ديزني وسيتي بنك وشيفرون أسوأ شركات العالم

-

بينما يجتمع مدراء ورؤساء كبرى الشركات والمؤسسات العالمية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، احتفلت منظمة عين الرأي العام -على بعد أمتار قليلة من مقر انعقاد المنتدى- بحفل توزيع جائزتها السنوية للعام 2006 لأكثر الشركات عدم تحمل لمسؤولياتها وتقاعسا عن أداء مهامها.
 
وقد فازت بجوائز هذا العام كل من والت ديزني المشهورة بإنتاج المواد الإعلامية للأطفال، وشيفرون للنفط، ومجموعة سيتي بنك، وكلها أميركية. وقال توماس كلاسن المسؤول الإعلامي في المنظمة للجزيرة نت إنه من قبيل المصادفة أن تكون الشركات الأكثر سوءا كلها أميركية في تقييم هذا العام.
 
ورأت لجنة التحكيم التي نظرت في ملفات 20 شركة تم ترشيحها من المنظمات غير الحكومية المهتمة بتقييم أداء المؤسسات حسب مقدرتها على الوفاء بالتزاماتها الإنسانية والبيئية والمالية، أن شيفرون تسببت في أضرار بيئية جسيمة نتيجة عملها منذ 30 عاما في مناطق الأمازون.
 
وبدأت شيفرون في العمل هناك تحت اسم تكساكو، وتسببت -حسب المنظمة- في إتلاف مساحات واسعة من الغابات البكر في شمال الإكوادور، وترفض حتى اليوم سداد تكاليف إصلاح ومعالجة هذه الكارثة البيئية.
 
ورأت لجنة التحكيم أن الآثار السلبية المتعددة التي تعاني منها تلك المنطقة وتقاعس الشركة عن أداء واجبها وتحمل مسؤولياتها رغم الأرباح الكثيرة التي تجنيها، تعكس مدى إهمالها الجسيم في تطبيق التزاماتها التي يفرضها عليها القانون.
 
أما مؤسسة والت ديزني التي فازت بجائزة أكثر الشركات إهمالا لواجباتها الاجتماعية، فجاء ترشيحها من "اتحاد طلبة المدارس والجامعات لمناهضة سوء الاستغلال" في هونغ كونغ، بسبب أنشطتها التصنيعية في جنوب شرق آسيا.
 
وذكرت منظمة عين الرأي العام أن العمال بهذه الشركة يشتغلون تحت ظروف إنسانية صعبة ويتعرضون لانتهاكات جسيمة في حقوق الإنسان، دون أن تقوم والت ديزني بتصحيح هذه السلبيات، بل تظهر في العالم بصورة الصديقة الاجتماعية للأسرة والأطفال في مجالات تربوية كثيرة.
 
وفي مجال أكثر الشركات مخالفة للنظم المالية حصلت مؤسسة سيتي بنك على الجائزة الأولى، فهي أكبر مؤسسة مالية في العالم تقدم خدمات للأثرياء والشركات الضخمة للإفلات من الضرائب في بلدانهم وتحويل ثرواتهم إلى ما يعرف بالواحات الضريبية، وأغلب عملائها من الدول النامية وبالتالي فهي تسهم في هرب مصدر هام لمداخيل تلك الدول.
 
وتتوقع عين الرأي العام أن يسهم هذا التقليد في حث الشركات على تصحيح أخطائها مثلما حدث مع جوائز العام الماضي، أو أن يتجنبها الرأي العام حتى تتدارك تلك المؤسسات أخطاءها.
 
وتتعمد هذه المنظمة إقامة هذا الحفل أثناء فعاليات منتدى دافوس كي تتعرف الصحافة الدولية على سلبيات كبريات الشركات التي تظهر في المنتدى "بشكل غير حقيقي".
 
الجائزة الإيجابية
وقد تميز حفل هذا العام بابتكار "الجائزة الإيجابية" التي يتم منحها للمنظمات والشركات المساهمة في علاج سلبيات العولمة، فحصلت عليها بالاشتراك منظمات "سنريت" المكسيكية و"غرين مان واتش" و"فيان" الألمانيتان، وذلك لكشفها خطة للتخلص من مئات آلاف الوظائف في شركة كونتننتال لتصنيع إطارات السيارات في المكسيك.
 
وتمكنت هذه المنظمات من إجراء مفاوضات مضنية مع إدارة الشركة وتشكيل جماعات ضغط على جبهات متعددة، حتى تراجعت كونتننتال عن قرارها إغلاق المصنع وإنقاذ مورد رزق لمئات الآلاف من الأسر.
  
وكالمعتاد صاحب حفل توزيع الجوائز عرضا كوميديا ساخرا يتندر بالتناقضات التي يرتكبها الساسة الأوروبيون. واختارت عين الرأي العام رئيس الوزارء الإيطالي سيلفيو برلسكوني وجمعت عددا من تصريحاته المتناقضة، في أداء مسرحي للممثل ماوريزيو أنطونيني قريب الشبه ببرلسكوني ويظهر في الأفلام السينمائية كبديل له. وقد منحته المنظمة جائزة بنوكيو التي تدل على الإفراط في المبالغة والكذب.
______________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة