أسئلة الحدود والهوية بمؤتمر دولي حول الفن بالدوحة
المحفوظ فضيلي-الدوحة
وفي افتتاح المؤتمر، ألقى رئيس مجلس إدارة شركة نيويورك تايمز أرثر سولزبيرغر كلمة مقتضبة لم تخل من أصداء اللغط السياسي في الولايات المتحدة في ظل الرئيس الجديد دونالد ترمب، وتحديدا توجهاته نحو مزيد من الأسوار والقيود في التعامل مع الآخر، خاصة من بلدان العالم الإسلامي.
وأشار سولزبيرغر إلى أن الهجرة لعبت دورا مهما في تاريخ بلاده وتطورها الاقتصادي والسياسي، وأن الولايات المتحدة كانت دوما أرضا للتعايش والانفتاح، وأبوابها كانت دائما مفتوحة أمام الجميع بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والدينية.
وفي أولى الحلقات النقاشية بالمؤتمر التي تديرها نخبة من صحفيي نيويورك تايمز، انصب الحديث عن دور المتاحف في الحياة الثقافية في بلدان الخليج العربي، وتمت الإشارة إلى الحراك اللافت في هذا المجال، حيث تشهد عدد من بلدان المنطقة إنشاء متاحف كبرى من قبيل المتحف الوطني في قطر وفرع أبو ظبي لمتحف اللوفر الفرنسي.
دور المتاحف
وأجمعت المداخلات في الحلقة على دور المتاحف في تعزيز الهويات الوطنية، وضخ زخم كبير في الحياة الفنية ببلدان المنطقة، وفي تقوية الصلات الثقافية مع المحيطين الإقليمي والدولي، إلى جانب كونها تندرج صمن تصور يأخذ بعين الاعتبار معطيات البيئة المحلية مناخيا واجتماعيا.
ولم تقتصر النقاشات حول دور المتاحف في منطقة الخليج، بل امتد في حلقات أخرى إلى دور تلك المؤسسات الثقافية ومدى تفاعلها مع ماضي وحاضر بلدان أخرى، من قبيل ألمانيا والبرتغال وكندا وبريطانيا، مع ما يحمله تاريخ تلك البلدان من مراحل قاسية كالتجربة النازية والانقسام في ألمانيا.
واتسعت دائرة النقاش في الجلسات الأولى للمؤتمر لتشمل شهادات وتجارب فنية متميزة، مثل تجربة الفنان الصيني ليو بولين الذي يوصف "بالرجل المخفي"؛ إذ إنه يرسم صورته في خلفية أعماله وبطريقة دقيقة لا تكاد تدركها عين المشاهد للوهلة الأولى.
شهادات وتجارب
كما تفاعل الحضور مع شهادة المصور اليوناني يانيس بهراكيس، الذي يعمل لوكالة رويترز، وتميز في السنوات الأخيرة بمتابعته أزمة اللاجئين النازحين من بلدان المنطقة بحثا عن ملاذ آمن في القارة العجوز.
وتحدث بهراكيس عن سياقات الكثير من الصور المعبرة التي التقطها للاجئين في أحوال صعبة وهم أحيانا في عرض البحر بين الحياة والموت.
ويعكس تنظيم المؤتمر في الدوحة سعي متاحف قطر لتوفير منبر مثالي لدعم أهدافها، وتسليط الضوء على التقدم الذي تحرزه في مسيرتها لتحويل قطر إلى مركز إشعاع ثقافي يمثل حلقة وصل بين الثقافات ويشجع التبادل الثقافي.
وإلى جانب الحلقات النقاشية التي تتواصل حتى الثلاثاء المقبل، ستُتاح الفرصة أمام ضيوف المؤتمر لحضور فعاليات وأنشطة كثيرة تقام حاليا بالدوحة، من أبرزها معرض فني بمتحف الفن الإسلامي يضم مجموعة مكونة من ست عُملات ذهبية، ترجع إلى صدر الإسلام وتعرض لأول مرة في العالم.
وفي باقي الجلسات سيستمع المشاركون لعدد من أبرز المهندسين المعماريين ومديري المتاحف وصناع القرارات وغيرهم من أعلام الثقافة. ومن بين المشاركين الفنان العراقي المرموق ضياء عزاوي الذي يُقام له معرض في متحفين كبيرين بالدوحة بعنوان "أنا الصرخة"، و"أي حنجرة تعزفني".