية مشكلتهم الإنسانية.

وأكد ولد الطالب للجزيرة نت أنه سيكون لانهيار هذه الشركة الكثير من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية على موظفيها وغيرهم.

وأوضح أنه بات من اللازم على من يريد السفر جوا إلى السنغال المحاذية جنوبا لموريتانيا، أن يسافر أولا إلى المغرب أو إلى فرنسا ومن ثم إلى دكار، مضيفا أن السفر إلى المقاطعات الداخلية في البلاد توقف جراء تعطل موريتانيا للطيران.

وأبدى ولد الطالب خشيته من تكرار التجربة السابقة للخطوط الجوية الموريتانية التي أعلنت إفلاسها عام 2008 وبقي المئات من عمالها مشردين حتى اليوم.

حبيب جاكيتي: إدارة موريتانيا للطيرانلم تقدم إيضاحات حول مصيرها
حبيب جاكيتي: إدارة موريتانيا للطيرانلم تقدم إيضاحات حول مصيرها

انقطاع
وشكا موظف آخر بالشركة يدعى حبيب جاكيتي في حديثه للجزيرة نت أن صلتهم بالشركة منقطعة تماما في الوقت الحالي بعد اختفاء إدارتها ومغادرة جميع أفرادها إلى تونس، دون أن يقدموا للعمال أي إيضاحات عن مصير الشركة ومستقبل العمال.

ولم تعلن شركة موريتانيا للطيران حتى الآن سبب التوقف المفاجئ في نشاطها بموريتانيا، وإن كانت مصادر إعلامية موريتانية أعادت الأمر إلى أسباب مالية، مشيرة إلى أن الشركة تسير على طريق الإفلاس.

وأرجعت مصادر موريتانية أخرى توقف الشركة إلى عزوف الطرف التونسي عن مواصلة الاستثمار في النقل الجوي بموريتانيا بعد شروع حكومتها في إجراءات إطلاق شركة طيران جديدة تابعة بالكامل للدولة.

المصدر : الجزيرة