الإسكندرية

undefined

العاصمة الثانية لمصر وأكبر موانئها على البحر الأبيض المتوسط بل هي أكبر وأهم موانئ الشمال الأفريقي على المتوسط، وهي تضم كنوزا من المعالم الحضارية القديمة، وتتمتع بطبيعة نادرة وطقس معتدل طوال العام. ويمتد تاريخها لأكثر من 5000 سنة وفيها عشرات المزارات السياحية الحديثة والقديمة التي تضم المساجد والكنائس والقلاع والمتاحف والآثار الفرعونية واليونانية والإغريقية والإسلامية وفيها الأسواق القديمة والقصور الفخمة والحدائق الغناء.

ومن عناوين حضارتها البارزة مكتبة الإسكندرية التي أعيد بناؤها حديثا لتكون صرحا ثقافيا وحضاريا عالميا، وشواطئ الإسكندرية خلابة مشهورة تعج بالمنشآت السياحية الجديدة والمنتجعات الاستجمامية والعلاجية والثقافية.

وهي المدينة التي يجتمع فيها الماء العذب والماء المالح، إذ يأتيها العذب من نهر النيل عن طريق ترعة المحمودية التي تخترق المدينة بطولها والماء المالح من المتوسط، ناهيك عما يلاقيه الزائر من بشاشة الوجوه وكرم الضيافة الإسكندرانية.


undefinedتقع الإسكندرية فوق الزاوية الغربية للدلتا المصرية، خطط لبنائها الإسكندر المقدوني عندما غزا مصر عام 333 ق.م إلا أنه توفي قبل أن يراها، وظل تخطيط المدينة الإغريقي قائما طوال العصر الروماني، وفي العصر الإسلامي الذي بدأ بفتح مصر على يد عمرو بن العاص سنة 642م أصبحت المدينة محطا لكثير من العلماء والأئمة والأولياء الصالحين وكما هو الاكروبوليس في المعمار الإغريقي أصبح المسجد يتوسط المدينة وتنتهي إليه شوارعها.

ويقول ابن الحكم صاحب أقدم نص تاريخي وصل إلينا عن مساجد الإسكندرية: هي خمسة مساجد، مسجد النبي موسى عليه السلام ومسجد سليمان عليه السلام ومسجد ذي القرنين أو الخضر عليهما السلام، ثم مسجد الخضر أو ذي القرنين التالي عند باب المدينة الشرقي أما الخامس فكان مسجد عمرو بن العاص.

وتزخر الإسكندرية بالعديد من الكنائس، والكاتدرائيات المسيحية مثل كاتدرائية الكرازة المرقسية بمحطة الرمل التي بناها القديس مرقص الإنجيلي أحد تلامذة السيد المسيح، وبها قاعة تؤدي إلى مدافن البطاركة الأقباط حتى القرن الحادي عشر الميلادي، وكاتدرائية اليونانيين الأرثوذكس بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالمنشية الصغرى وكنيسة سان مارك وكاتدرائية الروم الكاثوليك والكنيسة الإنجيلية بالعطارين وكنيسة دبانة بمحطة الرمل، وكنيسة الأرمن الكاثوليك وكنيسة مار مرقص ودير مار مينا العجائبي بالعامرية.

أسواق المدينة
اشتهرت الإسكندرية في العصور الإسلامية المختلفة بكثرة صناعاتها وجودتها، وأهمها صناعة النسيج والفخار والزجاج والصابون والسفن، وربما تعد صناعة النسيج أهم ما اشتهرت به المدينة، ولذلك كان العرب يعتمدون هذه الشهرة في كسوة الكعبة المشرفة.

من أشهر أسواق هذه المدينة العريقة التي تستهوي السائح سوق العطارين الذي كان يختص ببيع جميع أنواع العطارة والبقوليات والبذور والحبوب، ثم اتسع نشاطه ليشمل جميع السلع الأخرى من ملابس وأجهزة وأحذية وغيرها، كما توجد أسواق قديمة ما زالت محتفظة بخصائصها، مثل سوق الخيط الذي يختص ببيع جميع أنواع الخيوط والزراير والسست وجميع لوازم فنون التطريز والحياكة، وسوق زنقة الستات المختص بجميع لوازم النساء، وسوق المغاربة.. وغيرها. 

undefined

قلعة قايتباي
تقع قلعة قايتباي التي أنشأها القائد المسلم السلطان الناصر بن قلاوون للدفاع عن المدينة فوق جزيرة فاروس بحي الأنفوشي، وهي من القلاع المشهورة في العالم بما تمثله من مبان محصنة تحصينا ذكيا وهندسيا رائعا، وتقع في الطرف الشمالي لمدخل الميناء الشرقي في نفس موقع فنار الإسكندرية العظيم، وقد شيدت القلعة في القرن الخامس عشر.


