دعوة عربية للبناء الأخضر المستدام

المنصة

 عبد الحافظ الصاوي-القاهرة

  

تعتبر التنمية العمرانية وصناعة البناء من أكبر المستهلكين للموارد الطبيعية سواء كان ذلك بالنسبة لمصادر الطاقة أو أية مواد أخرى تستخدم في صناعة التشييد، فضلا عن مساهمتها في الآثار السلبية للتغيرات المناخية وتلوث البيئة.

 

ومن هنا اتجهت بعض الدول إلى استخدام المواد الخام البكر والمواد الصديقة للبيئة.

 

يقول مصطفى الدمرداش، وهو رئيس المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء بالقاهرة، إنه على الصعيد العربي هناك نهضة عمرانية قائمة استلزمت التوسع في استخدام المناطق الصحراوية والساحلية.

 

وتعاني العديد من الدول العربية من وجود ندرة في الطاقة والمياه، وتعرض بعضها لنضوب مواد البناء الخام نتيجة الاستخدام الجائر، الأمر الذي دفع الدول العربية لتبني منظور آخر يعتمد على استدامة النمو العمراني مع الأخذ في الاعتبار عدم الإضرار بالبيئة  وملاءمة هذا العمران للبيئة العربية.

 

جاءت الملاحظات خلال أعمال مؤتمر الإسكان العربي الأول الذي شهدته القاهرة خلال الفترة من 22 إلى 26 ديسمبر/ كانون الأول تحت عنوان "استدامة البناء في المنطقة العربية وخاصة البيئة الصحراوية". 

 


آزاد أحمد طالب بالاهتمام بنماذج عربية مختلفة للسكن الشعبي المستدام (الجزيرة نت)
آزاد أحمد طالب بالاهتمام بنماذج عربية مختلفة للسكن الشعبي المستدام (الجزيرة نت)

العمارة البيئية أوفر

وقدم آزاد أحمد على من سوريا بحثه بعنوان "تجارب سورية في البناء الطيني المستدام" مشيرا فيه إلى تجربة بنائية لنموذج سكني وآخر تجاري باستخدام المواد التربية.

 

ووصلت تكلفة البناء للأغراض السكانية في النموذج نحو ثمانين دولارا للمتر المربع، ولنحو 120 في النموذج التجاري، في حين أن التكلفة في النماذج البنائية الأخرى غير المستدامة تصل إلى نحو ألف دولار للمتر المربع.

 

ودعا آزاد المشاركين إلى أن تهتم أبحاثهم في المؤتمرات القادمة بتقديم نماذج عربية مختلفة للسكن الشعبي المستدام، وتبادل هذه النماذج حتى يستفاد منها داخل كل قطر عربي وفق ظروفه المناخية والاقتصادية.

 

 كما أشار أحمد السراجي من مصر إلى أن المبني في العمارة الغربي تحول من حل للمشكلة البيئية إلى مصدر لها، وبخاصة في مجال الطاقة.

 

وتشير التقديرات إلى أن اللجوء إلى العمارة العربية التي تعتمد على الخامات والمواد المحلية الطبيعية سوف يسهم بتوفير نحو 70% من الطاقة المستخدمة في كافة مراحل صناعة البناء.

 

ولذلك تهتم دول غير عربية بدراسة تجربة العمارة العربية للاستفادة منها في مجال العمارة الخضراء الصديقة للبيئة.  

 

عمران الترغيب

المعماري العربي راسم بدران من الأردن قدم مداخلته مبينًا أن الفكر الغربي في العمارة، يصنع المدن ولا يبنيها، وأن العمارة الغربية لا تحاور الإنسان، لأنها عمارة مصنوعة.

 


أحمد السراجي طالب باللجوء إلى العمارة العربية (الجزيرة نت)
أحمد السراجي طالب باللجوء إلى العمارة العربية (الجزيرة نت)

وناشد بدران  المعماريين العرب أن يعيدوا تخطيط المدن العربية القائمة أو المستقبلية في ضوء مجموعة من المبادئ العمرانية المكتسبة من خبرة العمارة العربية الإسلامية، منها أن المكان يكتسب قيمته من الوجود الإنساني وأن الإسلام يدعو إلى المساواة ، وبالتالي على المعماري العربي أن يقدم عمارة تقرأها كافة الشرائح المجتمعية وأن يتم توظيف الموارد الطبيعية والمناخية في عملية التصميم.

 

وأكد أن هذا المبدأ هو سر تفوق العمارة العربية الإسلامية، من خلال الاستفادة من الضوء والظل والحر والماء والهواء وطبيعة مواد البناء المحلية. فهي بلا شك الأنسب لتكوين سكن وعمران بيئي ومستدام.

 

ووصف بدران العمارة العربية الإسلامية بأنها عمارة الترغيب لأنها تجمع ولا تفرق، وتعمل على التوفيق بين الجزئي والكلي.

 

مطالبة باتحاد عربي

وانتهت أعمال الجلسة الختامية للمؤتمر إلى قائمة بالتوصيات اشتملت على 26 توصية، بين مطالبات للدول العربية وتوجيهات للجامعات ومراكز البحوث، وضرورة وجود مؤسسات تتبنى فكر البناء والعمران الأخضر المستدام.

 

ومن أهم هذه التوصيات أن على كل دولة عربية إنشاء مجلس للبناء الأخضر المستدام على أن يضم هذه المجالس القطرية اتحاد يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية للتنسيق فيما بينها، ووضع نظام عربي لتقييم البناء الأخضر المستدام على المستوى الإقليمي والقطري.

المصدر : الجزيرة