"صرخة" الفنان العزاوي بالدوحة تقترب من النهاية

لوحة بعنوان مجنون ليلي للفنان العراقي ضياء العزاوي
"مجنون ليلى" من لوحات الفنان ضياء العزاوي المعروضة ضمن معرضه "أنا الصرخة" (الجزيرة)

تسدِل متاحف قطر الستار في غضون أقل من أسبوعين على معرض الفنان العراقي المرموق دوليًا ضياء العزاوي، الذي ظل مفتوحا لعدة أشهر تحت العنوان الشاعري "أنا الصرخة، أيّ حنجرة تعزفني"، وتضمن المئات من أعماله.

ويُقام معرض العزاوي (78 عاما) الذي افتُتِح في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في فضاءين مختلفين هما "المتحف العربي للفن الحديث" و"غاليري متاحف قطر-الرواق" على مساحة تسعة آلاف متر مربع، ويضم أعمالا فنية توثّق المسيرة الفنية للعزاوي الممتدة لأكثر من 50 عامًا منذ أن كان طالبًا بمعهد الفنون الجميلة في العراق خلال ستينيات القرن الماضي.

وتتنوع محتويات المعرض بين اللوحات والمنحوتات والرسومات والطباعة ودفاتر الفنان، بالإضافة إلى نسخ أصلية ومحدودة من بعض الأعمال الفنية التي تعرض لأول مرة.

وينقسم المعرض إلى قسمين يرصد كل منهما مسار الممارسة الفنية للعزاوي، فيتتبع الأول في المتحف العربي للفن الحديث العلاقة بين الصورة والنص في أعمال العزاوي، بينما يرصد الثاني في غاليري متاحف قطر-الرواق تفاعل الفنان العراقي مع اللحظات السياسية الكبرى في تاريخ العراق والعالم العربي، لا سيما القضية الفلسطينية ومحن العراق الحديث.

‪‬ مدينة بغداد حاضرة في أعمال الفنان ضياء العزاوي بإيحاءاتها وتاريخها ومعاناتها(الجزيرة)
‪‬ مدينة بغداد حاضرة في أعمال الفنان ضياء العزاوي بإيحاءاتها وتاريخها ومعاناتها(الجزيرة)

وتعليقًا على المعرض، قال مدير المتحف العربي للفن الحديث عبد الله كروم إن متاحف قطر تفتخر "بالنجاح الجماهيري الذي حققه المعرض الاستعادي لضياء العزاوي في الدوحة"، مشيرا إلى أنه أكبر المعارض المنفردة التي تُقام لفنان إقليمي في "متحف" حتى الآن.

وأضاف كروم أن المعرض أتاح للجمهور "قراءة صفحات هامة في تاريخ المنطقة، ولفت انتباهنا إلى مأساة إنسانية عالمية كما صوّرها العزاوي في أعماله".

وقبل هذا المعرض الاستعادي الضخم (من 1963 إلى الغد)، سبق للعزاوي الذي يقيم في لندن ويعمل بها، أن عرض أعماله ضمن معارض جماعية وفردية دولية، منها متاحف الفن الحديث في بغداد ودمشق وتونس، والمتحف الوطني للفنون الجميلة بعمان في الأردن، وفي الولايات المتحدة وعدد من البلدان الأوروبية.

ومن المحطات البارزة في مسار العزاوي، مساهمته عام 1969 -إلى جانب فنانين عراقيين- في تأسيس مجموعة "الرؤيا الجديدة" التي استلهمت في أعمالها موضوعات وقضايا معاصرة، لا سيما النكبة الفلسطينية. كما انضم لفترة قصيرة إلى جماعة "البعد الواحد" التي أسسها شاكر حسن آل سعيد.

وفي الفترة بين عامي 1968 و1976، عمل العزاوي مديرًا لمديرية الآثار العراقية في بغداد، وعمل بين عامي 1977 و1980 مديرًا فنيا للمركز الثقافي العراقي بلندن، حيث أسهم انتقاله إلى العاصمة البريطانية في إعادة اكتشافه نمطا فنيا جديدا أطلق عليه "دفاتر الفنان"، وهو نوع من الفنون شجع العزاوي غيرّه من فناني العراق والمنطقة على استكشافه.

المصدر : الجزيرة