أويحيى يبرر رفع أسعار الوقود ويشيد بالخصخصة

تزايد نسبة العائدات النفطية في الجزائر

أحمد روابة-الجزائر

اتهم رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى من أسماهم "أصحاب الريع والسياسويين" بالوقوف وراء الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها بعض مناطق البلاد عقب رفع أسعار الوقود، متعهدا بتطبيق القانون بصرامة لاستعادة النظام والأمن.

وقال أويحيى بمناسبة تنصيب مجالس الإدارة لوكالات المناجم وسلطة الضبط للكهرباء والغاز أمس إن هوامش الربح لأسعار الطاقة لم تعرف ارتفاعا منذ سبع سنوات، في محاولة لتبرير الزيادة التي أقرتها الحكومة عن طريق شركة توزيع الوقود والغاز "نفطال".

ويأتي ذلك رغم رفض البرلمان نفس الزيادات التي جاءت في مشروع قانون المالية لسنة 2005، وهو ما اعتبرته الطبقة السياسية "تحايلا من الحكومة وتعديا على السلطة التشريعية".

وأثارت الزيادة في أسعار الوقود غضب المواطنين في عدد من مناطق الوطن في ولايات الجلفة جنوبي الجزائر والبويرة شرق العاصمة والمدية جنوب العاصمة وتيارت غربي الجزائر وخاصة الريفية منها، حيث يكثر استعمال غاز البوتان الذي عرف سعره ارتفاعا كبيرا.

وتنعكس الزيادة في أسعار الوقود على تسعيرة النقل العمومي حيث احتج الناقلون في العاصمة بالإضراب ليومين، وتستعد نقابة الناقلين الخواص لمراجعة التسعيرة وفق زيادات الحكومة في أسعار المازوت.

"
أويحيى:
سيقدم مشروع قانون المحروقات الذي شرعت الحكومة في دراسته إلى الاتحاد العام للعمال الجزائريين للمناقشة قبل عرضه على البرلمان في دورة الربيع المقبل
"

وأشار أويحيى إلى أن مشروع قانون المحروقات الذي شرعت الحكومة في دراسته سيقدم للاتحاد العام للعمال الجزائريين بهدف المناقشة والإثراء قبل عرضه على البرلمان في دورة الربيع المقبل.

وأوضح أن المشروع لا يهدف إلى خصخصة شركة النفط "سوناطراك" ولا إلى تخفيض حصة الدولة في قطاع المحروقات، وإنما سيحرر الشركة النفطية من الكثير من الأعباء والمهام الإدارية التي تعيق تطورها. كما يسمح لها باستغلال كل طاقاتها في توسيع نشاطها في التنقيب والإنتاج للمساهمة في التنمية الشاملة.

وأكد أويحيى أن مشروع قانون المحروقات الذي يجري الإعداد له منذ خمس سنوات، سيوسع مجال الاستثمار لشركات النفط الدولية بإلغاء العراقيل البيرقراطية ومطابقة شروط الاستثمار المعروفة عالميا وسيمكن الشركة الوطنية من كسب وسائل المنافسة في الأسواق المحلية والدولية.

وعزا رئيس الوزراء زيادة طاقة إنتاج النفط إلى الإصلاحات التي مكنت الجزائر من رفع طاقة إنتاجها إلى 1.5 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن ذلك سيمنح سوناطراك فرصة تطوير استثماراتها في الخارج وتعزيز مكانتها في السوق الدولية، باعتبارها شركة نفطية تساهم في خلق الثروة الوطنية واستغلال الطاقة الجزائرية بشكل عقلاني واقتصادي.

وأشاد أويحيى بالنتائج التي حققتها عملية الخصخصة في الجزائر معبرا عن اعتقاده بأنها كانت لفائدة الاقتصاد الوطني وفي صالح العمال حيث لم يتم تسريح أي عامل، بينما تطورت وسائل الإنتاج وظروف العمل وكسب المستهلك وفرة الإنتاج وتنوعه.

وأشار إلى تجارب خصخصة مركب الحديد بالحجار في ولاية عنابة شرقي الجزائر مع الشركة الهندية إسبات، ومركب صناعة مواد التنظيف مع شركة هنغل الألمانية.

كما ذكر تجربة سوق الهاتف النقال التي ساهمت في إضافة نوعية كبيرة جاء بها المتعاملون العرب أوراسكوم تليكوم المصرية والشركة الوطنية الكويتية، حيث حققت سوق تكنولوجيا الاتصال في الجزائر بفضل المستثمرين الدوليين تطورا كبيرا لصالح الاقتصاد الوطني واستحدثت وظائف ووفرت خدمة الهاتف النقال على أوسع نطاق وبأسعار في متناول شرائح واسعة من المجتمع.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : غير معروف