صناعة التمويل الإسلامي تتمدد والأغذية الحلال تغزو الأسواق

البنوك الإسلامية

 
 

تتمدد رقعة الاقتصاد الإسلامي لتشمل مناطق أكبر في العالم ويشمل هذا التمدد صناعة الأغذية الإسلامية وصناعة التمويل الإسلامي.

 

وتقول مجلة تايم الأميركية في تقرير إن سوق صناعة الأغذية الإسلامية توسعت بشكل كبير في العقد الماضي ويقدر حاليا بـ632 مليار دولار سنويا أي ما يمثل 16% من صناعة الأغذية في العالم.

 

وإذا أضيفت هذه الصناعة إلى صناعة التمويل الإسلامي والخدمات والتأمين والصناعات التي تعتمد على القيم الإسلامية، فإن قيمة السوق الإسلامية ترتفع لتصل إلى أكثر من تريليون دولار سنويا.

 

ويقول التقرير إن سبب اتساع السوق الإسلامية هو أن المجتمع المسلم في العالم والذي يصل تعداده إلى 1.6 مليار نسمة يتميز بطغيان نسبة الشباب على فئاته العمرية الأخرى وأن الاقتصادات في بعض مناطق العالم الإسلامي أصبحت أغنى من أي وقت مضى.

 

"
سوق صناعة الأغذية الإسلامية توسعت بشكل كبير في العقد الماضي ويقدر حاليا بـ632 مليار دولار سنويا أي ما يمثل 16% من صناعة الأغذية في العالم
"

وتسعى الشركات غير الإسلامية في العالم إلى الاستفادة من توسع هذه السوق مثل الشركات العملاقة ماكدونالدز وتيسكو ونستلي عن طريق تقديم خدمات إسلامية بحيث أصبحت هذه الشركات تسيطر على نحو 90% من سوق الأغذية الحلال في العالم.

 

وقد أدت المنافسة المحتدمة لاختراق هذه السوق إلى تغيير سلسلة الإنتاج والعرض في مناطق غير اعتيادية من العالم، فمثلا تتجه السعودية إلى إنتاج الدجاج في البرازيل ما يعنى أن المصدرين البرازيليين أقاموا مراكز للذبح الإسلامي. كما تم إنشاء مراكز للذبح الإسلامي في نيوزيلندا وهي أكبر مصدر للحوم الأغنام الحلال في العالم.

 

وفي أوروبا أقامت هولندا في ميناء روتردا مخازن ضخمة لتتجنب تخزين اللحوم الحلال بجانب لحوم الخنزير أو المسكرات.

 

صناعة التمويل الإسلامي

ويشير التقرير إلى أن صناعة التمويل الإسلامي استغلت الأزمة المالية العالمية لكسب عملاء جدد غير مسلمين. ويفضل هؤلاء المستثمرين نظام الصيرفة الإسلامي المتحفظ الذي يمنع الفوائد الربوية.

 

ورغم أن هذه الصناعة لا تزيد عن 1% من مجمل صناعة التمويل العالمية فإنها تزيد بنسبة 15% سنويا وقد تصل إلى 4 تريليونات دولار في أربع سنوات من 500 مليار حاليا, بحسب تقرير صدر في 2008 عن مؤسس وموديز للخدمات الاستثمارية.

 

ويقف البعض عند تعريف سوق الحلال بالمفهوم التقليدي على أنه سوق اللحوم فقط لكن آخرين يرون أن كلمة حلال تشمل صناعات أخرى مثل السيارات والأثاث وغيرها حيث تدخل فيها عمليات التمويل والعمالة الإسلامية وتبنى على المثل الإسلامية.

 

ومن الطريف أن الشركات الإسلامية تجتذب أيضا غير المسلمين. فمثلا سلسلة فنادق الجوهرة التي لا تقدم الخمور والتي تشرف عليها مجموعة لوتاه الإسلامية تقول إن 60% من عملائها من غير المسلمين. كما أن شركة مرحبا للأغذية -وهي مؤسسة هولندية- تقول إن ربع عدد عملائها من غير المسلمين الذين لا يهتمون بالتعاليم الدينية بقدر اهتمامهم بالسلامة الغذائية.

 

استهداف السوق الإسلامية

ويضيف تقرير مجلة تايم أن القوة الشرائية للمسلمين بالولايات المتحدة تقدر بـ170 مليار دولار. لكن مع بعض الاستثناءات، تعمد الشركات الأميركية إلى تجاهلهم فلا توجد شركات كبيرة توجه منتجاتها للمسلمين.

 

لكن الشركات في مناطق أخرى من العالم مثل أوروبا وجنوب شرق آسيا تستهدف المسلمين والأسواق

الإسلامية.

"
رغم أن صناعة التمويل الإسلامي لا تزيد عن 1% من مجمل صناعة التمويل العالمية فإنها تزيد بنسبة 15% سنويا وقد تصل إلى 4 تريليونات دولار في أربع سنوات من 500 مليار حاليا, بحسب تقرير صدر في 2008 عن مؤسس وموديز للخدمات الاستثمارية
"

 

ومع رغبة الجيل الصاعد من الشباب في الحصول على وجبات سريعة، عمدت شركات ضخمة مثل كنتاكي فرايد تشكن كي أف سي و"ساب وي" إلى فتح فروع حلال لها في مناطق مختلفة من بريطانيا وأيرلندا.

 

أما شركة نستلي السويسرية فتعتبر رائدة في هذا المجال، وقد أنشأت لجنة خاصة لدراسة تسويق منتجات الحلال في ثمانينيات القرن الماضي كما عمدت إلى فصل منتجاتها الحلال عن غيرها.

 

ووصلت عائدات الشركة من منتجات الحلال إلى 3.6 مليارات دولار العام الماضي كما أن 75 مصنعا من مصانعها الـ456 موجهة لإنتاج الأطعمة الحلال.

 

كما اتجهت شركات أخرى غير شركات الأغذية إلى استهداف السوق الإسلامية.

 

وتقدم شركة أل.جي الكورية مثلا أداة تكنولوجية لتعريف المسلمين باتجاه القبلة في مكة، بينما تقدم شركة نوكيا الفنلندية خدمات مجانية لتنزيل القرآن الكريم من الإنترنت إضافة إلى خرائط تظهر مواقع المساجد الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.

 

ويقول زاهد أمان الله مدير شركة ذبيحة في أوروبا وهي شركة مقرها كاليفورنيا، إن اتساع السوق الإسلامية مؤشر على الهوية الإسلامية الجديدة الواثقة, وهي هوية لا تعتمد على السياسة بل على نمط حياة خاص.

 

ويضيف أن المسلمين مستعدون للإنفاق على الأطعمة والمنتجات الحلال أكثر بكثير من إنفاقهم على القضايا السياسية.

المصدر : تايم