"فلامينغو أرابيا" بكندا.. عزف على وتر مأساة العرب

نزيه عازف العود وطارق عازف الغيتار وجينا مغنية فلامنغو 2
فعالية "فلامينغو أرابيا" ارتقت بمزج "الفلامينغو الإسباني" وموشحات وأغاني التراث العربي (الجزيرة)

علي الكبيسي-تورنتو

على مسرح آغا خان في مدينة تورنتو الكندية، استمتع عشاق الموسيقى العربية والغربية بفقرات أمسية فنية بعنوان "فلامينغو أرابيا" ضمن فعاليات مهرجان الفنون والموسيقى العربية الذي يقام للسنة الثانية في كندا.

وأطرب المشاركون في "فلامينغو آرابيا" الحضور بمقطوعات موسيقية وغنائية قديمة عُزفت بروح وقالب جديدين متطورين وبأعلى درجات الإتقان والحرفية والشغف الموسيقي.

وفي تلك الفعالية، كانت المشاركة بالنسبة للمغنية الكندية من أصول إسبانية جينا تانتلو فيها تحديا ومجازفة، وقالت إن مزج "الفلامينغو الإسباني" مع موشحات وأغاني التراث العربي فرض مشهدا موسيقيا جديدا، ما لبث أن تحوّل لانسجام وتفاعل من قبل الجمهور العربي لأدائها الغنائي الذي تصاحب مع آلات من التخت الشرقي.

وانطلاقا من فكرة تلاقي الثقافة الموسيقية العربية بالأجنبية التي شكّلت هدفا أساسيا للمهرجان، فقد حملت المعزوفات الموسيقية رسائل سياسية وإنسانية وفنية عديدة أبرزها مقطوعات "أحلام من الوطن" و"لاجئ في البحر"، وهي من تأليف طارق غريري عازف الغيتار والموزع الموسيقي السوري، عكست الواقع المرير للمهاجرين من بلدان عربية تعيش حالة اضطراب أمني وسياسي.

وبالنسبة للموسيقيين العرب، فإن الرحلة نحو المهجر لم تكن لاستكشاف ثقافات أخرى فحسب بل لإنتاج موسيقى مشتركة تُنشر من خلالها قيم السلام والتفاهم والحوار الحضاري بين الشعوب والثقافات المختلفة.

بعض أعضاء الأوركسترا الكندية العربية يحيون الجمهور(الجزيرة)
بعض أعضاء الأوركسترا الكندية العربية يحيون الجمهور(الجزيرة)

حوار الثقافات
وقال مدير الأوركسترا الكندية العربية وفا الزغل للجزيرة نت إن الهدف الأساسي للفرقة التي يتكون نصف عازفيها من الأجانب هو مد جسور التواصل بين الثقافة الموسيقية العربية والثقافات الموسيقية الأخرى، معتبرا أن لدى الجمهور غير العربي في كندا فضولا كبيرا للتعرف والتقرّب من الموسيقى العربية الغنية.

وعبر المواطن الكندي ستيف هاريسون عن انبهاره بطريقة عزف الموسيقيين السحري وقدرتهم، كل بحسب ثقافته، على إيصال هوية بلده من خلال النوتات والآلات الموسيقية، وقال إنه سمع العود لأول مرة وانبهر بتلك الآلة الوترية وعشقها.

وعبر نزيه أبو الريش وهو عازف عود سوري يعمل ضمن فرقة الأوركسترا الكندية العربية ومقيم بكندا، عن تمسكه بهوية عوده العربية محاولا إشراك ثقافته بالموسيقى الغربية، ويرى أن هذا النوع من الموسيقى يلاقي تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور الكندي بمختلف أطيافه، وأن هناك تقديرا عاليا للمقامات الموسيقية العربية.

وكانت تلك الفعالية الفنية منصة للموسيقيين العرب في الاغتراب خاصة العازفين في الأوركسترا الكندية العربية، لإرسال رسالة تتمحور حول تصحيح الفكرة السائدة لدى الغرب بشأن ثقافة بلدانهم وخاصة المواهب الموسيقية في المهجر وتعريف الأجانب بها.

المصدر : الجزيرة