فقر وسوء تغذية بمصر والسودان

afp : (FILES) A handout picture released by the UN's World Food Programme (WFP) on July 26, 2004 shows displaced Sudanese people queuing up to receive aid during a
سودانيون مهجرون يتلقون مساعدات غذائية دولية (الفرنسية-أرشيف)

كشف تقريران متزامنان أن الفقر في السودان بلغ مستوى قياسيا وأن حوالي نصف المصريين لا يحصلون على الطعام الكافي ويعانون من سوء التغذية في ظل أزمة عالمية أثرت سلبا على الاقتصاد المصري.

 
وفي ما يخص السودان ذكر تقرير أعده المجلس القومي للسكان -وهو هيئة حكومية- أن نسبة الفقر بين السودانيين تتراوح بين 45% و95%. وأقر التقرير بصعوبة تحقيق أهداف الألفية الثالثة في الموعد المحدد وهو العام 2015.
 
وأضاف التقرير الحكومي أن إنتاج هذا البلد العربي للنفط لم يؤد إلى تحسين ظروف السكان المعيشية.
 
وانتقد المجلس القومي للسكان تدني الإنفاق الحكومي على القطاعات الاجتماعية, وحذر من تأثير ذلك على قطاعي الصحة والتعليم خاصة.
 
مشكلة غذاء
وبالتزامن تقريبا مع البيانات الحكومية التي أشارت إلى تنامي الفقر بين السودانيين وبلوغه مستويات قياسية, أكد تقرير للمجالس القومية المتخصصة في مصر أن 46% من المصريين -خاصة منهم النساء والأطفال- لا يحصلون على الطعام الكافي ويعانون من سوء التغذية.
 
وجاء في التقرير أن 35% من النساء و53% من الأطفال في مصر لا يحصلون على الطعام اللازم ما يشكل خطورة على هاتين الفئتين اللتين تعدان الأكثر هشاشة. وكان أحدث تقرير عن التنمية البشرية في الوطن العربي قد ذكر أن نسبة الفقر في مصر -التي يقارب سكانها ثمانين مليونا- تبلغ 41%.
 
الأزمة العالمية قد تزيد الوضع سوءا في مصر(الفرنسية-أرشيف)
الأزمة العالمية قد تزيد الوضع سوءا في مصر(الفرنسية-أرشيف)

ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي فإن الوجبات التي يحصل عليها المصريون غنية بالسعرات الحرارية لكنها تفتقر إلى البروتين الضروري للجسم، وذلك بسبب التشديد على ذبح الطيور -خشية من تفشي مرض إنفلونزا الطيور- وارتفاع أسعار اللحوم.

 
وقد يزداد الوضع سوءا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة التي مست مصر وربما تؤثر على المساعدات الخارجية التي تتلقاها مصر.
 
من جهتها تقول منظمة الأغذية والزراعة (فاو) إن سدس سكان العالم يعانون من سوء التغذية, وإن مجابهة هذا الوضع يتطلب تبني سياسات على مستوى كل دولة من الدول التي يتعرض مواطنوها لسوء التغذية وليس انتظار المساعدات الخارجية.
 
وينتظر أن ترفع الأزمة العالمية المركبة عدد الجياع في العالم بنهاية العام الحالي إلى أكثر من مليار جائع وفقا لتقديرات دولية متطابقة.
 
وفي مقابلة مع الجزيرة نفى الدكتور جودة عبد الخالق أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة أن تكون في مصر مشكلة جوع بل سوء تغذية ربما يكون حادا كما قال.
 
وأشار عبد الخالق إلى احتمال أن تكون الأرقام المقدمة بشأن الوضع الغذائي للمصريين مضخمة كثيرا. بيد أنه أشار في المقابل إلى أن أزمة الغذاء في العامين 2008 و2009 والأزمة الاقتصادية الراهنة شكلتا ضغطا على مستوى معيشة المصريين.
 
ورأى أن الأزمة العالمية ليست وحدها المسؤولة عن مشكلة الغذاء في مصر، مشيرا في هذا السياق إلى سياسات خارجية وداخلية متسببة في هذا الوضع.
المصدر : الجزيرة