طرق ملتوية والتضحية بأصدقاء.. هكذا نجح مؤسس فيسبوك

ملصق فيلم الشبكة الاجتماعية للمخرج الأميركي ديفيد فينشر

"فعل مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك كل ما يجب القيام به للمضي قدما بالشركة، لكن ذلك لم يكن متعلقا بفعل الأمور الصائبة عند تعامله مع أولئك الذين اعترضوا طريقه، وإنما ببذل قصارى جهده للتقدم دون عوائق".

هكذا يصف جيم روتينبرغ الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، متوقعا أن يعيد التاريخ نفسه في ما يتعلق بالمسيرة التي قادته إلى رئاسة عملاق الشبكات الاجتماعية.

ورغم سعيه المتواصل للظهور في صورة المبتكر الذي أسهم في تغيير نظرة العالم للعلاقات الاجتماعية، من خلال إنشاء أكبر موقع للتواصل الاجتماعي، لا يزال مؤسس فيسبوك بعيدا كل البعد عن تحقيق ما يصبو إليه.

ويذكر الكاتب بفيلم "الشبكة الاجتماعية" المنتج عام 2010، والذي يتناول ماضي زوكربيرغ، والمسار الذي اتبعه ليضع أسس شركته التي تبلغ قيمتها السوقية مئات المليارات من الدولارات.

ويظهر الفيلم شخصية زوكربيرغ الانطوائية والحذرة، والذي قرر اتباع أساليب ملتوية ليستحوذ على شركة فيسبوك. كما أنه لم يخط خطواته الأولى اعتمادا على مبادئ سامية وعبارات رنانة مثل تلك التي يرددها الآن، على غرار أن فيسبوك "مهمة اجتماعية لجعل العالم أكثر انفتاحا واتصالاً".

إحدى هذه الخطوات الملتوية وغير السامية أن رحلة زوكربيرغ مع وسائل التواصل الاجتماعي بدأت من خلال موقع "فايس ماش"، وهو موقع يتيح لطلاب كلية هارفارد الذكور إصدار تقييمات لزملائهم من الإناث استنادا إلى مظهرهن.

ودفع هذا النشاط إدارة الكلية للضغط على زوكربيرغ لإغلاق الموقع لأنه انتهك خصوصية الأفراد، لا سيما بعد أن تطلّب إنشاؤه اختراق موقع الكلية وتحميل سجلات الطالبات.

ضحايا زوكربيرغ
ونظرا لاحتياج كل فيلم لشخصيات تُحبط مساعي الشخصية الرئيسية في الفيلم، عمد مؤلف السيناريو آرون سوركين والمخرج ديفد فينشر لاعتماد التوأمين وينكلفوس لأداء هذا الدور، لكن من خلال التمعن في مجريات الأحداث، سيتبين أن الشقيقين كانا من بين ضحايا زوكربيرغ في طريقه نحو تحقيق طموحاته.

واستند الفيلم إلى أحداث حقيقية، فضلا عن مقتطفات من كتاب "بليونيرات بالصدفة" للمؤلف بين ميزريخ، حيث يصور مؤسس فيسبوك على أنه شخص مهتم بالنمو والنجاح أكثر من اهتمامه بالأشخاص الذين قد تعرضهم ممارساته للأذى.

وبحسب الكاتب، فإن فيسبوك منخرط في ممارسات قد تكون عواقبها وخيمة؛ على غرار التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، أو التحريض على التطهير العرقي في ميانمار.

وعقب استدعائه للمثول أمام القضاء بسبب هذه الممارسات، تعهد زوكربيرغ باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها، لكن ذلك الإصلاح لم يدم وقتا طويلا.

المصدر : نيويورك تايمز