مملكة مراوؤو.. قصة تعايش تاريخي بميانمار

تعد مملكة مراوؤو من أشهر ممالك ولاية أراكان غربي ميانمار في القرون العشرة الماضية، وقد كانت مركزا تجاريا يؤمه التجار العرب والمسلمون من الهند وفارس والبنغال والجزيرة العربية، وامتد حكم المملكة نحو ثلاثة قرون ونصف، ثم سقطت بغزو مملكة بورما لها عام 1784.

ولا تزال بعض الآثار شاهدة على تلك الحقبة الزاهرة، لكن أغلبها غير مسجل في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ويشكو مؤرخون ريكاين من عدم اهتمام الحكومة المركزية بذلك.

ويقول مؤرخون مسلمون إن مراوؤو كانت مملكة مسلمة تمتع فيها البوذيون بحريات واسعة، لكن آخرين رجحوا وبدراسات ميدانية أنها كانت مملكة بوذية يحكمها ملوك بوذيون من قومية الريكاين، لكن المسلمين بلغوا فيها أعلى المناصب إلى جانب أقليات أخرى من المسيحيين والهندوس.

وفي إحدى المراحل كان ملوك أراكان متأثرين بنفوذ ملوك البنغال المسلمين، وعملوا بأنظمة حكمهم في أراكان وأصبحت لغات المسلمين كالفارسية والبنغالية لغات رسمية، وهو ما يفسر كيف أن 18 من ملوك مراوؤو يحملون ألقابا إسلامية، رغم أنهم كانوا بوذيين، حسب بعض الروايات.

لكن ذلك التعايش في المنطقة بين البوذيين والمسلمين لم يستمر أكثر من ثلاثة قرون ونصف، فقد فتح الصراع الداخلي داخل أسرة ملك مراوؤو الباب لتدخل الجارة بورما مرة أخرى أواخر القرن الثامن عشر، فأقفلت ذلك القوس وأنهت حكم المملكة.

المصدر : الجزيرة