مساجد وكنائس الإسكندرية الحالية
من أهم السمات الحضارية الإسلامية في الإسكندرية المدارس والمنشآت الدينية المنبثقة عن الأزهر الشريف ومئات المساجد الكبيرة، القديم منها والحديث، ولعل أشهر تلك المساجد هي التي تتركز في حي الجمرك الذي يعتبر الثقل الديني في المدينة، حيث يبلغ عدد المساجد فيه حوالي 80 مسجدا، "مسجد سيدي أبي العباس المرسي" ويمتاز بمنارته الشاهقة الارتفاع وقبابه الأربع. ومسجد الإمام البوصيري الذي يعد من تلاميذ أبي العباس المرسي، واشتهر بالشعر الصوفي في حب الله تعالى ومدح الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومن قصائده نهج البردة. ومسجد سيدي ياقوت العرش وتقع جميعا بميدان المساجد بحي الأنفوشي المطل على البحر المتوسط ومسجد سيدي جابر الأنصاري ومسجد القائد إبراهيم الواقع في منطقة محطة الرمل الذي بني عام 1240م.


undefinedالمكتبات والمتاحف الفنية

تفتخر الاسكندرية دائما بأنها أول مدينة في العالم احتوت على كبرى المكتبات العالمية من قديم الزمان، ولعلنا نذكر مكتبة الإسكندرية القديمة التي أحرقت أو دمرت ومن مكتباتها مكتبة البلدية التي هي من أقدم المكتبات التي تحتوي على مخطوطات وكتب نادرة عن الفتح الإسلامي والعصور القديمة، ولعل أحدث مكتبة أنشئت بالإسكندرية هي مكتبة الإسكندرية الجديدة البديلة عن المكتبة القديمة التي دمرت، وقد تحقق بإنشائها حلم مئات السنين فأصبح حقيقة وصرحا شامخا أمامنا اليوم بمنطقة الشاطبي أو لسان السلسلة تحديدا على شاطئ البحر المتوسط في الحي الملكي القديم المنتمي للحضارات المصرية واليونانية والرومانية والإسلامية.

القصور والمتاحف الأثرية
تحتوي الإسكندرية على العديد من القصور الفخمة أشهرها وأهمها قصر المنتزه المطل على البحر الأبيض المتوسط الذي يتوسط مساحة 350 فدانا من أخصب الأراضي الزراعية المزروعة بأروع الأشجار، ومجموعة من أحواض الزهور والحدائق الغناء، فهي جنة الله في الأرض، ويجاور القصر قصر آخر يسمى قصر السلاملك كان مخصصا لرجال حاشية الملك السابق، وقصر ثالث يسمى قصر الحرملك خاص بنساء الحاشية، وتم بناؤها جميعا على الطراز الإسلامي.

كما أن هناك قصورا أخرى مثل قصر أنطونيادس بحدائق النزهة، الذي يقع أيضا وسط حدائق خلابة تنتشر حوله تماثيل أبدعها عظماء الفنانين العالميين، وقصر الصفا بحي زيزينيا، وقصر العروبة وقصر رأس التين في منطقة رأس التين أو بحري، كذلك قصر الأمير كمال بمنطقة إستانلي وغيرها.

المنشآت السياحية والترفيهية
تشغل الإسكندرية شريطا ساحليا يصل إلى 70 كلم على البحر، وتمتلئ بالعديد من المنشآت السياحية والترفيهية، كدور السينما والملاهي والنوادي والمسارح وغيرها، ويتم تجميل كورنيش المدينة وتوسيعه بضعف مساحته، وأنشئ العديد من الأماكن الترفيهية والسياحية بالقرب منه وبشكل لا يحجب التمتع بالرؤية الطبيعية لجمال البحر وشواطئه التي تمتد من أبي قير إلى نهاية الساحل الشمالي قرب مدينة القاهرة، حيث تمتد القرى السياحية المصممة على أحدث الطرز السياحية العالمية على طول الساحل.

وفي الإسكندرية عشرات الألوف من الشقق السكنية المفروشة المنتشرة في جميع أحياء المدينة، بالإضافة إلى عشرات الفنادق، سواء من الدرجة الأولى أو من الدرجة الأقل والمنتشرة أيضا على طول الساحل وداخل المدينة.

وفيها أيضا أنواع المطاعم والمزارات والمتنزهات العامة والخاصة والغابات الكثيفة بأطراف المدينة ذات الأشجار اليانعة والمثمرة، وتزدان شوارعها بالتماثيل والأعمدة الرخامية الضخمة.

المصدر : الجزيرة