بنك البذور.. دعم للزراعة الفلسطينية

بذور القمح البلدي التي يتم زراعتها وتدر منتجا جيدا وصحياالجزيرة نت 3

بذور القمح البلدي التي تتم زراعتها وتدر منتجا صحيا

عاطف دغلس-نابلس

في خطوة فريدة في فلسطين بادر الأكاديمي الفلسطيني محمد إشتية من مدينة نابلس إلى إنشاء "بنك البذور المجتمعي" بهدف الحفاظ على أنواع عديدة من البذور بشكلها التقليدي المعروف بعيدا عن البذور المهجنة.

وأوضح إشتية، وهو مدير مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة، أن مبادرته نبعت من انتشار البذور المهجنة بشكل كثيف، مما هدد وجود البذور الطبيعية الأصلية التي تتميز بطعمها وتحملها للظروف المختلفة.

وأكد اشتية للجزيرة نت أنه عقب الاحتلال الإسرئيلي لفلسطين امتلأت السوق بأنواع كثيرة من البذور المهجنة، الأمر الذي أدى إلى انقراض البذور التقليدية الأصيلة نتيجة توجه المزارع للأسهل والأكثر إنتاجا.


مؤسس بنك البذور المجتمعي محمد إشتية
مؤسس بنك البذور المجتمعي محمد إشتية

مخزون وراثي
وأضاف أنه نتيجة للحاجة المتزايدة لبذور تحفظ طعمها وتقاوم الأمراض وتتواءم مع البيئة، جاءت فكرة إنشاء بنك للبذور الوطنية الأصلية.

ولفت إلى أن توفير هذا النوع من البذور يعني الحفاظ على مخزون وراثي كبير، كما يمكن استخدامها بالمستقبل لتحسين أصناف أخرى لميزاتها الجيدة.

ولخص إشتية عمل بنك البذور الذي انطلق العام 2005 بالقيام بجمع البذور الأصيلة وتنقيتها وتجهيزها لتصبح صالحة للاستخدام، ومن ثم توزيعها على المواطنين لزراعتها، وعند جني المحصول يعيد المزارعون الكميات التي قدمت لهم، ويبيعون ما يفيض عندهم لتتم زراعته مرة أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يوسع انتشار زراعة البذور الأصيلة.

وأضاف أن دور البنك يكمل دور المزارع، فهو يحفظ البذور بالأرض ويزيد إنتاجها، والبنك يحفظها ويحسن خواصها.


تعاون مشترك
وأكد إشتية على أن المشروع استفادت منه عشرات القرى في مدينة نابلس، مشيرا إلى أنه تم إصدار نشرات تعليمية كدليل حقلي في إنتاج أصناف من البذور وتخزينها.

ولفت إلى أن الفكرة مازالت محلية على مستوى محافظة نابلس، داعيا لتطويرها بشكل أكبر لتصبح بنكا وطنيا للبذور يشمل كل فلسطين.


 فاطمة حمد تزرع أصنافا مختلفة من البذور البلدية
 فاطمة حمد تزرع أصنافا مختلفة من البذور البلدية

نموذج عملي
من جهتها عززت المزارعة فاطمة حمد من قرية تل جنوب غرب نابلس كلام إشتية، بتأكيدها للجزيرة نت، نجاعة بنك البذور واستفادتها ومئات المواطنين في القرية والقرى المجاورة منه.

واستطاعت، وهي الحاصلة على 16 شهادة خبرة بزراعة أصناف مختلفة من النباتات، إعالة نفسها وأسرتها عبر استفادتها من المشروع، وتوفير دخل شهري يزيد على خمسمائة دولار واكتفائها وعائلتها من الخضراوات التي تزرعها.

وبينت للجزيرة نت أن ميزة البذور الأصيلة التي تقوم بزراعتها "بلدية" وتدر منتجا جيدا قادرا على تحمل الظروف المناخية، إضافة لكونه صحيا بخلوه من المهجنات والمواد الكيمياوية.

المصدر : الجزيرة