تأثير محدود للأزمة على السياحة العربية

د. طالب الرفاعي . الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية . الجزيرة نت - تداعيات محدودة للأزمة المالية علي السياحة العربية - خالد شمت – برلين

الأزمة المالية أثرت على السياحة العالمية وتسببت بتراجعها 4% العام الماضي (الجزيرة نت)

خالد شمت-برلين

اعتبر الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي أن تأثير الأزمة المالية على الدول العربية أقل من تأثيرها العالمي، مشيرا إلى أن ذلك انسحب على السياحة العربية.

وأشار الرفاعي -الذي تعد المنظمة التي يرأسها واحدة من المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة– إلى أن تراجع معدل النمو السياحي في العالم العربي بلغ 1.5% خلال العام الماضي.

وأوضح في مقابلة مع الجزيرة نت أن الدول العربية الرئيسية الفاعلة سياحيا كالمغرب وتونس والأردن ومصر والإمارات تأثرت بالأزمة بشكل أكبر من بقية الدول العربية، واستدرك بالقول إن هذه الدول عادت للنمو السياحي مبكرا.

وقدر الرفاعي عند مشاركته في بورصة برلين العالمية للسياحة في ألمانيا، تراجع معدل النمو السياحي في دول الخليج العام الماضي بنسبة تتراوح بين 1.5% و2% مقارنة بالعام 2008، وتوقع أن تحقق هذه الدول نموا سياحيا يصل إلى 7%  بنهاية العام الجاري.

تراجع عالمي
وذكر المسؤول السياحي العالمي أن الأزمة المالية أثرت إجمالا على سوق السياحة العالمي وتسببت بتراجعه بنسبة 4% العام الماضي.

وأشار إلى أن السياحة العالمية أخذت منذ الربع الأخير من العام الماضي في التعافي بشكل بطيء وشهدت تغيرا في الأنماط التي كانت سائدة فيها سابقا.

ولفت الرفاعي وهو وزير سياحة أردني سابق إلى أن التراجع الأساسي للسياحة في العالم حدث جراء الأزمة المالية، لكنه تفاقم في بعض المناطق كالأميركتين الجنوبية والوسطى بفعل تفشي مرض إنفلونزا الخنازير الذي بقي تأثيره محدودا بعكس التأثير المتواصل للأزمة المالية.

وبين أن الشهرين الأولين من العام الجاري شهدا نموا سياحيا إيجابيا تراوح بين 0.5% و1%، وتوقع أن يصل معدل النمو السياحي العالمي بنهاية العام إلى 3%.

الجناح اليمني في بورصة برلين العالمية للسياحة (الجزيرة نت)
الجناح اليمني في بورصة برلين العالمية للسياحة (الجزيرة نت)

إستراتيجيات عربية
ودعا الرفاعي الدول العربية لوضع إستراتيجيات سياحية مستقبلية تُعلي من أهمية السياحة في أجنداتها الاقتصادية المستقبلية، وامتلاك الإرادة السياسية لإزالة كافة المعوقات أمام السياحة البينية بين بعضها بعضا ومن أمام السياحة الخارجية القادمة إليها.

وحث على الاستفادة من التجربة التركية التي حققت  طفرة سياحية ضخمة نتيجة تطبيقها نظاما مرنا لتأشيرات الدخول وإزالة عوائق كثيرة أمام السياح من مختلف الجنسيات.

وطالب الرفاعي الدول العربية بالتركيز على سياحة المؤتمرات ورجال الأعمال والسياحة الدينية، وأشار إلى قدرة العالم العربي علي التميز والمنافسة بتفوقه عالميا في مجال السياحة الثقافية.

وشدد على ضرورة وضع السياحة البيئية على قائمة الاهتمامات السياحية العربية، واعتبر أن هذه السياحة ستمثل المقصد السياحي الأول في العالم خلال المنظورين القريب والبعيد.

الجناح الإماراتي في بورصة برلين العالمية للسياحة 2010 (الجزيرة نت)
الجناح الإماراتي في بورصة برلين العالمية للسياحة 2010 (الجزيرة نت)

طفرة خليجية
وأشاد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية بما حققته دول الخليج العربي من طفرة نوعية في مجال التنمية السياحية خلال العشر سنوات الأخيرة، واعتبر أن هذه الطفرة تبدو واضحة بالأرقام والمؤشرات في دول كالسعودية والإمارات وعمان.

ونوه لتحول قطر لواحد من أهم اللاعبين السياحيين على مستوى المنطقة خاصة في مجالات سياحة المؤتمرات والاجتماعات ورجال الأعمال، ولفت إلى أن توظيف قطر لصورتها ومبادراتها المختلفة بشكل إيجابي ساعد في تعزيز وضع هذه الدولة الصغيرة كمركز جذب مهم على الخريطة السياحية العالمية.

المصدر : الجزيرة